النهار: المشاورات السرية لسليمان مع الـ17: إعلان بعبدا – 2 إطاراً للسلاح وإمرته

هل بلغت ظاهرة قطع الطرق وحرق الاطارات حدود انكشاف قوى سياسية وحزبية كانت تغذي هذه الظاهرة لاطلاق رسائل سياسية معينة؟ أم ان اقتراب موعد الجولة الثانية من الحوار المستعاد في قصر بعبدا أملى تبريد المشهد الشارعي نسبيا؟
السؤال طرح أمس على نطاق واسع في ظل انحسار ملموس لهذه الظاهرة، مع أن أي جديد ايجابي لم يطرأ على أزمة التقنين القاسي للتيار الكهربائي. ومع ان أوساطا معنية شككت في "صمود" التراجع في الاحتجاجات الشعبية طويلا ما لم يطرأ تحسن على التغذية بالتيار، ولو في حدود ملموسة ومحدودة، فانها أفادت "النهار" ان ثمة معطيات أبرزت وجود قرار سياسي وأمني باحتواء هذه الموجة جرى تعميمه في كل الاتجاهات اللازمة، وخصوصا على قوى الاكثرية الحكومية نفسها التي تعاونت معه والتزمت الدفع في اتجاه تنفيذه بدءا بالقرار المشترك الذي اتخذته حركة "أمل" و"حزب الله" بانهاء الاحتجاجات على طريق المطار والحؤول دون قطعه تكرارا. وأضافت ان هذا الاتجاه جاء مكملا لتكثيف المساعي لتبريد التوترات الامنية في المخيمات. ويمكن اعتبار الايام المقبلة بمثابة اختبار لمدى صمود هذه المساعي ونجاحها في تجاوز الارباكات الواسعة التي شهدتها البلاد أخيرا.
في غضون ذلك، علمنا أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسّع اطار المشاورات التي بدأها سرا منذ أيام في اطار التحضير للجولة الحوارية الثانية المقررة الاثنين المقبل في قصر بعبدا، وهي تتناول جدول أعمال الحوار الذي سبق للرئيس سليمان ان أعلنه قبل عقد الجولة الاولى في 11 حزيران الجاري. وتتناول هذه المشاورات حصر المناقشات بجدول الاعمال. وفهم ان مجرد ابداء "حزب الله" استعداده لوضع موضوع سلاحه على بساط البحث يمثل بداية يجب أخذها في الاعتبار.

وفي هذا السياق، أوضحت اوساط رئيس الجمهورية انه منذ الجلسة السابقة لهيئة الحوار الوطني يعمل سليمان بشكل دؤوب من أجل الاعداد للجلسة المقبلة، وكما تمكن بعمل مماثل من طرح "إعلان بعبدا" كخلاصة لتوجهات مشتركة لدى جميع أطراف الهيئة، ولم يكونوا على علم بأنهم يلتقون عليها على رغم الخصومة السياسية، فهو يسعى في لقاءات ستشمل الاعضاء الـ17 للهيئة قبل جلسة الاثنين الى اخراج ما وصفته الاوساط نفسها "باطار عمل للسلاح وإمرة السلاح" باعتبار ان الاستراتيجية الدفاعية ستكون البند الاول على جدول الاعمال.
وكشفت الاوساط الرئاسية ان سليمان بتواصله مع كل القوى السياسية التي التقاها، تبين له ان في الامكان اخراج مشروع بأفكار مشتركة تشكل قواسم مشتركة لدى أكثر من طرف، ويمكن ان يستخلص منها اطار العمل للسلاح وإمرته. وأضافت ان سليمان سيلتقي قبل الاثنين الاعضاء الـ17 الذين التقى قسما منهم، وسيلتقي الآخرين خلال اليومين المقبلين من أجل التشاور معهم في برنامج اجتماع الهيئة ومادته الاولى المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية، علما ان الاستراتيجية الدفاعية تضعها الجيوش لا السياسيون، على ان يتوصل نتيجة هذه المشاورات الى وضع الافكار المشتركة في اطار مقبول ومتوافق عليه من جميع الاطراف على غرار "اعلان بعبدا".

… وحوار بكركي
الى ذلك، تشهد بكركي اليوم حواراً آخر يكتسب خصوصية مسيحية في اللقاء الذي سيجمع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ووفداً من مسيحيي قوى 14 آذار.
وعلمت "النهار" ان تعديلاً طرأ مساء امس على تشكيلة الوفد الآذاري الى بكركي اذ انضم اليه الرئيس امين الجميل بناء على طلب البطريرك الراعي. ومن المقرر ان يضم الوفد ايضاً النائبين بطرس حرب وستريدا جعجع والنواب السابقين نايلة معوض وفارس سعيد وكميل زيادة والشيخ ميشال الخوري.
وأبلغنا مطلعون على التحضيرات للقاء بكركي ان الوفد سيقدم مذكرة الى البطريرك الراعي تتضمن تصوّر فريق مسيحي واسع لدور بكركي التاريخي وثوابتها، وفي ضوء ذلك لمستقبل المسيحيين في لبنان والمنطقة. واشار هؤلاء الى ان قرار الاتصال بالبطريرك وعقد اللقاء اتخذ عقب تجاذب في الآراء بين شخصيات مارونية عدة على خلفية المواقف التي طبعت اتجاهات بكركي بعد انتخاب البطريرك الراعي.
وتوزع هذا التجاذب على تيارين غلب فيهما الرأي القائل باعتماد مقاربة مع سيد بكركي ترتكز على ايضاح المواقف والافصاح صراحة عن الدور المنتظر للكنيسة في ظل المرحلة الصعبة التي يشهدها لبنان والمنطقة. ويقول المطلعون انه ليس واضحاً ما اذا كانت المذكرة التي اعدها الوفد ستعيد وصل ما انقطع بين عدد من القوى المسيحية وبكركي ام انها ستزيد التباعد بينهما.

اشتباك في الضاحية

على صعيد آخر، شهدت منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت امس اشتباكاً مسلحاً هو الثاني في أقل من اسبوع. وقالت مصادر امنية لـنا ان اشكالاً حصل في المنطقة بسبب خلاف بين افراد من عائلتي غصين وكركي تطوّر الى اطلاق نار اوقع أربعة جرحى بينهم امرأة كانت على شرفة منزلها. فتدخل "حزب الله" لفض الاشكال والتهدئة وطلب من الجيش ان يتولى الامر، وطوّقت وحدة من الجيش المنطقة التي حصل فيها الحادث واوقفت عدداً من الاشخاص على ذمة التحقيق فيما لاذ المتورطون في الاشتباك بالفرار.   

السابق
الاحتلال الاسرائيلي يخرق التهدئة في غـزة والمقـاومـة تـرد
التالي
صار السُنَّة لبنانيين لا تخافوهم!