السفير: مرجع أمني: طريق الجنوب ستبقى مفتوحة..وشربل لأولوية الحل السلمي صيدا تحبط محاولة أسرها بالقوة إلى الفتنة المذهبية

لم تكن صيدا، أمس، إلا كما كانت على مر تاريخها وحاضرها. قالت بأعلى صوتها إنها لن تكون ممرا للفتنة المذهبية، بل ستبقى حاضنة الجنوب وقلبه النابض وعاصمة مقاوميه.

نزعت صيدا من خلال اجتماع عائلاتها وأحزابها وشخصياتها، في دار البلدية، أمس، فتيل تلك المحاولة المكشوفة الهادفة إلى «أسر قرارها ودورها وتاريخها وأهلها وقياداتها لصالح رميها في أتون حسابات وساحات مذهبية مقيتة

عمليا، قالت صيدا للدولة، أن تفضلي وشمري عن ساعديك، وقال الصيداويون إننا كنا حزب الدولة وسنبقى تحت سقف الشرعية، مهما تبدلت صورة «الشرعيات والحكام.

ما حصل في صيدا، أمس، يكاد يكون درساً لكل المدن والمناطق اللبنانية، ولعل العبرة كل العبرة، في ما سيكون عليه سلوك أهل الدولة في الساعات المقبلة، من أجل إيجاد مخرج سياسي سلمي يتجاوز الشعارات التي يطلقها البعض وهو المدرك سلفا أنها مستحيلة التحقيق.

عند هذا الحد، بدا أن الدولة لم تحسم قرارها النهائي، في ظل رأيين أساسيين يتجاذبان «أهل الحل والربط.

رأي أول، يقول بوجوب أن تحزم الدولة أمرها وألا تتردد في اتخاذ القرار المناسب من أجل إعادة فتح طريق الأوتوستراد الشرقي في صيدا، مهما كانت النتائج، ما دام الغطاء السياسي الصيداوي متوافرا.

أما الرأي الثاني، فيقول بأن من أطلق شعار نزع سلاح «حزب الله وهو مدرك أنه لن يصل إليه، انما يريد بلوغ غاية أخرى: اما استدراج أحد في المدينة أو الجوار الى اشتباك ـ فتنة، وإما استدراج القوى العسكرية والأمنية الى فخ أمني سياسي يصار الى تضخيمه وإبراز «المظلوميةالتي تؤدي الى انفلات الشارع ليس في صيدا وحسب بل في كل مناطق «المظلومية وثمة مؤشرات تصب في خانة أرجحية الرأي الثاني.

وقد تابع الرئيس ميشال سليمان «اهتمامه بالوضع الامني والتدابير التي تنفذها القوى العسكرية والامنية، إنفاذا للقرار الاخير لمجلس الوزراء بعدم تغطية اي مرتكب او مخل بالامن، واطلع لهذه الغاية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على سير العمليات التي تنفذها الوحدات على الارض، وكذلك من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على عدد من المعطيات والمعلومات المتعلقة بهذا الموضوع.

كما تابع سليمان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، التطورات الصيداوية، مشددا على وجوب منع قطع الطرق كون ذلك يخرج عن مفهوم التعبير السلمي ويعرقل أعمال المواطنين ومصالحهم وأرزاقهم، مشيرا الى أن أي مطلب أو موقف يمكن التعبير عنه من دون اعتماد وسائل تلحق الضرر بالآخرين.

وقال الوزير مروان شربل لـ«السفير انه يعمل شخصيا على معالجة الاعتصام، آملا أن تحل الأمور بطريقة سلمية ولو استغرق الأمر بعض الوقت.

ولم يستبعد مرجع أمني مواكب للاتصالات اللجوء إلى الحل الأمني، لكنه قال لـ«السفير
ان ذلك هو آخر الدواء، وأشار إلى أن البلد لا يحتمل ترك الأمور على ما هي عليه حالياً، حيث قد يؤدي التأخر في الحسم إلى نتائج كارثية، ورفض تحديد سقف زمني لفتح الطريق عنوة، مشيراً إلى أن المحاولات السياسية لحل الأزمة ما تزال مستمرة وقد تؤدي إلى النتيجة المرجوة.

