الجمهورية: سقطت هيبة الدولة!

لم يسع "الجمهورية" إلّا ملاحظة أنّ البلاد تنزلق، منذ أشهر، رويداً رويداً نحو المحظور الذي تحاول كلّ الأطراف تفاديه، وهذا أقلّه في المواقف المعلنة. فالفلتان الأمني أصبح سيّد الموقف: محاولات اغتيال، أحداث متنقلة، إقفال طرقات، إعتداءات على الجيش، تحريك المخيمات… وبالتالي حيال هذا الواقع المتردّي كانت الأنظار مشدودة إلى ما يمكن أن تتّخذه السلطة من إجراءات لإعادة الأمور إلى نصابها، وكان الاعتقاد أنّ الطريق الأقصر إلى ذلك يكمن في وضع كلّ القوى السياسية أمام مسؤوليّاتها التاريخية في لحظة تنذر بعودة الحرب الأهلية، والتسلّح بهذا الغطاء السياسي لترجمة هذا التوجّه على أرض الواقع.
أشارت "الجمهورية" أن أحداً لا يشكّك باندفاعة الرئيس سليمان الوطنية وحرصه على السلامة العامة والسلم الأهلي، ولكن كان من الأجدى لو لجأ سليمان إلى خطوات عملية من دون قطع التزامات أمنية، وذلك حرصاً على صورته وصورة الدولة من خلفه. غير أنّ الأسئلة التي تطرح نفسها تتمثل في الآتي:
– هل كان رئيس الجمهورية ليقطع هذه الوعود الحازمة لولا تأكّده من التعهّدات التي قطعتها له القوى السياسية لجهة رفعها الغطاء عن المخلّين بالأمن وتأييدها الإجراءات التي ستنفّذها السلطة؟
– هل هناك من يريد عن سابق تصوّر وتصميم إظهار رئيس البلاد في هذا الوضع ردّاً، ربّما، على مواقف وتصاريح وزيارات خليجية ورسائل سعودية وتوجّهه لاقتراح استراتيجية دفاعية تعطي الأولوية للجيش اللبناني؟
– هل إنّ ما يحصل من قطع طرقات وشغب وتحدٍّ واضح لإرادة الدولة هو ردّ فعل عفوي، أم أنّه منظّم ويندرج ضمن مخطط مبرمج وهادف، خصوصا أنّه يصعب تصديق أنّ كلّ هذه الممارسات لا تحظى بالغطاء السياسي والرعاية المعلومة؟
 
 

السابق
وزير خارجية إيطاليا يتفقد وحدة بلاده في الجنوب
التالي
إعلان عمل لا إعلان نوايا