حقيقة الغالبية!

لا بأس ان يفتخر الانسان بنفسه، لا بأس ان يحكي للناس عن بطولاته، لا بأس أن يتباهى طالما ان في ذلك سبباً لإقهار المتجبرين. بل دعوني ابحبحها وامشيها اكثر واقول لا بأس حتى لو أراد أن يتفاخر على اعتبار أنه منقذ ويريد الاصلاح، فلا بأس لو تبهرج على (…) كونه بطل المرحلة. لكن السالفة مصخت، مصخت لأنه لا يوجد اساس ومع ذلك صوتهم عال!

يرتجز أخينا ويقول قول علي عليه السلام: «انا الذي اُعرف عند الزمجرة»، ويصيح «انا الذي تعرف البطحاء وطأته»، ثم عند الصجية طبل! صميتونا وأنتم تقولون انا «الخيل والبيداء والليل تعرفني»! بغروركم وجهلكم المركب أوقفتم مشروعا خسّرنا مليارين ونصف المليار (والاصح بحسب الوزير السابق الصبيح انه مشروع خسرت الكويت بسببه اكثر من 11 ملياراً)! لبّستم علينا الحقائق وصرختم وجعلتمونا نصدقكم (انا شخصيا انتقدت الحكومة على عدم وضوح الصفقة وعدم معرفتنا بما يجري والضبابية)، ثم تعمل حالك لا تدري عن شيء وتلقي الكرة في ملعب غيرك. هذا هو حقاً «الهروب الكبير»!

المشكلة ان المشروع لو كان ماشي على حاله، لكانت الكويت بين عدة احتمالات، ففيها الخسارة وفيها الربح. لكن اختيار جماعة الصياح والصراخ بايقاف مشروع الداو لم يخيرونا إلا بواحد، وهو خسارة الكويت لمبلغ المليارين ونصف المليار.
لهذا اخرج للناس وقل لهم فنيا وتقنيا لماذا المشروع كان فاشلا بحسب رأيك؟! اذهب الى اهل الاختصاص واهل الدراية وناظرهم واحك لهم عن وجهة نظر خبرائك الذين اعتمدت عليهم في تقييمك واقتنعت بأنه خاسر، وأن خسارتنا للمليارين أرحم من البلاوي المنظورة لو كُتب للعقد النجاح! لا تهرب وتنثر الغبار وترمي التهمة مرة على المجلس، ومرة على القبيضة، وثالثة على رئاسة الوزراء والحكومة الخفية!

هذا ليس بجديد، فعادتكم كغالبية هي التلوّن. تقولون الا الدستور، والدستور له محكمة اسمها «المحكمة الدستورية» وحكمها نافذ غير قابل للطعن. برغم ذلك لا يعجبكم الحكم إن سار على غير هواكم!
كذبتم على الشعب الكويتي، وعدتموهم بالاصلاح ولكنها ذهبت ادراج الرياح. أين الاصلاح؟ ها هي المحكمة الدستورية، كانت أعظم مشكلة لديكم وتخشونها أشد خشية، هل شرعتم ما يحميكم منها، أم تتصيدون بالماء العكر. إن جاء حكمها لصالحكم قلتم دولة الدستور والمؤسسات، وان قضى لغيركم نزلتم الشارع! هل شرّعتم للكويت، أم تفرغتم لشق وحدة الصف؟

بعدما أقلعتكم الدستورية عن مواقعكم، المواقع التي كنتم يوميا تتباهون أمامنا بأنها زائلة، لا تريدونها، عازفون عنها، زاهدون بها، بل ولا يشرفكم أن تجلسوا بجانب القبيضة. ما الذي حصل؟ لماذا بلعتم ألسنتكم وكلامكم ووعودكم ونقضتموها حينما سألكم القاضي إن كنتم ما زلتم نوابا؟! لماذا تستظلون بالحصانة وتخشون مواجهة دستوركم الاسود الذي بسببه اقتحمتم تاريخ الكويت، وكسرتم بسببه دستور الشعب، وفتحتم عنوة باب كل كويتي، ودستم بأقدامكم على طاولات كرامة الأمة التي صوتت لكم! تبا للمزدوجين!  

السابق
جنبلاط: الخطأ لا يعالج بخطأ
التالي
يوم تاريخي لفلسطين.. وغضب أميركي إسرائيلي