الياس عون: خطورة الوضع ودقته تحتم علينا ترشيد الخطاب السياسي

رأى نقيب محرري الصحافة الياس عون في بيان اصدره انه "كثرت في الآونة الاخيرة التعليقات والانتقادات حول الدور الذي تؤديه الصحافة والاعلام المرئي والمسموع في هذه الاحوال الدقيقة التي تمر فيها البلاد، وقد تصديت للحملة التي طاولت هذا القطاع المهم الذي يمثل السلطة الرابعة ويفترض أن يكون الضمير اليقظ والدرع الواقية للبنان خصوصا في الازمنة الصعبة".

اضاف:"ولكن أود أن الفت الزملاء الصحافيين والاعلاميين الى أن خطورة الوضع ودقته تحتم علينا العمل وبدافع من المسؤولية الوطنية من أجل ترشيد الخطاب السياسي، والسعي ما أمكن الى تلافي ما يعزز مشاعر الفرقة والتباعد ويروج للطروحات الطائفية والمذهبية، واشاعة مفردات التخوين والتشكيك نظرا لما يشكله ذلك من أخطار تنعكس سلبا على السلم الأهلي الذي يتعين على الصحافة والاعلام السهر على توفيره الى جانب المؤسسات المعنية، فلا ينسب الى هذا القطاع ما نسب اليه ماضيا من اتهامات باطلة بأنه كان السبب في اندلاع الحرب اللبنانية.

وقال:"لقد شهدت الايام الماضية تصعيدا في الخطاب السياسي، والتحريض المذهبي، ما اعاد الى الاذهان صورة حقبة سوداء اعتقدنا أنها ولت الى غير رجعة، لكن يتضح يوما بعد يوم ان النفوس مضطربة، والقلق عم الجميع، وأن شرارة صغيرة كافية لاشعال النار في الهشيم، وهذا ما ينبغي التصدي له بامتناع الصحافة المكتوبة ووسائل الاعلام المرئي والمسموع والالكتروني عن افساح المجال لمن يتسولها لبث أفكار، واشاعة أجواء تعزز الانقسام وتعيد انتاج التموضع الطائفي والمذهبي البغيض، وذلك لدوافع سياسية وشخصية.

اضاف:"اني اذ أثق بما يتمتع به الزملاء من روح وطنية، وحس عال بالمسؤولية، ومعرفة دقيقة بخطورة الوضع في البلاد، أدعوهم الى التنبه والاسهام في تهدئة الاجواء وتفويت الفرصة على من يرغب في تسميمها، ومواكبة طاولة الحوار التي يرعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التي نأمل أن تؤتي ثمارا واعدة، والدور الوطني الذي يقوم به الجيش اللبناني وسائر المؤسسات الامنية الشرعية من أجل الحفاظ على الامن والاستقرار ورعاية السلم الاهلي الذي يتعرض الى خضات بفعل تداعيات الثورات والاحداث في محيطه العربي عموما وسوريا خصوصا".

واردف:"ان موقع الزملاء الصحافيين والاعلاميين الذين يشكلون السلطة الرابعة ، هو في غاية الأهمية، لأن مسؤوليتهم كبيرة وكبيرة جدا في توفير الاجواء الهادئة التي تساعد على إطلاق الحوار وتفعيله، وذلك على الرغم من ان قدرا كبيرا من المسؤولية يقع على السياسيين الذين يطلقون العنان لالسنتهم ومواقفهم من دون اي ضوابط او تقدير للنتائج التي تترتب على مثل هذه المواقف. فالمسؤولية اذن لا تقع على الصحافيين والاعلاميين فحسب، بل يتحملها الجميع. وعليهم تحملها رحمة بلبنان وابنائه".   

السابق
فضل الله :لحماية الاستقرار الداخلي ورفض الخطاب المتشنج
التالي
قبلان: مصر القوية والمستقرة ضمانة لكل الشعب العربي والإسلامي