إجماع في عين الحلوة على إدانة محاولات إثارة الفتنة

«سبل تحصين الوضع الأمني بين الجيش اللبناني ومخيم عين الحلوة»، كان محور اللقاءات التي عقدت في صيدا والمخيم أمس، حيث كرّت سبّحة الإدانة والاستنكار لما حصل بين الجيش وبعض المجموعات الشبابية، من تطاول على الجيش عبر رشقه بالحجارة، وصولا إلى إحراق إحدى دشم الحراسة عند الحاجز التحتاني في محلة تعمير عين الحلوة.
وشكّل وفد «لجنة المتابعة للقوى والفصائل الفلسطينية» العمود الفقري لتلك اللقاءات والاتصالات، بدءا بالاجتماع الموسع الذي عقدته اللجنة مع مسؤول فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور في ثكنة الجيش في صيدا. وعلم أن الوفد الفلسطيني قدم عرضا وشرحا لكل الظروف والملابسات التي أدت إلى ما أدت إليه، مشدداً على «مناقبية عناصر الجيش وصبرهم وعدم لجوئهم إلى إطلاق النار»، مؤكدا أن «ما حصل سحابة صيف ومرت».
كما التقى الوفد الفلسطيني النائبة بهية الحريري التي أكدت أن «الهدف مما جرى في عين الحلوة ونهر البارد هو الإيقاع بين الجيش اللبناني والمخيمات، لذا علينا تمتين جسور التواصل والثقة بين أهلنا الفلسطينيين وبين المؤسسة العسكرية». ونوّهت الحريري بأداء الجيش اللبناني في التعاطي مع الأحداث بأعلى درجات ضبط النفس واثبات قيادته حكمة ومسؤولية وطنية عالية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحرص على القضية الفلسطينية. واعتبرت أن خط الدفاع الأساسي عن استقرار لبنان يبدأ من صيدا، وأن المطلوب اليوم هو احتواء تداعيات خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة.
من جهته أمين سر لجنة المتابعة عبد مقدح أكد أن «اللقاءات تتمحور حول تفويت الفرصة على الفتنة وعلى العابثين والمتآمرين على مخيم عين الحلوة، والمتآمرين على مدينة صيدا». وأكد أمين سر «حركة فتح» في المخيم ماهر شبايطة على «رفع الضغط العسكري الموجود في مخيم نهر البارد حتى لا يستفيد بعض الذين يريدون تعكير الجو في مخيم عين الحلوة ومخيمات صيدا تحديدا».
كما برز أمس، الاجتماع الذي عقدته قيادة القوى الوطنية والإسلامية في منزل العميد منير المقدح في المخيم. وصدر عنه بيان اعتبر ما حصل في مخيم نهر البارد وعين الحلوة «لا يستفيد منه سوى العدو الصهيوني». وشدد البيان على اعتبار «الجيش اللبناني جيشا مقاوما»، داعياً إلى «التعاطي مع المخيمات على أنهم أصحاب قضية سياسية وهم ضيوف في البلد لحين تحقيق حق العودة. وتشكيل لجنة تحقيق تعمل لكشف حقيقة كل ما حصل وضرورة العمل على تعزيز العلاقة اللبنانية ـ الفلسطينية بين جميع القوى وفي مقدمتها العلاقة مع الجيش اللبناني». إلا أن اللافت في البيان تضمنه فقرة عن «التنظيم الشعبي الناصري»، جاء فيها «نأسف للحملة المشبوهة التي تحاول ضرب العلاقة الأخوية والوطنية مع التنظيم الشعبي الناصري، الذي قدم العديد من الشهداء إلى جميع الأحزاب دفاعاً عن القضية الفلسطينية».
وأكد قائد «الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان» اللواء صبحي أبو عرب على العلاقة المتينة التي تربط شعبنا الفلسطيني بالشعب اللبناني، وأن العلاقة المتينة مع القوى والأحزاب اللبنانية ومع الجيش اللبناني هي علاقة الأخوة والاحترام والتقدير».
بدوره أصدر «التنظيم الشعبي الناصري» بياناً أمس، رأى فيه أن «صيدا والمخيم تجاوزا قطوعاً أمنياً خطيراً، بفضل وعي أبناء المنطقة والمساعي السياسية التي بذلتها القوى الحريصة على العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني». وأشار إلى أن «من يقف وراء مخطط إثارة الفتن في لبنان بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبين السنة والشيعة، لا يزال مصراً على مواصلة العمل من أجل تنفيذ هذا المخطط، وبشكل خاص في منطقة صيدا بهدف ضرب هذا الموقع الوطني الجامع الذي يحتضن الوجود الفلسطيني، ويمثل عاصمة المقاومة في لبنان». وحذر البيان من أن «المخطط يسعى إلى إلهاء الجيش اللبناني وزجه في صراعات جانبية بهدف شلّ فعاليته ومنعه من القيام بدوره في حماية الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي، وذلك بغية نشر الفوضى الهدامة»، داعياً «سكان منطقة صيدا إلى إدراك أبعاد المخطط بمواجهته بالمزيد من الوعي الوطني والقومي، والتصدي للدعوات التحريضية الفتنوية وتجاوز الفتنة بين اللبنانيين انفسهم وبين اللبنانيين والفلسطينيين من خلال وحدة الصف ونبذ المحرضين والطائفيين والمذهبيين». 
 

السابق
مساع للتوافق على هيئة رابطة مختاري صور
التالي
الأبعاد الدولية للأزمة الإقليمية