السنيورة: هدفنا اعادة الاعتبار الى الدولة ودورها ونرفض قطع الطرق

ألقى الرئيس السنيورة كلمة جاء فيها: "أود أن أرحب بكم في هذا اللقاء الاستثنائي، الذي ينعقد والبلاد تمر في هذه الأيام في ظروف داخلية استثنائية وكذلك بسبب تداعيات الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية على لبنان وهي أوضاع لم يسبق أن شهدنا لها مثيلا من قبل.
وكلنا يعرف ويدرك ميزات هذه المدينة، مدينة صيدا، التي عرفت طوال تاريخها بحرصها على الوئام الداخلي. ومعروف عن أهلها الود والانفتاح والإيمان والتسامح والتلاقي مع كل اللبنانيين، والتزام العمل على تدعيم أسس العيش المشترك والعروبة الصادقة الرحبة والجامعة.

نكرر، أيها الإخوة، قبل أن أتشرف بتمثيل المدينة في مجلس النواب وبعد ذلك أن هدفنا هو إعادة الاعتبار الى الدولة ودورها وهيبتها وان نعمل من أجل أن تصبح مدينة صيدا مقصدا إضافة إلى كونها بوابة الجنوب وعاصمته ومدخله وملتقاه وملتقى كل اللبنانيين. ويعزز دورها هذا لكونها مدينة المواطنين المؤمنين الأتقياء الذين يبحثون عن القواسم المشتركة التي تجمع بين جميع اللبنانيين وهي معهم جميعا تعمل على تعزيز الوحدة بين اللبنانيين وسلمهم الأهلي".

واضاف: "ربما هناك من يعمل لإظهار لبنان أو مناطق منه أنها في حالة تفلت وانفلات وتوتر. والرد على من يريد أن يحيك هذه المؤامرات يكون بالمسارعة إلى التصدي لأهدافها وأحداثها. وعلى ذلك ليس لنا مصلحة أن يظهر بلدنا أو مدينتنا بأنها موئل لممارسات تحض على التوتر أو تجلبه وتستولد الحدة أو تشكل في الحصيلة مبررا لما يمكن أن يقوم به آخرون من تصرفات وممارسات مرفوضة لا تخدم مصلحة الوطن والمواطنين.
لهذه الأسباب، كان موقفنا واضحا من الأحداث التي شهدتها مدينة طرابلس خلال الفترة الماضية، أي أننا وقفنا مع الدولة ومؤسساتها في مواجهة محاولات توتير الأوضاع. وحتى حين وقعت بعض المؤسسات والأجهزة الأمنية في بعض الأخطاء كان موقفنا واضحا أي أننا ضد الممارسات الشاذة لكننا، في الحصيلة ومن دون أي لبس أو تردد، مع مرجعية الدولة ومع حصرية السلاح في يد الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية".

وتابع: "انتم تذكرون حين ذهبنا إلى طرابلس وعقدنا اجتماع كتلتنا هناك أعلنا موقفنا واضحا وطالبنا بان تكون المدينة تحت سلطة الدولة لا أن تكون تحت رحمة المسلحين لأي جهة انتموا. ولما استشهد الشيخان احمد عبد الواحد وحسن مرعب في حادثة الكويخات تعالينا على الجراح وطالبنا المواطنين المجروحين بذلك وقلنا لا للتجاوز والأخطاء ولا للاغتيال، لكن قلناها عالية، في الوقت نفسه، اننا متمسكون بالجيش وبمؤسسات الدولة لكن يجب إصلاح الخلل والأخطاء ومحاسبة المخطئين.
ولما تنادت بعض الأصوات نتيجة الصدمة والانفعال من هول الجريمة إلى التمرد على الدولة رفضنا هذا الأمر بشكل حازم وحاسم".

وقال: "نحن لم نوافق يوما على قطع أي طريق لأنه ليس أسلوبا حضاريا ويضرب مبدأ الدولة ووحدتها وهيبتها ولأنه يعطل حرية الناس في التنقل ومزاولة أعمالهم ويفتح البلاد أمام احتمالات خطيرة ويمهد الطريق أمام المصطادين في الماء العكر، ويعطي من يريد تخريب لبنان الحجة لتوتير الأوضاع في البلد وافتعال المشكلات. أعداء لبنان لهم مصلحة في افتعال المشكلات في لبنان فهل نتجاوب معهم؟ وهل هذا أمر مقبول؟ هل نعطيهم المبرر للامعان في غيهم وممارساتهم الخاطئة والمضرة.

من هنا، فليكن واضحا لنا، أن التعبير عن الرأي والموقف مسألة طبيعية وضرورية ونحن نطالب بممارستها حتى لو كان أصحابها على غير موقفنا، فنحن ملتزمون احترام الرأي الآخر، ولذلك فإننا ننبه إلى أن قطع الطرق مسألة تتخطى التعبير عن الموقف وتمس بأمن المواطنين جميع المواطنين أينما كانوا".

واضاف: "تذكرون تلك الأيام التي تعرضنا فيها للتجربة المعروفة حين لجأ البعض، بحجة الاعتراض وممارسة حق التعبير، الى محاولة حصار الحكومة في السرايا وتعطيل وسط العاصمة وقطع الطرق والأرزاق وماذا قلنا لهم وما كان موقفنا.

لقد كررنا أكثر من مرة أن التعبير عن الرأي أمر نحترمه ونقدسه ونحميه، لكن أن يتم اللجوء إلى قطع الطرق العامة وتعطيل حياة الناس والدورة الاقتصادية بحجة التعبير عن الرأي فإن هذا، في رأينا، أمر مرفوض ونستنكره.

هذا الأسلوب حاول البعض استخدامه في العاصمة سابقا. كذلك وفي المدة الأخيرة انتشرت ظاهرة قطع الطرق احتجاجا، وإحراق الدواليب في أكثر من منطقة مما أدى إلى بث الفوضى وزعزعة الأمن وتهديد الثقة والحركة الاقتصادية. وهذا أسلوب نرفضه ولا نقبل به".

وتابع: "من هنا أود أن أكون واضحا وصريحا وأقول إن الاعتصام والتعبير عن الرأي هو حق لكل مواطن مهما كان رأيه ونحن نحترم كل الآراء، بل اننا ندافع عن حرية الرأي والتعبير، لكن علينا الانتباه حتى لا يتحول هذا الأمر إلى تعطيل حياة الآخرين وحقهم المقدس في الوصول إلى أي منطقة من لبنان من دون أي عقبات وما نرفضه من غيرنا يجب ألا نمارسه نحن.

إننا نحترم رأي من أعلن الاعتصام في مدينة صيدا ونحترم الأهداف التي أعلنها وله الحق في ممارسة حريته وحرية التعبير عن رأيه وما يؤمن به، لكننا، في الوقت عينه، نكرر موقفنا وهو أن حرية المواطن تقف عند حدود حرية غيره، أي أننا نمارس حريتنا في التعبير عن رأينا من دون أن نقطع الطريق على الآخرين أو أن نمنع الآخرين من ممارستهم لحريتهم".

وقال: "علينا أن نحافظ على صيدا مدينة مفتوحة ومعبرا لكل الناس، الطريق العام ليست ملكا لبعض المواطنين من دون غيرهم، بل إن حق المرور بها واستخدامها يجب أن يبقى مصونا للجميع من دون استثناء. إن تأمين حرية المرور وحرية الحركة وحرية الانتقال واجب الدولة وعلينا أن نساعدها ونكون إلى جانبها في ذلك. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه حين قال: "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، ونحن لا يجوز أن نسمح بإلحاق الأذى بأي احد مهما كان السبب الداعي الى اغلاق الطرق، وكما قال الله في كتابه العزيز: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، أي لا يجوز الافتئات على من لا علاقة له بما يعترض البعض عليه. نحن نتمسك بالأسلوب الديموقراطي وسنظل ملتزمين ذلك ولن ننجر إلى ممارسة ما قد يمارسه البعض من حملة السلاح ومن المتطاولين على القانون والمؤسسات".

وختم: "انطلاقا مما تقدم، فإننا ندعو إلى فتح كل الطرق في صيدا أمام جميع المواطنين والعابرين وان يصار إلى أن يحذو حذو هذا الموقف جميع اللبنانيين في كل مكان من لبنان وليس فقط كما يروج الآن على طريق مطار رفيق الحريري الدولي وان يتم التوقف عن اللجوء إلى هذا الأسلوب للتعبير عن الاحتجاج بسبب الأضرار الذي يحدثها هذا التصرف على أكثر من صعيد ومنزلقاته الخطيرة ولكونه لا يؤدي إلى حل حقيقي لأي مشكل ولا يحقق في واقع الأمر أي مطلب سياسي أو معيشي".  

السابق
“اعلان بلدية صيدا”: لفتح كل الطرق وعدم تعطيل مصالح المواطنين
التالي
مانجيـان: قرار تثبيت المياومين سـيقابل بالطعن