لهذه الاهداف يستدرج ويستفز الجيش اللبناني للمواجهة ؟

أن ما يجري ضد الجيش، ليس وليد اللحظة أو الصدفة، وأن تكامل الأدوار التنفيذية مع الاستمرار في الاستفزاز والاستدراج للمواجهة، رغم كل ما قام به الجيش من سلوكيات سحب الذرائع، كلها تؤكد وجود خطة تستهدف الجيش، وهي ليست المرة الأولى التي نقول بهذا، فقد حذرنا من الأمر بعد أن لفتنا اليه منذ بدء ظهور ما يؤكد وجود الخطة تلك قبل ثمانية أشهر، وبالتحديد منذ أن اشتدت الأزمة السورية وباتت الساحة اللبنانية حاجة لها، خطة يبدو أنها ترمي الى تحقيق الأهداف الأساسية التالية (بشكل مباشر أو غير مباشر):

1) شل الجيش، وغل يديه عن العمل في منطقة الشمال من أجل تحويلها الى منطقة نفوذ محلي ذاتي، ما يمكن الجهة اللبنانية التي انخرطت في الأزمة السورية ضد الحكومة في دمشق، أن تعمل براحة وأمان كلي في دعم الإرهاب وأعمال العنف في سورية.
2) إنشاء منطقة او ملاذ آمن للمسلحين والإرهابيين غير السوريين الذين بدأوا يفرون من سورية بعد الإنجازات الميدانية التي حققتها قوات حفظ الأمن والنظام هناك في الأسابيع الأخيرة خاصة وأنهم يتعذر عليهم سلوك ما يقوم به المسلحون السوريون من تسليم أنفسهم الى الدولة التي تعفو عنهم مقابل تعهدهم بعدم حمل السلاح مجدداً.
3) نزوع لدى فئة معينة لشل الجيش وإحداث أمر واقع يبرّر حمل السلاح واقتنائه، ليتساوى مع سلاح المقاومة التي يطالب بنزع سلاحها ليل نهار. وقد كان هذا الفريق واضحاً في ذلك، عندما أعلن نيته إحداث «ضاحية شمالية « مقابل «ضاحية جنوبية «، ثم تبريره لحمل السلاح بأن « سلاح المقاومة في الجنوب فرّخ سلاحاً آخر في الشمال» ونزع الأخير يفرض نزع الأول.
4) ميل لدى بعض جماعات المعارضة لاستعمال ورقة القول بضبابية «الغطاء السياسي الرسمي» الواجب توفره للجيش، من أجل استعمالها ضد الحكومة، للتخلص منها، بعد أن باتت على حد قولهم عاجزة عن تأمين هذا الغطاء لجيشها.
5) رغبة بعض المنظمات الفلسطينية في استغلال بيئة الحراك العربي، الذي تصورت أن رياحه ملأت أشرعتها، ما يمكنها من الاندفاع أكثر في لبنان، لوضع اليد على المخيمات، بدءاً من مخيم نهر البارد، بعد إبعاد الجيش عنه، وإنهاء ما يسمى الحالة العسكرية حوله وفيه. وهنا لا بد من أن نؤكد على قناعتنا بأن الأكثرية الساحقة من الفلسطينيين باتت صادقة في رفضها للصراع مع الجيش اللبناني وتعلم بأن أي مواجهة معه، لن تأتي لها وللبنان أيضاً إلا بالخسارة ولذا فإن الأصوات الفلسطنينية المخلصة، تستمر عالية في رفض المواجهة، وتعمل ما بوسعها لعدم الانزلاق اليها.

وتقول مصادر إن المؤسسة العسكرية تنبهت إلى هذا المخطط وتعاملت مع الموضوع بكل حكمة ووعي مع الإصرار على حماية السلم الأهلي، على الرغم من التعديات التي تعرّض لها الجيش اللبناني في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة من مجموعات مندسة تعمل لحساب أجندة خارجية، وهذا ما ظهر في التحقيقات الأولية التي جرت حيث تبين أنه على الرغم من تعامل الجيش اللبناني مع الاستفزازات التي تعرض لها بمسؤولية، إلا ان الأطراف المندسة أصرت على تصعيد وتيرة هذه الاستفزازات خصوصاً في مخيم نهر البارد.

السابق
إخوان مصر: على خطى أردوغان أم أربكان؟
التالي
إسرائيل تدعو لتحضير تدخل كبير في سورية