الأسير يُدخل صيدا في الاحتقان..«سلمياً»

مرّة جديدة يطل إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الاسير ليطلق مواقف نارية، مواقف لقيَت هذه المرة في مدينة صيدا الكثير من الاستياء حتى من حلفائه السياسيين، الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل، كما تؤكد مصادر من الطرفين.
الدافع لهذا الكلام كما قيل، لعبة أطفال تطلق كلاماً تحريضياً ضدّ إحدى زوجات النبي محمد. الأمن العام اللبناني تحرّك بعد بلاغ عن وجود ألعاب تسيء إلى رموز دينية كما جاء في بيانه. أخضع هذه الألعاب للتدقيق بواسطة خبير لغات، فتبيّن أنّ هذه المعلومات كانت غير دقيقة، وقد التبس الأمر على مطلقيها.
وأكد الأمن العام أنّ هذه المعطيات استندت إلى شائعات، وقد اعتبر هذا الإخبار غير صحيح ولا يمت إلى الحقيقة بصلة.
لم يقنِع هذا الكلام الشيخ الأسير، فاستمرّ في رفع حدة خطابه، نجوم الظهر يريد أن يُريها للسيد حين نصرالله وللرئيس نبيه بري. كلام ترك آثاراً سلبية في مدينة صيدا ومحيطها. في الشارع الصيداوي الكثير من التأويلات والتكهنات. الحال في المدينة ليست على ما يُرام.
تجاوز الاختلاف في الآراء والمواقف الخطوط الحمر في عاصمة الجنوب. كما تقول مصادر صيداوية. حال الاحتقان وصلت إلى ذروتها في المدينة وجوارها، حيث الاختلاط السياسي والطائفي والمذهبي. الجميع هنا بات يتخوّف من ردّات فعل قد توصِل الأمور فيها إلى ما لا يُحمد عقباه.
لم يكن هذا الخوف موجوداً سابقاً في صيدا ومع جوارها من وجود أرضية لاشتباك مذهبي أو حتى سياسي تتخذ حيثاته المذهبية والطائفية مدخلاً له كما تقول المصادر. نجحت المساعي التي بذلت من قبل القيادات السياسية في المدينة في تجنيبها هذا الأمر. القرار كان واضحاً لدى قيادتي حزب الله وحركة أمل. ضبط الشارع وعدم الانجرار إلى الفوضى رغم كلّ الاستفزازات بحق رموزهما. القوى السياسية الصيداوية هي الأخرى منزعجة جداً من التصرفات «الأسيرية»، وترى فيها خروجاً عن المألوف في التعبير عن الاختلاف في الآراء.
حدة الخلاف السياسي والعقائدي كانت ساحات مدينة صيدا ومقاهيها وحتى جامعاتها وثانوياتها مسرحاً لها منذ زمن. لم تصل الأمور يوماً ما إلى ما هي عليه الآن. النفوس المحتقنة بسبب خطابات الأسير المذهبية انعكست أيضاً على الشأن التجاري في أسواق المدينة. بروز الخطاب المذهبي واستفحاله في عاصمة الجنوب خلق نوعاً من الخوف لدى العديد من أهالي الجوار. في جولة في الأسواق التجارية لصيدا يمكن للمرء أن يتلمّس الفرق من تجار المدينة أنفسهم.
لغة التحريض المذهبي كانت موجودة أيضاً قبل بروز نجم الأسير، سابقاً تيار المستقبل وجماعات إسلامية في صيدا استخدمت هذه اللغة في التحريض. لكن الأسير دأب منذ سطوع حركته على الضرب بعرض الحائط الخطاب السياسي الذي يرى فيه الكثير من أبناء مدينة صيدا بأنه يشكل مادة لإشعال خلاف مذهبي.
وكان أحمد الأسير من أوائل الذين أبدوا إعجابهم بمواقف رئيس القوات سمير جعجع الذي ارتكب مجازر بحق أبناء صيدا وشرق صيدا،
والأسير الذي ولد عام 1968 لم يكن مبادِراً إلى دعم أو تنظيم أي فعالية تضامنية مع فلسطين التي تشهد يومياً مجازر وحشية يرتكبها العدو الصهيوني، وآخرها ما شهدته غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما كان دعم ما يسمّى بـ»الجيش السوري الحرّ» هو غاية كل ما دعا إليه الأسير، وكان يمني النفس في إحدى المرات باستخدام عاصمة التهجير الفلسطيني مخيّم عين الحلوة كمنبر له في تنظيم نشاطات مناهضة لسورية.
صورة المشهد الصيداوي يلفها الكثير من الحذر، وكلمة «سلمياً» التي استخدمها الأسير كمرادف لتهديداته، قد تتحوّل في لحظة ما إلى عنفية إذا ما استمرّ الوضع كما هو عليه.  

السابق
العنــف الفـردي فـي لبنـان ؟!
التالي
المهمة الأخطر أمام مرسي: إثبات “صِدْقِية” الأخوان