سليمان يتّهم أعضاء في الحكومة ورئيسها بتغطية عملاء ومرتكبين

علمت "المستقبل"، أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبعدما استمع إلى ميقاتي ووزراء "امل" و"حزب الله" في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، خاطب المجتمعين بلهجة غاضبة قائلا: "ادليتم بدلوكم وانا سأدلي بدلوي، كلنا غطينا اناساً لا يفترض تغطيتهم من العملاء لاسرائيل الى شادي المولوي الى الذي افرج عنه ونُقل إلى زحلة، فقط لنقول لهؤلاء اننا خدمناهم. لكن اللبنانيين، يتابعون ما يحصل ويتساءلون: أيعقل ان تقف السلطة الى جانب الباطل بدلاً من الحق؟ العميل عميل، والمولوي مولوي، والذي نُقل الى زحلة مُرتكب. وعندما يشعر المواطنون ان هؤلاء يعاملون بهذه الطريقة تفلت الامور. نحن اخطأنا وغطينا المرتكب واعطيناه مالاً وطلبنا رضاه. الى اين نحن سائرون؟. بيروت في حالة رعب، وعشرون دراجة نارية تُرعب بيروت. هذا امر غير مقبول وسأستدعي قادة الاجهزة الامنية لأعطيها تعليمات امامكم وباسمكم".
أفادت مصادر وزارية "المستقبل" أنه لدى وصول مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا وقادة الاجهزة الامنية وخلال النقاش حول الاجراءات القضائية اللازمة لمواجهة ما جرى، سأل الوزير قانصو ميرزا "ما هي صلاحياتكم في شأن الاعلام عندما يتجاوز دوره؟"، فقال ميرزا: "صلاحياتنا تنحصر في قانون المطبوعات"، فكرر قانصو السؤال "ومتى يمكن للنيابة العامة التدخل تلقائياً؟"، فأجاب ميرزا "عندما يمس رئيس جمهورية لبنان او رئيس لدولة شقيقة"، فردّ قانصو "لماذا لم تتدخلوا إذن عندما شتم الشيخ أحمد الأسير الرئيس بشار الاسد في ساحة الشهداء ولم تسطروا استنابة قضائية بحقه. أليس هذا جرماً مشهوداً؟". عندها وقبل ان يجيب ميرزا، تدخل الرئيس سليمان قائلا "توقف. انا تحدثت عن استهداف رئيس جمهورية لبنان، اما عندما يتعلق الامر برؤساء دول اخرى فيا سعيد (ميرزا) لا تفعل شيئاً قبل ان تشاورني".
ثم تحدث الرئيس ميقاتي فقال "كل مرة نسمع الكلام نفسه، ويقال لا غطاء فوق أحد، واليوم هناك غطاء ولا شيء يمشي في البلد. ويجب أن نعرف ماذا يجب أن نفعل وإلا لن يمشي الحال". فأعقبه الوزير نقولا نحاس بالقول "إذا لم تتخذ إجراءات جديدة غداً أفضل لهذه الحكومة أن تستقيل". هنا دخل الوزير جبران باسيل على الخط ليسأل: "إذن سنضرب الآن بيد من حديد؟ يعني سيمشي خط المنصورية ويفكّ الحصار عن مؤسسة كهرباء لبنان"؟".
أما الوزير غازي العريضي، فوجه كلامه الى الرئيس سليمان قائلاً: "كنا نريد أن نخفف عنك فخففت عنا. ولي كلام مخالف لما قاله البعض لأنني أعتقد أنه رغم المناظر المحيطة كنا أمام فرصة للاستفادة من المناخ الخارجي الذي يجمع على تحييد لبنان، وأن لا قرار بتفجير البلد، لكن للأسف رغم هذه الفرصة نحن من يخرّب لبنان ونعرّضه للخطر، وبدلاً من الاستفادة من هذه الفرصة تخلق مناخات سلبية، لذلك فما يحصل اليوم هو نتاج ما جنته أيدينا ونتاج ثقافة تعبئة الناس وحماية المرتكبين، فثمة أناس يتصرفون بوهم القوة وهم يعيشون فعلياً قوة الوهم. ثمة من يعتقد أنه في السلطة من يريد أن يستعد للانتخابات ليقع في معادلة وهم السلطة وسلطة الوهم، وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال فلن يبقى لا حكومة ولا سلطة، بل يبقى الوهم".

السابق
بين دول “بريكس” وزقاق البلاط
التالي
إشكال الضاحية الأخير تلا محاولة لاغتيال مسؤول في “حزب الله”