نسرين لم تعوض غياب الكبار

تسع مسارح في بيروت وغناء في المكتبة العامة لمناسبة عيد الموسيقى للعام 2012 ولم يكن في جعبة العيد ما يملأ فضاء بيروت بالموسيقى ولم يكن البروشور المتعلق بالاعلان عن الحدث مريحا للتجوال في صفحاته من اجل الاختيار بين اي المسارح للحضور في اسواق بيروت (سوق الطويلة)، وزيتونة باي، شارع طرابلس، الحمامات الرومانية، ساحة الشهداء وحديقة سمير قصير والواجهة البحرية والكنائس، أو بين اي انواع الموسيقى من الفلامنكو، الجاز، الراب، الروك، البوب، البلوز و(الريكاي) والموسيقى الالكترونية.

والغناء الافريقي والعربي والفلكلوروليس من مجال لمتابعة اسماء المشاركين لكثرتها واشتمالها على اسماء الموسيقيين وفنانين شباب في معظمهم لما يستطيعوا ان يتصدوا لاهمية الحدث ولا للظرف الذي حكم موعده فلا غناء يصدح في شوارع بيروت ولا اصداء الموسيقى تسحبك باتجاهها بخيط سحري كما في اقل الايام العادية فباستثناء صوت الفنان الخليجي باسم عزيز الذي يصدح من احد مقاهي وسط البلد.وحسين الجسمي او محمد منير في «كل المفروض مرفوض» او ذاك الطفل الذي يضع في اذنيه السماعات ليستمع الى احد فنانيه المفضلين باي كيشا «من نكون» تماما ككل يوم ليعلو صوت الاذان فتصمت كل انواع الموسيقى وتكاد تخلو الشوارع من الرواد العابرين قبل ان يطبق الليل ويشيع الخوف من نقص الامان في مناخ البلد الذي تتعب الموسيقى لتبدده ويتعب الوجع الصارخ في الغناء لاسيما الراب العربي أغنية «وجهة نظر» التي تحمل اسم الفرقة القادمة من طرابلس بدعوة من جمعية فنون في محاولة لايصال رسالة سلام من مدينة طرابلس لكل الوطن. الا ان ذلك الغناء المهجن لم يحمل سوى القلة القليلة من المراهقين جدا للمباهاة بلبنانيتهم فيتفاعلون مع اغنية تنتقد الحالة الطائفية بحنق واضح قاتل من الوجع… ولم يعوض او يعدل غناء نسرين حميدان في المكتبة العامة من حالة الغربة عن مناسبة العيد في مرورها العابر عند اداء «شقفات» بحسب تعبيرها او مقاطع غنائية من روائع مارسيل خليفة، وديع الصافي، اسمهان، ام كلثوم، الشيخ امام، وغيرهم في اقل من ساعة زمنية نالت من التصفيق باقل جهد في الغناء ما جهدت وقضت في تقديمه طيلة الزمن الجميل جهود العمالقة التي لا تتكرر بمرور القرون ما عكس الفراغ الكالح في الحاجة الى موسيقى تهز قلاع الفساد السمعي و النظري والاجتماعي والاقتصادي وما يديرها من الفساد السياسي فيقطع الطريق على الامل لسنوات قادمة في تحويل دفة التدهور الحاصل في المشهد الموسيقي الذي ضاق ذرعا بالفواصل الموسيقية العربية ليلجأ الى الايطالية على روعتها او الى الغناء والرقص في عيد الموسيقى الذي غاب عنه غذاء الروح ولغة العالم.   

السابق
أول عراقي يصبح وزيراً في بريطانيا
التالي
ميسي.. مع البرشا حتى الاعتزال