قبلان: لنكن واعين ولا ننجر إلى الأهواء والعواطف والفتن

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بقول الإمام علي بن ابي طالب: "أوصيكم بتقوى الله تعالى ونظم أمركم وإصلاح ذات بينكم فإني سمعت رسول الله يقول إن إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام".

وقال: "إن مرجع المؤمن تقوى الله تعالى وسلاحه الصلاة وحصانته العمل بما يرضي الله، وعلينا أن نتمسك بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية وسيرة الأئمة المعصومين الذين هم ثبات للأرض وحصانتها، مما يحتم أن نلتزم طاعة الله ونبتعد عن المعصية فنعمل لما يرفع شأن الأمة ويحصنها من كيد الشيطان وابتاعه".

وأضاف: "نحن مطالبون بالعمل متماسكين متحابين لصون الإسلام وأهله، فالتحدي لا يوصل إلى نتيجة والصراخ لا يحل مشكلة وعلينا ان نعود إلى الله متمسكين بحبله، متواصلين مع أهل الخير بعيدين عن المنكر والبغي والفحشاء، ولا سيما أننا نعيش في أجواء شهر شعبان وذكرى ولادة الإمام الحسين وعلي بن الحسين وابي الفضل العباس، وفي الخامس عشر من شعبان تحل ذكرى ولادة الإمام المهدي المخلص والمنقذ والداعي إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وعلينا أن نستفيد من المناسبات فنراجع الحسابات ونعمل بإخلاص لنحمي هذه الأمة من الأعداء والبغي والفساد والمنكرات، ونحن مع الأئمة الأطهار ندور في فلكهم ونعمل عملهم ونبتعد عن الفتن لانها تقصم الظهر وتبعد الناس عن طريق الصواب والخير، فالمطلوب أن نقتدي برسول الله والأئمة المعصومين فننتصر للمظلوم على الظالم ونبعد الناس عن الفتن والمكر والفساد ونتقي الله تعالى في كل أمورنا، فندعو إلى المعروف وننهي عن الفحشاء والمنكر، فنتمسك بالقرآن الذي هو كلام الله ونتحرك بهدوء وروية وحكمة، فنضع نصب أعيننا عمل الخير وإصلاح ذات البين ورأب الصدع وجمع الكلمة وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، فنعمل لتكون راية الإسلام خفاقة في العالم نتظلل بظلها ونعمل تحت سقفها".

وتابع: "علينا أن نكون واعين فلا ننجر إلى الأهواء والعواطف والفتن، فنعالج الأمور بكل مسؤولية ودقة ونعمل لتوحيد الصفوف ولإحقاق الحق وإزهاق الباطل، وعلى المسلمين أن يجتنبوا قول الباطل ويعملوا لما يرضي الله تعالى، فنحن في واد والإسلام في واد آخر، وعلينا أن نحصن الدين بالتمسك بأحكامه والعمل بشريعته والبعد عن كل فتنة ومنكر وبغي، وما يجري على الارض من انتهاكات وقتل وتفجيرات أعمال منكرة، وعلى الجميع أن يردع الظالم البعيد عن تعاليم الله، ونتبع رسول الله الذي جاء بالخير والمعروف ونهانا عن المنكر والبغي والعدوان، فكان خاتم الأنبياء والمرسلين، وكان عمله صدقا وحقيقة، مما يحتم أن نكون مع النبي في كل أمورنا".

وطالب اللبنانيين بحفظ وطنهم "من خلال تمسكهم بالديانات السماوية والبعد عن المنكر والفساد والبغي، وعلينا أن نستوعب كل ما يجري بمسؤولية، فنحفظ وطننا من خلال حفظ شعبه ومواطنيه وأرضه من كيد العدو الصهيوني، فنحفظ شعب لبنان من التفرقة والحقد ونبعد عنه كل ما يضر بتواصلنا وبوحدتنا".

