اللواء : لبنان يعارض عملاً عسكرياً ضد سوريا.. و”حزب الله” لن يبحث بتسليم سلاحه

بين الاثنين والاربعاء تختبر الاطراف المشاركة في طاولة الحوار الوطني قدرتها على نسج موقف جامع على غرار "اعلان بعبدا -1" قبل اسبوعين، وتختبر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي امكانياتها على اجتراح العجائب ازاء سلسلة ملفات تتوزع بين الملحة جداً او المستعصية على الحل.
وما يزيد المشهد حرجاً حجم التطورات المحيطة بلبنان، سواء ما قرع طبول الحرب على جبهة انقرة – دمشق، او الحدث التاريخي الذي اعلن في مصر بعد ظهر امس، بفوز مرشح حزب "الحرية والعدالة" (الاخوان المسلمين) محمد مرسي رئيساً لمصر في تحول بالغ التأثير على الوضع العربي والعلاقة مع اسرائيل وخارطة المواقع والنفوذ على رقعة شطرنج الشرق الاوسط.
ولئن كان لبنان بلسان الرئيس ميقاتي ابلغ وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو تفضيله ان تسوى الازمة الناشئة على خلفية اسقاط الطائرة التركية بالحوار، خلال الاتصال الذي جرى بين الرجلين، فإن الرئيس ميشال سليمان ينطلق من ضرورة انتشال الحوار من ازمة محدقة به، في ضوء اتساع الهوة بين طرفي الطاولة 14 آذار ومعهم حزب الكتائب و8 آذار ومعهم النائب وليد جنبلاط.
وفي هذا الاطار، اكد الرئيس سليمان لـ"اللواء" ان "جلسة الحوار اليوم ستنطلق مما ورد في اعلان بعبدا في الجلسة الماضية، ولا بد من مقاربة الاستراتيجية الدفاعية والاتفاق عليها تمهيداً للانتقال الى التفاصيل ونقاشاتها"، مشدداً على ان "موضوع البدء ببحث الاستراتيجية الدفاعية مطلب الجميع، وان كانت المقاربات من زوايا مختلفة لكل طرف".
وفيما تؤكد اوساط مطلعة بأن ما جرى في المخيمات الفلسطينية مؤخراً، سيطرح على الحوار من زاوية العنوان الثاني لموضوع السلاح الذي اقترحه الرئيس سليمان على المتحاورين، فقد شدد رئيس الجمهورية لـ"اللواء" ايضاً على ان التمادي في عدم التزام القوانين والتعليمات والاجراءات التي يضعها الجيش من اجل حماية المخيمات ينطوي على خطر كبير، ليس على لبنان فقط، بل على الفلسطينيين انفسهم ويضعف الموقف اللبناني الذي يقف اليوم وحيداً في الدفاع عن القضية الفلسطينية، كما يعرض اهل المخيمات لاختراقات متنوعة.
اما بالنسبة إلى "حزب الله"، فوفقاً لما آلت إليه تصريحات نوابه واستناداً إلى مصادر قيادية فيه يذهب إلى الجلسة بانفتاح، لكنه لن يساوم على مسألة المقاومة و"الاستعجال" الذي يطالب المقاومة بتسليم سلاحها.
وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الذي يمثل الحزب على الطاولة، متسائلاً: "في ظل سلطة مملوءة بالتناقضات والمعايير المتناقضة وعجز عن تحريك المشاريع الإنمائية يطلب من المقاومة أن تسلم قرار الدفاع عن شعبها وبلدها، لاولئك الذين تتضارب مصالحهم في كل شاردة وواردة. فيما أعلن النائب حسن فضل الله ان الحزب ليس في وارد تسليم سلاحه.
وتساءل رعد، في سياق ما وصف بأنه ضغط على الحكومة بتفعيل قراراتها: هل يملك المسؤول قراراً مستقلاً وإرادة الدفاع عن بلده في مواجهة العدو الإسرائيلي، أو في مواجهة متطلبات شعبه وأهله والقيام بخطوات إصلاحية تخفف معاناة النّاس؟ مشيراً إلى انه "لو كان هؤلاء المسؤولون صادقين في توجههم لكان جيشنا اللبناني على أحسن حال منذ سنوات، في حين أن هذا الجيش لا يملك قدرة التمويل للوقود الذي يحرّك به آلياته من أجل فض اشتباك هنا أو هناك".
مجلس الوزراء
في غضون ذلك، استبعدت مصادر وزارية أن يبحث مجلس الوزراء في جلسته المقبلة الأربعاء، في موضوع الموازنة، استناداً إلى جدول الأعمال الذي وزع أمس على الوزراء ويتضمن 74 بنداً، فضلاً عن انهماكه في إيجاد حل لمسألة بواخر الكهرباء الذي طرح ضمن جدول الأعمال، إزاء تعثّر المفاوضات التي أجراها وزير الطاقة جبران باسيل مع ممثلي الشركة التركية، ورفضهم لمشروع العقد الذي رسى عليهم لاستجرار الكهرباء بواسطة باخرتين.
وأوضحت المصادر أن جدول الأعمال يتضمن أيضاً اقتراحاً بتعيين نائب لمدير عام أمن الدولة، وهو العميد محمد طفيلي بعد إحالة العميد مصطفى دكروب على التقاعد، إلى جانب عرض نائب رئيس الحكومة سمير مقبل للمخطط التوجيهي للسجون، وطلب وزارة المواصلات إصدار طوابع بريدية باسم الشاعر اللبناني سعيد عقل والكاتب الفرانكوفوني أمين معلوف لمناسبة دخوله الأكاديمية الفرنسية.
أما موضوع التعيينات، فرغم أنه مطروح على هذه الجلسة، إلا أن مصادر رئيس الحكومة الذي عاد من البرازيل فجر السبت أكدت أنه سيطرح قريباً، مشيرة إلى أن الرئيس ميقاتي مرتاح إلى الاتصالات التي جرت في هذا الخصوص. مع الإشارة هنا إلى أن وزير العدل شكيب قرطباوي كشف أمس أنه توصل إلى إقناع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون باسم شخصية قضائية، يبدو انها غير القاضي طنوس مشلب، وهذا الكلام يوحي ان شخصية ثالثة تم التفاهم عليها بين عون والرئيس سليمان، الامر الذي دفع الرئيس ميقاتي إلى التفاؤل بإمكان حلحلة موضوع التعيينات قريباً.
ومن المقرر ان تبحث لجنة المال اليوم مشروع القانون الذي ارسل اليها من الحكومة لفتح اعتماد اضافي قدره 11.561.690 مليار ليرة لتغطية الانفاق العام للعام 2012، ومن المتوقع ان تشهد الجلسة، في حال اكتمل النصاب، المزيد من السجالات حول التباين في وجهات النظر والاستنسابية في التعاطي مع هذا المبدأ بين المعارضة والموالاة وتحديداً بين "المستقبل" والتيار العوني، علماً ان عون حمل بشدة في خلال زيارته لمدينة زحلة على فريق في الحكومة اتهمه بتعطيل اعمال التكتل، واضعاً النائب اكرم شهيب وهو عضو في جبهة "النضال الوطني"، بأنه "ملك الشر" ما حمل الاخير إلى الرد عليه معتبرا انه "يعيش في عالم آخر".  

السابق
الأنوار : المعارضة تهدد بوقف مشاركتها اذا لم يبحث موضوع السلاح
التالي
الأخبار : حزب الله يرفض استغلال الحوار لإسقاط الحكومة