الشهر الأمني ينطلق اليوم.. فهل يأتي بنتيجة ؟

وسط التوترات الأمنية الكامنة تحت رماد الانقسامات السياسية الحادة، يبدأ اليوم تطبيق الخطة الأمنية على جميع الأراضي اللبنانية بالتعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية، ومدتها شهر كامل كمرحلة أولى. وعلمت "الأخبار" أن القرار السياسي، الذي اقتضى إجراء الخطة، صدر منذ مدة بضرورة التشدد في معالجة التوترات الأمنية وضبط المخالفات على كل المستويات، بعدما تفاقمت الأعمال المخلة بالأمن وحوادث قطع الطرق والفلتان الأمني. ونتيجة ذلك، أعلن وزير الداخلية مروان شربل عن شهر أمني، مع العلم بأن الإجراءت الأمنية ستتعدى الشهر.

وفي المعلومات أن التدابير الأمنية سيتولاها الجيش بالتنسيق مع قوى الأمن عبر غرفة عمليات مشتركة بين الاثنين. وستكون الخطة شاملة، ولن تقتصر على بيروت فحسب، وسيزيد الجيش الإجراءات المتخذة أصلاً، ونشر الحواجز المكثفة وتسيير دوريات عسكرية، إضافة إلى ملاحقة المطلوبين. وعلمت "الأخبار" أن الجيش ستكون له الأولوية في تأمين الأمن في منطقة الضاحية الجنوبية وليس قوى الأمن. وقد صدرت أوامر مشددة الى القوى العسكرية والأمنية بمنع قطع الطرق منعاً باتاً، لأي سبب من الأسباب السياسية أو الاقتصادية وفي كل المناطق.

اذا اليوم، في العاشرة صباحا، ومن منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية، تنطلق الخطة الامنية التي أعلن عنها وزير الداخلية مروان شربل الذي يرأس اليوم ايضا اجتماعا للفصل بين طرفي النزاع العقاري في لاسا.
توقفت "الجمهورية" عند مفارقتين في الرد على ما وصفته ببدعة الشهر الأمني:
– الرد السياسي جاء من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نفسه الذي قال: "يسمّون الخطة الأمنية شهراً أمنيّاً، ولكنّ الأمن ليس مواسم، بل الأمن يكون دائماً"، فضلا عن أنّ الخطة الأمنية، استكمالاً لمنطق رئيس الحكومة، تكون مفاجئة للنيل من المجرمين وليس استعراضية.
– الرد العملي على أرض الواقع جاء من جمهور "حزب الله"، علماً أنّ الحزب هو من أوصى وزير الداخلية اعتماد هذه الخطة وبشكلها الاستعراضي المعلوم بُغية الحدّ من الفلتان المستشري داخل بيئته، وعجزه لاعتبارات سياسية وأمنية وانتخابية وعشائرية عن لجمه، الأمر الذي بدأ ينعكس سلباً على سمعته ودوره ويفاقم الشعور بالنقمة حياله.

قال الرئيس ميقاتي لـ"السفير" إنه يأمل ان تشكل "داية تأسيسية"، يمكن البناء عليها لتمتين الوضع الامني على المدى الطويل، مؤكداً دعمه ورئيس الجمهورية لوزارة الداخلية في هذه المهمة، ومشيداً بالجهد الذي يبذله الوزير مروان شربل في هذا الظرف الصعب.

أبلغ الوزير مروان شربل "السفير" ان شروط الخطة اكتملت، مؤكداً ان القوى العسكرية والأمنيةأصبحت جاهزة لـ"ساعة الصفر"، ورافضاً الكشف عن التفاصيل الميدانية، للحفاظ على عنصر المفاجأة. وأوضح أن الانطلاقة ستكون من بيروت، ولن يكون هناك غطاء او حماية لأي مخالف ومرتكب، وهذا ما سيكتشفه كل سياسي يحاول التدخل في عمل الاجهزة المختصة

أكد شربل لـ"الأخبار" أن العملية لن تقتصر على إقامة حواجز للتفيش، بل ستشمل عمليات دهم لأماكن وجود المطلوبين البارزين. وقال شربل إنه سبق أن التقى نائب الأمين العام لحزب الله الشخ نعيم قاسم، الذي طالبه بتشديد الإجراءات الأمنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، "وأكد لي أن حزب الله لا يغطي أي مكان أو أي شخص في الضاحية، وطالبني بملاحقة جميع المطلوبين في أي مكان كان". وأكد شربل أن ثمة "تركيزاً إعلامياً لأسباب سياسية، على ما يدور في الضاحية، في حين أن ما يجري في هذه المنطقة يجري في كل لبنان".  

السابق
كفى إرهاباً: موقع لتجنيد العملاء
التالي
عجوزان في سوريا