وقال "إن لبنان كبير بأخلاق بنيه ومحبتهم لبعضهم البعض، فما يجري على الأرض لا يوصل إلى الحقيقة، فالتحدي ممنوع وحرق الدواليب عمل سيئ، وقطع الطرق اعتداء على المارة، حتى إن الصلاة في الطريق إذا منعت المارة فإنها لا تجوز، لان المطلوب أن نصلي جانبا بما لا يعرض مصالح الناس، ونطالب اللبنانيين بأن يكونوا عقلاء في تصرفاتهم حكماء في أعمالهم بعيدين عن كل انحراف وفتنة ومنكر، ولا سيما أن التحدي يضر بالعباد والبلاد، فيما المطلوب أن نكون عقلاء متوجهين التوجه الصالح والصادق، وعلينا أن نتذكر إخواننا المخطوفين في سوريا الذين سجنوا وهم في طريق العودة إلى لبنان، وعلى حكومة تركيا وكل القوى العمل لإطلاق المخطوفين الذين لا ذنب لهم، ونناشد الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي التحرك لإطلاق هؤلاء المخطوفين على أرض سوريا، فماذا يستفيد الخاطفون من عملهم إلا زيادة البغي؟ على الجميع السرعة في العمل لإطلاقهم ليعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين".

وطالب الدولة "بحزم أمرها، فالأمن لا يكون بالتراضي إنما بوضع اليد على الجرح ومعالجة الجرح بالدواء، وعلى الدولة مسؤولية بسط الامن الأرض، وأن تكون مع الناس وتتصدى للأشرار الذي يعملون للتفرقة والفتنة والمنكر والبغي والعدوان، وعلى اللبنانيين ان يحافظوا على امن لبنان واستقراره وعدم إزعاج أي فريق سواء اكان عدوا ام صديقا، فتكون الطرق سالكة وآمنة يأمن المواطنون بالسير عليها. وعلى اللبنانيين أن يحافظوا على أمن لبنان واستقراره وعدم إزعاج أي فريق سواء أكان عدوا أم صديقا، فتكون الطرق سالكة وآمنة بأمن المواطنون بالسير عليها".

وأكد "أن ابتعاد الناس عن الدين أدى إلى تخلي الله عنهم، فالله يعامل الناس بالخير والإحسان، وعلينا ان نبتعد عن الفتن والغلظة فنتواصل لما ينفع وطننا وبلادنا فلا نقطع طريقا ولا يقوم احد بعمل مشين، وعلى اللبنانيين ان يكونوا إخوة متحابين متواصلين أعزة وأصدقاء فيكونوا يدا واحدا بعيدين عن كل فساد ومنكر فيعملوا ليعود لبنان بلد الخير والسعادة والأمان ونبتعد عن المنكر فنعمل لما يرضي الله ونبتعد عن المعصية".

واستنكر ما يجري في العراق من تفجيرات "وخصوصا ضد زوار أهل البيت في عمل شأن غير اخلاقي، وعلى الدولة العراقية أن تضرب بيد من حديد المجرمين المعتدين فتمنع التطاول على الزوار وتؤمن حمايتهم وأمنهم في تأديتهم واجباتهم الدينية بزيارة العتبات المقدسة".

وشدد على أن "العداوة لا توصل إلى الحقيقة وعلينا أن نبتعد عن الشتم ونتمسك بالمحبة والرحمة والخير ونعود إلى الإسلام لانه دين المحبة والخير والتعاون والتواصل، ونترجم الإسلام عملا صادقا فنعمل بالحسنى فيعود الجميع إلى دينهم، واذا بقيت الحالة على ما هي، فسنكون أهل الخسران والهوان، وعلينا ان نحمي الإسلام بالعمل بأحكامه وموازينه وقواعده وشريعته وأصوله. إن رجل الدين وصي من أوصياء الله يجمع ولا يفرق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وليتذكر الجميع أن اسرائيل هي عدوتنا جميعا وهي تبني المستوطنات وتضيق على الشعب الفلسطيني وتظلمه، فإسرائيل غدة سرطانية وشر مطلق، وعلينا أن نكون يدا واحدة بعيدين عن كل شر ومنكر وفساد وباطل فنحمي ارض فلسطين وشعبها فيتوحد المسلمون على نصرة حقهم في تحرير فلسطين ومقدساتهم من رجس الاحتلال".  

السابق
البرجاوي: نود في اعتصامنا السلمي ان نوجه رسالة ضد ما يحصل في صيدا وخطاب الاسير الطائفي ولكننا لن نقطع الطريق
التالي
المفتي قباني: لهيب الفتنة يكاد يشتعل ان لم يصلح اللبنانيون ذات البين