الأنوار: الحكومة تنشغل بمشكلة حرق الدواليب واستمرار الحوادث الأمنية

الفلتان الأمني الذي تعاني منه مختلف المناطق اللبنانية وتجسد ليل امس الاول في شوارع بيروت حرائق وقطع طرق، سيفرض نفسه اليوم على طاولة مجلس الوزراء بعد التقصير والتراخي اللذين اظهرتهما الحكومة حتى الآن. وقد حملت قيادات سياسية السلطة مسؤولية التفلت الأمني، في حين قال العماد ميشال عون امس ان المسؤولين في معظم الاحيان متواطئون مع الاحداث الأمنية ويحرضون على التظاهرات وحرق الدواليب.
وفيما تستمر التحقيقات في حوادث الاعتداء على قناة الجديد التلفزيونية، وفي الحرائق التي اقفلت عدة شوارع في العاصمة ليل امس الاول، سجلت امس سلسلة تطورات امنية كان ابرزها السطو على فرع البنك اللبناني الفرنسي في ضبيه وسرقة 64 مليون ليرة و40 الف دولار من خزائنه وسط ذعر اصاب الموظفين والزبائن.
كما سجل امس اشكال امني على كورنيش صيدا تخلله اطلاق نار اصيبت خلاله سيارة للمباحث. واشكال آخر في بلدة العيرونية بقضاء زغرتا على خلفية اطلاق نار اثناء حفل زفاف.
وفي الموضوع الأمني ايضاً، عثر صباح امس في حديقة مستشفى سيدة لبنان في جونيه على لغم وقنبلتين يدويتين قديمة العهد. وقد تولت وحدة مختصة من الجيش نقلها تمهيدا لتفجيرها لاحقاً.

مجلس الوزراء
وستطرح هذه القضايا الأمنية اليوم على جلسة مجلس الوزراء التي تجتمع في القصر الجمهوري لمناقشة جدول اعمال من 74 بنداً ابرزها التقرير الذي وضعته اللجنة الفنية في وزارة الطاقة حول استئجار البواخر التركية التي ستوفر 270 ميغاواط، واحدة يتم ربطها بمعمل الذوق الحراري، والاخرى بمعمل الجيه. كما يناقش المجلس سلسلة الرتب والرواتب الجديدة والزيادة المقررة على رواتب موظفي القطاع العام والمؤسسات الرسمية والهيئات المستقلة وسط تجاذبات واسعة. ذلك ان مشروع السلسلة كما احاله وزير المال محمد الصفدي يتضمن بعض البنود الخاصة بفرض مزيد من الضرائب، ابرزها اضافة 2 في المئة على ال TVA ورفعها من 10 الى 12 في المئة، ورفع الفوائد على فوائد المصارف من 5 الى 7 في المئة، بعدما تم ربطها بتوفير الاموال لتأمين التغطية للكلفة المالية الباهظة للسلسلة التي تتجاوز 2100 مليار ليرة لبنانية.
وفي سياق اللقاءات الرئاسية عشية الجلسة، زار الرئيس نجيب ميقاتي ساحة النجمة وبحث مع الرئيس نبيه بري في جلسة اليوم وجلسة مجلس النواب التي تقرر عقدها في 2 و3 تموز المقبلين. واعلن ميقاتي ان البحث تناول ايضاً الوضع الامني معتبرا ان الشهر الامني الذي اعلنه وزير الداخلية والبلديات سيكون تجربة لإبقائه في كل الاوقات فالامن ليس امن مواسم، بل هو دائم سيحاول الجميع تحقيقه.

كتلة المستقبل
وقد تناولت كتلة المستقبل النيابية في اجتماعها امس الأحداث والمواقف والتطورات التي شهدتها البلاد والعاصمة بيروت تحديدا خلال الأيام والساعات الماضية. وقالت انها اعادت هواجس التسيب الأمني والارتباك السياسي وسط حال من التجرؤ المتكرر على الدولة وهيبتها.
واضافت ان أسباب ما جرى بالأمس في شوارع بيروت، واضحة وجلية، وهي ظاهرة من ظواهر تفريخ السلاح الخارج على الشرعية الذي يرعاه سلاح حزب الله ويحميه ويشرف عليه. ولهذه الأسباب يزداد الانفلاش والتفلت الأمني في عدد من المناطق التي تشهد كل يوم تعدياً جديداً على الاستقرار وعلى الحريات.

عون: المسؤولون متواطئون
اما العماد عون فقال امس ان الظواهر الأمنية المتنقلة والمباشرة، متكاثرة في هذه الفترة لأن المسؤولين في اغلب الأحيان متواطئون مع الأحداث الأمنية، يحرّضون على تظاهرات وحرق دواليب، فأصبحت موضة! وقال: كل شخص يريد ان يعترض على امر ما، ينزل دواليب ويحرقها ويقوم بما يريد. السلطة اضحت متفرجة، وكأنها ليست مسؤولة.. هذا هو جوابنا عن هذا النوع من الاسئلة الى ان يصدر جواب رسمي من المسؤولين عن الأمن!!   

السابق
العقل السياسي الشيعي في متاهته
التالي
الحياة: المستقبل: من ظواهر تفريخ سلاح حزب الله وعون: هيبة الدولة مفقودة