وأوضح المرجع الأمني أن المطلوب فقط هو فتح الطريق، «فلا أحد ضد حق التظاهر كوسيلة للتعبير السلمي الحضاري، ولكن في الوقت نفسه لا يحق لأحد عرقلة حياة الناس. كما رأى أنه لا بد من الاستفادة من القرارين الوطني والصيداوي الداعمين لكل الإجراءات التي تؤدي إلى فتح الطريق، مشيراً إلى أن ذلك سيكون رسالة للجميع بأنه لن يكون تساهل مع أي توجه لقطع أي طريق في لبنان مستقبلاً.

وطمأن المرجع الأمني أن طريق الجنوب صيدا لن تقطع وأن الأمور لن تخرج عن حدودها الحالية، وأن قيادات صيدا ستتحمل مسؤولياتها في محاولة إيجاد مخرج يعيد الأمور الى نصابها.

لقاء صيدا.. ورد الأسير

وكانت صيدا، قد رفعت، أمس، الصوت عاليا، رفضا لإقفال طريق الجنوب من بوابته الشمالية، ورفضا للفتنة، مؤكدة التعايش بين مختلف أطيافها، وذلك عبر اللقاء الموسع الذي جمع فعاليات المدينة تحت سقف سياسي واحد، باستثناء رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد الذي حرص بعد انتهاء الاجتماع على تأييد مقرراته.
وخلص اللقاء الذي حمل توقيع «اعلان بلدية صيدا، الى المطالبة بفتح كل الطرق في صيدا والتعبير الحضاري السلمي من دون إلحاق التعطيل والأذى بمصالح المواطنين. كما شدد «على التمسك بالدور الوطني لصيدا عاصمة الجنوب، ورفض الانجرار الى كل هذا التحريض والتجييش المذهبي على المقاومة ورموزها وسلاحها.

وأطلق أصحاب المؤسسات التجارية الذين شاركوا في اللقاء، صرخة احتجاجية، مطالبين بوضع حد لإقفال الطريق فورا خشية إفلاس مؤسساتهم وصرف العاملين فيها.

وبعدما نقل المفتي سليم سوسان مطالب الشيخ أحمد الأسير الى المجتمعين، داعياً للسير في طريق واحد حيث «لا عدو لنا إلا اسرائيل، دعا الرئيس فؤاد السنيورة «إلى فتح كل الطرق في صيدا أمام جميع المواطنين والعابرين وأن يصار إلى أن يحذو حذو هذا الموقف، جميع اللبنانيين في كل مكان من لبنان

في المقابل، سارع الشيخ الأسير الى الرد على لقاء بلدية صيدا قائلا «اننا لن نفتح الطريق حتى لو اجتمع مجلس الامن أو طلبت منا السعودية أو قطر أو غيرها من الدول.. الا اذا تحققت مطالبنا. وقال: «الاعتصام لن يتوقف الا اذا أقنعنا أحد بأن «حزب المقاومة و«أمل قبلوا بمساع جدية لمعالجة قضية السلاح خارج الدولة، وأضاف: «أقسم بالله يا حسن نصر الله ونبيه بري سندفعكما الثمن سلميا وفي جعبتنا الكثير وعليكما الاستماع جيدا لما نقوله والأيام القادمة ستحمل خطوات أكبر بكثير مما حصل حتى الآن

وشن الأسير هجوما عنيفا على السنيورة، معتبرا ان «ما يقوله السنيورة يمثله وحده ولا يمثل الصيداويين الاحرار، ورأى ان جلوس السنيورة مكان المفتي سوسان إهانة لكل علماء صيدا وأبنائها. كما شن هجوما عنيفا على الرئيس سعد الحريري من دون أن يسميه.  

السابق
اللواء: صيدا للأسير: حرية التعبير ليست بقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس القيادات الأمنية تتولى المساعي لإنهاء الإعتصام
التالي
صار وقت نوعا… بلغ عن الفساد ندوة في النبطية