اليوم الامني الاول.. بين الهيبة المفقودة والهرج والمرج

البلاد مكشوفة أمنياً، الفلتان سيد الموقف، الشارع لـ"الزعران"، والدولة تبحث في كومة الفوضى عن "إبرة أمن" تُعيد إليهاً بعضاً من "هيبة مفقودة" تعززت برضوخ حكومة الإنقلاب لسلاح "حزب الله" ومساكنته، حتى أمست الدولة "رهينة" للسلاح المتفلت من أي شرعية، وتحت رحمة زعرانه الذين لن يقتنع أحد أنهم متفلتون من سطوته!

استهلت "المستقبل" رئيسيتها بالقول :"لا أمن ولا من يحزنون، لا في "يوم أمني" ولا في "شهر أمني" ولا في "عام أمني" طالما أن إستمرار الدولة في "مساكنة" سلاح "حزب الله" جعلها "رهينة" له وبـ"هيبة مفقودة" تُنتهك كل يوم، مثلما حصل في بيروت أمس، بعد قيام "القمصان السود" بعراضة مسلحة أمام وزارة الداخلية و"إخبارية المستقبل" في القنطاري – سبيرز، من أجل إخراج عبد قاسم، الملقب بـ"أبو عرب" من المنطقة، وهو الشخص الذي اعترف الموقوف وسام علاء الدين خلال التحقيق معه بأنه كان يرافقه في عملية الإعتداء على "الجديد".

في حين نقلت مصادرموثوقة لموقع "نوا ليبانون" عن معلومات تؤكد مدى قلق "حزب الله" من هذه المرحلة وتوجسه حيال تداعياتها الدقيقة لا سيما الأمنية منها، وتلفت المصادر في هذا الإطار إلى أنّ "مسؤولين بارزين في "حزب الله" بدأوا الحديث بشكل واضح في مجالسهم عن أنه لم يعد هناك من مفر أمام الحزب سوى العمل والالتزام مع سائر القوى اللبنانية ببناء دولة قوية وقادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مؤكدين وجوب التنازل لمصلحة قيام هذه الدولة بالاستفادة من كل التجارب الحزبية والسياسية السابقة التي أثبتت أنّ أي طرف أو حزب مهما علا شأنه لن يكون بمقدوره الاستحواذ على الدولة ومقدراتها".

وتشير المصادر الموثوقة إلى أنّ "هؤلاء المسؤولين في "حزب الله" وفي حديثهم عن "خيار الدولة" ينطلقون من الكلام الأخير الذي أطلقه في هذا الإتجاه أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، ليؤكدوا أنه ليس تكتيكًا أو خضوعًا للظروف، ولا خوفًا من تداعيات الوضع السوري، بل لأن المسألة أصبحت مسألة قناعة تامة لدى قيادة "حزب الله" بعد كل التجارب السابقة وبعدما أصبحت النار تطال الجميع في البلد"، وفي ضوء ذلك "يشدد المسؤولون في "حزب الله" على ضرورة أن تدرك بقية القوى السياسية في لبنان أهمية ما يطرحه "حزب الله" في هذه المرحلة والاستثمار الإيجابي في إعلان قيادة الحزب استعدادها للبحث في كل الملفات قبل أن تطيح الأحداث المقبلة بكل الوضع اللبناني، منبهين في هذا الإطار إلى أنّ عدم الاستقرار في لبنان سيدفع الجميع ثمنه ولذا من مصلحة كل اللبنانيين البحث عن كيفية مواجهة التطورات الأمنية والسياسية والاجتماعية، توصلاً إلى معالجات وحلول عملية سواءً من خلال طاولة الحوار الوطني أو عبر اللقاءات المشتركة على قاعدة أنّ الجميع مطالب بالتضحية لمصلحة البلد". 

سألت "النهار": إلى أين تذهب البلاد وسط تمدد الفلتان والتسيب وعدوى قطع الطرق وبروز ظاهرة توازن الشغب من بيروت إلى صيدا على خلفية مذهبية خطيرة لم تعد خافية على أحد؟ سؤال اختصر، بحسب "النهار"، وجهاً شديد الخطورة من وجوه الانزلاق الى فوضى أمنية استشرت مظاهرها أمس تحديداً كأنها كانت تتحدى الدولة بكل قواها وأجهزتها الأمنية والعسكرية في اليوم الأول مما سمي "شهراً أمنياً"، مع قطع الطرق والتجمعات واحراق الاطارات على مناطق عدة من بيروت أبرزها طريق المطار وجسر "الرينغ"، وقطع بعض الوقت جسر سليم سلام في اتجاه المدينة الرياضية.
المفارقة الغريبة هنا، بحسب "السفير"، انه وبرغم الانتشار الامني أمس، المعطوف على غطاء رسمي وحزبي، فإن عشرات من الشبان العابثين و"مكتومي القيد" سياسيا (من حيث المبدأ)، استطاعوا انتزاع المبادرة، وتنفيذ عمليات "إنزال" في اكثر من مكان، نهارا وليلا، ما يدفع الى التساؤل عن السر الكامن خلف "هامش الحركة" الذي ما يزال يتمتع به هؤلاء، فيما الاجهزة المختصة تعلن، في الوقت ذاته، عن وقف العمل بنظرية "الأمن بالتراضي"، و"حركة أمل" و"حزب الله" يؤكدان رفض "الارتهان لعدد من الزعران ومرتكبي الاعمال المشينة"، كما جاء على لسان ممثليهما في مجلس الوزراء، فهل يعقل ان هذه القلة أقوى من الجيش وقوى الامن و"حزب الله" و"حركة أمل" مجتمعين، وأين تكمن الحلقة المفقودة؟
 

السابق
أزعور: تجزئة الموازنة مخالف لدستور
التالي
وزير خارجية إيطاليا يتفقد وحدة بلاده في الجنوب