الراي: لقاء كسر الصمت بين مسيحيي 14 آذار والراعي

خطوة في اتجاه ترميم العلاقة. هكذا يمكن وصف الزيارة التي يقوم بها اليوم وفد من مسيحيي قوى 14 آذار لمقر البطريركية المارونية في محاولة لإعادة وصل ما انقطع مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد المواقف «المثيرة للجدل» التي كان أطلقها بعيد انتخابه خلفاً للكاردينال مار نصر الله بطرس صفير سواء في الملف السوري او بإزاء سلاح «حزب الله».
وفي ظلّ التباعُد الكبير بين مسيحيي 14 آذار والراعي في مقاربة كلّ منهما لمجمل القضايا المطروحة، تبدو محطة اليوم مناسبة لـ «تنظيم الخلاف» و«كسر الجليد» من دون اوهام بامكان التوصل إلى رؤية متطابقة، ولاسيما بعد «السقف العالي» الذي ذهب اليه البطريرك حين ربط سلاح «حزب الله» بتحرير ما تبقى من اراض لبنانية محتلة من اسرائيل، وتقوية الجيش اللبناني وتحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، وحذّر من انه «إذا وصل السنّة للحكم في سورية سيتحالفون مع سنّة لبنان وسيسوء الوضع أكثر مع الشيعة» و»اذا وصل الاخوان المسلمون سيكون مصير المسيحيين إما القتل او التهجير»، معرباً عن خشيته من ان «تحلّ محل الانظمة الشديدة انظمة اكثر تشدداً» وواصفاً سورية بأنها «اقرب شيء إلى الديموقراطية في العالم العربي»، وهي المواقف «المتراكمة» التي ردّ عليها رئيس «حزب القوات» اللبنانية سمير جعجع بانتقادات غير مسبوقة بلغت حد وصفها بانها «غير مشرفة».
وينتظر ان يساهم لقاء اليوم في «كسر الصمت» بين الجانبين ولا سيما ان غالبية مسيحيي 14 آذار كانوا عبّروا عن امتعاضهم من مواقف الراعي بمقاطعة بكركي التي يزورونها بعد طول انقطاع حاملين وثيقة تعبّر عن رؤيتهم للامور استناداً إلى الثوابت التاريخية للكنيسة المارونية وتتضمن مقاربة شاملة حول إطار التعاطي مع البطريركية والدور المفترض الذي يجب أن تلعبه لإخراجها من دائرة التصنيفات التي توحي بها مواقفها أحياناً.
وسبق زيارة اليوم اعلان جعجع قبل ايام وجود توجّه لمعاودة التواصل مع البطريرك الراعي، وسط معلومات اشارت إلى ان نائب «القوات» ايلي كيروز هو الذي تولى اتصالات مع الصرح البطريركي تمهيدا للقاء.
وسيضم وفد مسيحيي 14 آذار الرئيس امين الجميل، والنواب بطرس حرب، ستريدا جعجع، جورج عدوان، دوري شمعون، ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب فارس سعيد. 
 

السابق
فرملنا خطة عون للهيمنة على الدولة
التالي
الضاحية تستغيث طلباً لاستراتيجية دفاعية في وجه الفلتان