ديموقراطية مصر والحكم الإسلامي

لن تعجبنا نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر، لأن "أم الدنيا" عوض ان تتجه الى توثيق مفهوم العروبة المتفاهمة مع الاسلام والمنسجمة معه في الوعاء الواحد، وتذهب الى مزيد من الانفتاح وقبول الآخر، في زمن تفاعل الحضارات وحوار الثقافات، اتجهت الى الاسلاميين خشبة خلاص من أزمات الفقر والجوع واللاديموقراطية وحكم العسكر واحتكار خيرات الدولة.
ربما لا شأن لنا في الداخل المصري، وهو كذلك، ونحن لا نتدخل في كل شأن لا يخصنا، بل نقرأ ونتابع ما يهمنا. وحركة مصر السياسية ما بعد الثورة مؤشر لأمور ومتغيرات كثيرة، وستظل كذلك الى دورة مقبلة من الانتخابات النيابية والرئاسية، لان نجاح الاسلاميين في ممارسة الحكم ليس محتماً، بل ان فشلهم في حل المعضلات الاجتماعية والمشكلات السياسية والاقتصادية أقرب الى الواقع، وتالياً فإن الانقلاب الشعبي عليهم أمر منتظر في المرحلة المقبلة.
ونجاح الاسلاميين في مصر السياحة والسينما والغناء والرقص والثقافة والآثار، وان يكن سيفقد بلد النيل والاهرامات، الكثير من رونقه وجاذبيته، الا انه في المقابل سينعكس على حركة الاسلاميين في كل بلد عربي أو اسلامي الطابع أو ذي اكثرية مسلمة، وهذا بدوره سيول~د حراكا يحتاج الى مراقبة ومتابعة دقيقتين للمرحلة المقبلة في المنطقة بأكملها.
الى هذا، يكتسب التعامل مع اقباط مصر، وهم الاصلاء في البلاد، اهمية قصوى، لإظهار أي نوع من الاسلام الحكم ستقدمه مصر للعالم، أهو اسلام حضاري منفتح كما عوّدنا الازهر في خطوات كثيرة، ام هو اسلام "القاعدة"، واسلام أفغانستان الذي دمر الحضارة؟
لكن الاكيد ان مصر اجتازت تجربة ديموقراطية غير دموية، وهي حركة بارزة في بلد الـ80 مليونا، وتزداد اهميتها وسط الحروب الدموية التي ولّدتها الثورات المتتالية في أكثر من بلد عربي. والتجربة تستحق التوقف عندها ومتابعتها، وتالياً تهنئة الشعب المصري، والقضاء المصري تحديداً، بالعمل الجبار الذي أنجزه.   

السابق
الشرق الأوسط: الرئيس اللبناني يستأنف اليوم الجولة الثانية من الحوار
التالي
حـوار .. عبـر الـزلازل!