السفير: صيدا أسيرة الخطأ وطريق المقاومة مَصونة

رأت "السفير" أن الشيخ أحمد الأسير يدرك أن اعتصاما، اذا دام يوما أو سنة، لن ينزع سلاح "حزب الله"، ولن يستدرج أهل المقاومة الى الفتنة، لكن المقلق هو "المقدمات" المتتالية، وما يهيأ لمدينة صيدا وعلاقتها بالجنوب. هل يراد لهذه المدينة أن تظل كما كانت تاريخيا نقطة ارتكاز لخيار المقاومة، وليس مجرد معبر أو ممر للسلاح وللمقاومين، من لبنانيين وفلسطينيين وعرب، أم يراد للمدينة العصية على الفتن، أن تكون نقطة ارتكاز لفتنة مذهبية تحاصر المقاومة، من دون أن يغيب عن بال أحد ما جرى في مخيم عين الحلوة مؤخرا؟ وهكذا، يبدو لبنان "أسير" قضيتين ملتهبتين، بين من يريد الانخراط من بوابة الشمال في "الأزمة السورية"، ليضع بذلك لبنان على سكة الحرب الأهلية، وبين من يريد الانخراط من بوابة الجنوب، لا بل من قلب الجنوب، في الحرب على سلاح المقاومة، كأن الزمن يعيدنا الى عشية العام 1982، عندما حوصرت صيدا بالفتن التي أحرقتها وأسواقها القديمة، وحوصر الجنوب بالحروب الصغيرة بين المقاومين، فكان أن دخل الإسرائيلي، وكان دخوله أشبه برحلة استجمام صيفية، ولم يتردد البعض في نثر الأرز والزهور على جنود الاحتلال!
أسفت "السفير" لأن أي مرجعية في الدولة، لم تبادر حتى الآن الى اتخاذ موقف من قضية بالغة الخطورة والحساسية كهذه، وهذا الأمر، ان دل على شيء، فإنما على افتقاد روح المبادرة والمسؤولية، كأن هناك من يريد اختبار المدينة بالفتنة واختبار الجيش في الشارع. والعبرة أن المدينة، ستثبت لهؤلاء أنها قادرة على تحصين نفسها، وحماية موقفها الوطني، وأن تستمر مظلِّلة بعباءتها الكبيرة كل الجنوبيين، من جزين حتى مارون الراس والخيام وحاصبيا والعرقوب.

السابق
الجديد” لنصرالله: لا تنزلق إلى الإفراج عن موقوف
التالي
صيدا ترفع الصوت الجامع عاصمة للجنوب ووحدته الوطنية