المجتمع المدني افترش أرصفة بيروت متوسلاً الحدائق الإفتراضية

سُفحت خضرة حرج بيروت السبت الماضي على إسمنت المدينة، محوّلة أرصفتها ومساحاتها الصمّاء الميتة زوايا تدبّ فيها الحياة، ولو بخضرة اصطناعية. فقد استظل شباب 18 جمعية، بالتنسيق مع جمعية "نحن"، شعار "حرج بيروت لكل بيروت"، موزعين أنفسهم على 13 موقعاً ضمن المدينة، حيث حولوها حدائق افتراضية تدعم حملتهم "معا لإعادة فتح حرج بيروت أمام جميع الناس".

من الجميزة إلى مار مخايل، فساحة ساسين وفرن الشباك والطيونة، ومنها إلى المصيطبة والحمرا، فالروشة وعين المريسة والمتحف ووسط المدينة… حدائق متفرقة وافتراضية، جمعت في فيئها شبابا افترشوا الأرض مسترخين على عشبها الإصطناعي، يقرأون الكتب، يسمعون الموسيقى أو يتسامرون…
هنا، على رصيف عين المريسة، من يغط بنوم عميق، وهناك أولاد يلعبون بالطابة، في حين ينهمك أحدهم بمداعبة أرنب حمله معه من المنزل. وتقف على مقلب آخر مجموعة من المارة تراقب بإعجاب ديناميكية لاعبي الـ skateboard يرمون أنفسهم بسرعة مجنونة على المنحدرات المخصصة لهم، حيث يداعبون الهواء بأجسادهم المتطايرة والمتمايلة بمهارة محفوفة بخطر.
استوقفت "النهار" بلال هرش (23 عاما) أحد اللاعبين المحترفين الذي يمارس هذه الرياضة منذ عشر سنوات، فأوضح أنه شارك في النشاط للإستمتاع بالرياضة الأحب إلى قلبه، وخصوصا بعدما علم أن "اللقاء فيه محاولة للضغط باتجاه فتح حرج بيروت، حيث يمكننا الحصول على مساحة نمارس فيها الرياضة، ما يحمي اللاعبين من خطر الشارع". وأضاف "أمارس هذه الرياضة منذ صغري في الشارع تعرضت لكدمات كثيرة، لكنني اعتدت على ذلك "وصرنا نعرف نزورب ونهرب من الخطر" لكن الخوف على المبتدئين، لأن غلطة صغيرة قد تكلّف صاحبها ثمنا باهظا. قد لا تعني اللعبة شيئا لأحد، وقد يجدون طلبنا سخيفا لكن المساحة حق لنا لأننا نحب اللعبة".
وأوضح الياس فياض، وهو عضو مؤسس في جمعية Lebanese Skateboarding Association، أن "الجمعية شاركت في اللقاء من أجل الضغط باتجاه فتح الحرج، فهدفنا إقناع البلديات بإفراد مساحة تمكّن محبي هذه الرياضة من ممارسة هوايتهم. فلكل رياضة في لبنان ملعب أو ناد، ما عدا هذه اللعبة، لذلك نطلب من البلديات أن تؤمن مساحة لها حتى لا يمارسها اللاعبون على الطريق".  

السابق
عن حيل النساء.. والنشوة الكاذبة!
التالي
الحكومة لإجراءات “تريح” المخيمات: