فرملنا خطة عون للهيمنة على الدولة

بدأت أزمة الكهرباء التي يعانيها لبنان، وتمدد رقعة الاحتجاجات الشعبية التي تترجم بقطع للطرقات في كل الأراضي اللبنانية، تهدد مصير الحكومة اللبنانية التي عادت للتصدع من جديد، وهذا ما تجلّى في الهجوم الذي شنّه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على وزير الطاقة جبران باسيل وعمّه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، إذ اعتبر الزعيم الدرزي في تصريح صحافي أن "هناك جهة سياسية في الحكومة تعطل الكهرباء، هي (التيار الوطني الحر) الذي لا يريد الاستفادة من الصناديق العربية، ولا يريد إعطاء دور للقطاع الخاص". محملا إياه "المسؤولية المباشرة عن هذا الواقع المزري الذي وصلت إليه الكهرباء". وقال "كفى تمويها وعبثا، وليتحمل صهر التيار الـ/داماد/ (كلمة تركية تعني صهر السلطان) مسؤوليته".

وفي تفسيره لموقف النائب جنبلاط، أوضح عضو "جبهة النضال الوطني" (التي يترأسها جنبلاط) النائب أكرم شهيب، أن "دخول الحزب التقدمي الاشتراكي إلى هذه الحكومة كان بهدف خلق توازن، ونجحنا مع الرئيس (الجمهورية ميشال) سليمان والرئيس (الحكومة نجيب) ميقاتي أن نخلق هذا التوازن وإلا لكان حصل انجراف كامل للحكومة باتجاه واحد". وأكد شهيب في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أن "حلم النائب ميشال عون كان في حصوله على عشرة وزراء، بحيث يقوم بتعبئة الفراغات في الدولة والهيمنة عليها، وصولا إلى قانون انتخابي يوصله إلى رئاسة الجمهورية، لكن هذا الحلم لم يتحقق ولن يتحقق بسبب وجود قوّة داخل هذه الحكومة فرملت له هذا الانجراف".

وسأل شهيب "كيف يتنصل عون وصهره من تحمّل المسؤولية في ملف الكهرباء؟، أليس هو من يمسك بوزارة الطاقة منذ عام 2009، وكل سنة يهدد اللبنانيين بإغراقهم في العتمة؟". وقال "في عهد حكومة الوحدة الوطنية أي حكومة الرئيس سعد الحريري كانت هناك خطة أقرت للكهرباء، سواء بالنسبة إلى إنشاء البنى التحتية والتمويل ووضعت للتنفيذ، ونفاجأ أنه في هذه الحكومة ينسف وزير الطاقة كل هذه الخطة ويرفض عروض الصناديق العربية كما يرفض الوزير استقبالهم يصرّ على استئجار البواخر (لتوليد الطاقة) أو يدخل البلد في الظلام". ولفت إلى أن "الرئيس نبيه بري بنفس الموقف الرافض لهذه السياسة، وحزب الله يدافع في الظاهر عن باسيل لكنه في المضمون هو مع مطالب الناس".

وردا على سؤال عمّا إذا كان هذا الخلاف يهدد الوضع الحكومي، أكد شهيب أن "موضوع الحكومة هو موضوع سياسي، وفي هذا الظرف الخطير، أي فراغ حكومي هو فراغ سياسي وأمني نحن بغنى عنه، ورغم عقد بعض الأطراف داخل الحكومة".
وردا على الموقف الجنبلاطي المفاجئ، قال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون، "نحن لم نعد بحالة تحالف مع النائب وليد جنبلاط، والعلاقة لم تعد بوضع جيد بين الفريقين". وأكد عون في تصريح لنا، أنه "على المستوى السياسي ليس ثمة تحالف بيننا وبينهم (جنبلاط وفريقه)، بل على العكس هناك محطات تصرفوا فيها كخصوم وليس كحلفاء رغم وجودنا في حكومة واحدة، ولم نفاجأ بأي هجوم من هذا الفريق على التيار (الوطني الحر) وعلى التكتل".

وأضاف "من الضروري أن تخرج أزمة الكهرباء من الجدل السياسي وإلقاء المسؤوليات على الآخرين، وأن يذهب الجميع إلى المعالجة سواء فريق الأكثرية أو فريق المعارضة الذي لا يمكنه التهرب من أزمة الكهرباء بعد أن حكم البلد لمرحلة طويلة".
ورأى أنه "في المرحلة الحاضرة ليس هناك من قرار لتطيير الحكومة، لكن إذا وصلت الحكومة إلى مرحلة لا تريد فيها أن تتحمّل المسؤولية ولم تقم بالحد الأدنى من المطلوب منها، عندها سيطرح بشكل جدي مصيرها، لكن لم نصل بعد إلى هذا الحد".

مشددا على "ضرورة أن تتحمّل الحكومة مسؤوليتها على صعيد الاستقرار الأمني والاجتماعي وحتى السياسي". وقال عون "نحن كفريق سياسي داخل الحكومة لدينا النية والخطط والقدرة على المعالجة، لكن للأسف يتم التعاطي مع أفكارنا وخططنا بشكل سلبي، والآن بعد أن أخذت التجاذبات مداها على الجميع أن يجلسوا معا ويبحثوا عن الحلول لمعالجة المشكلة"
 

السابق
CIA تدعم المعارضة السورية بالسلاح من جنوب تركيا !!
التالي
الراي: لقاء كسر الصمت بين مسيحيي 14 آذار والراعي