السفير: موسكو: النظام العالمي تحدّده التسوية في سوريا

استفاضت التصريحات الروسية أمس، في التأكيد على موقف موسكو من رفض أي خطة لسوريا تشترط التنحية المسبقة للرئيس بشار الأسد، على أساس ان الانتخابات الأخيرة في سوريا أثبتت أن نصف السوريين صوّتوا للأسد وسياسته. كما كان لافتا الموقف الروسي القائل إن نتيجة الازمة السورية، ستحدّد شكل «النظام العالمي» المقبل.
لكن انشقاق طيار سوري مع طائرته الروسية الصنع وفراره إلى الأردن الذي منحه اللجوء السياسي، غذيا الخطاب الاميركي الذي استفاد من هذا التطور اللافت ليدعو الجيش السوري إلى التمرد، مهددا عناصره ضمنيا بملاحقات مستقبلية اذا ظلوا على ولائهم. أما دمشق فاعتبرت الطيار «خائنا» وطالبت السلطات الاردنية باستعادة الطائرة.
كما علمنا ان تشكيلة الحكومة السورية الجديدة ستعلن خلال اليومين المقبلين، وستضم قدري جميل نائبا لرئيس الحكومة، وعلي حيدر وزيرا لشؤون المصالحة الوطنية.
وبينما يعقد المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان مؤتمر صحافيا مشتركا اليوم مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود، بحسب ما اكدت الامم المتحدة، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان 120 قتيلا معظمهم من المدنيين سقطوا في سوريا أمس، حيث دارت اشتباكات عنيفة في مناطق عدة أبرزها ريف الشام وادلب، في ظل قصف شديد تشهده مناطق محافظة حمص ودرعا وريف حلب ودير الزور.

روسيا
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أجرى اتصالا هاتفيا مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، خلال لقاء مع اذاعة «صدى موسكو» إنه «من الواضح ان الآلية التي تنص، قبل ان يحدث اي شيء من حيث وقف العنف، على رحيل الرئيس الاسد، منذ البداية غير قابلة للتنفيذ، لانه لن يذهب، اذ كيفما كان الموقف من الانتخابات الماضية، فقد انتخب نصف السوريين على الاقل ـ وهم الذين لاسباب مختلفة يربطون به (الاسد) مستقبلهم وامنهم ـ الاسد وشخصه وحزبه وسياسته».
وشدد لافروف على «انهم (السوريين) يتخوفون من… مجيء متطرفين اسلاميين الى السلطة… ومصير العلويين والدروز والاكراد والمسيحيين بالاخص يقلقنا». وشدد لافروف مجددا على ان روسيا لا تتمسك بالاسد وانما تنطلق من ان «مصيره يجب ان يحل من خلال حوار سوري عام».
واعتبر لافروف ان الاسد لن يجلس بنفسه الى طاولة المفاوضات مع المعارضة قائلا: «لا اعتقد ان الاسد سيجلس بنفسه الى طاولة المفاوضات، اذ انه في شباط الماضي، حين زرت مع مدير هيئة الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف دمشق، قال انه فوض نائبه فاروق الشرع اجراء اتصالات من اي نوع مع المعارضة وحـول اي مسائل»، مضيفا انه «لم يتم سحب هذا التفويض، اذ اكد لنا السوريون مجددا هذا منذ فترة قريبة».
واشار الى «ان غالبية المجموعات المعارضة (السورية) التي نتصل بها، قالت لنا ان هذه الشخصية (الشرع) مقبولة لهم ايضا لذا لا ارى هنا اي تعارضات». ونوه لافروف بأن «ما نجري الآن حوله نقاشا مع شركائنا الغربيين والاقليميين هو حول كيفية تفعيل العامل الخارجي لانهاء الازمة، فذلك موقف واقعي (قاصدا المؤتمر الدولي حول سوريا الذي دعت إليه روسيا)، وان كان لا يضمن نجاحا كاملا، الا انه يشكل فرصة واقعية تقدر ان تأتي بنتيجة».   

السابق
وفاء سليمان عرضت وايخهورست مشروعا لتعزيز المساواة بين الجنسين
التالي
الاحتلال الاسرائيلي يخرق التهدئة في غـزة والمقـاومـة تـرد