يرحم ايامك يا بول !!

تنبّأ «بول» الأخطبوط خلال كأس العالم 2010 بجميع النتائج بطريقة صحيحة، لكن بعد نفاقه هل سيكون هناك خلف لخير سلف؟ ومع انطلاق كأس الأمم الأوروبية 2012 بدأ عدد كبير من الحيوانات في التنافس على توقّع نتائج المباريات، وحتى الآن هناك ثلاثة منها حقّقت رصيداً نظيفاً.

عندما تمكّن "بول" الأخطبوط من التنبّؤ بجميع نتائج مباريات كأس العالم 2010، ذُهلت الجماهير حول العالم وتساءل الكثيرون كيف يمكن لحيوان متعدّد الأرجل يعيش داخل خزّان بسيط في ألمانيا أن يعرف المستقبل في كرة القدم؟ إذ تمكّن "بول" من التنبؤ بثماني نتائج صحيحة متتالية، وهو رقم لم يحقّقه أيّ حيوان من قبل.
علماء الرياضة من جهة ثانية لم يتأثّروا كثيراً بهذه الظاهرة، معتبرين أنّ فرص "بول" العلمية في معرفة النتائج مُسبقاً كانت بنسبة 256 مقابل 1.

وعلى رغم ذلك، فإنّ هذه الطريقة الاعتباطية في معرفة نتائج مباريات كرة القدم لم تمنع مالكي أعداد كبيرة من الحيوانات من تجريب حظهم. وفيما دخلت البطولة الأوروبية الحالية مرحلة خروج المغلوب، نعود لإلقاء نظرة سريعة على نتائج التنبّؤات الحيوانية؟ هل نحن نشهد ولادة جديدة لنبي ذي ثماني أرجل؟ هل عاد "بول" الأخطبوط متقمّساً في خنزير أو بقرة أو فيل أو ثعلب ماء؟

الجواب الصحيح، بالطبع، هو كلّ ما سبق. ومن بين جميع الحيوانات التي تتبّعها جماهير كرة القدم، هناك أربعة على وجه الخصوص تمكّنت من التوقّع بشكل صحيح نتائج مباريات ألمانيا الثلاث في مرحلة المجموعات، وكانت هذه الحيوانات "إيما" الخنزير و"نيللي" الفيل و"مورمل" ثعلب البحر، أما "كزافيه" الكلب، وعلى رغم تنبّؤه بالنتائج بشكل صحيح إلّا أنّه حصل على مساعدة من مدرّبيه.

وعلى رغم كلّ هذه النتائج، يبدو أنّ "بول" سيبقى البطل الحقيقي في تنبّؤات نتائج كرة القدم، لأنّ الأخطبوط الراحل سرعان ما تحوّل إلى نجم بارز في ألمانيا، قبل أن تنتشر شهرته في أوروبا وحول العالم. حتى إنّه أصبح مواطناً فخريّاً في مدينة كاربالينو الإسبانيّة، بعد أن توقّع تغلّب المنتخب الإسباني على هولندا في المباراة النهائية.

وبصراحة، يبدو أنّ الحيوانات الحالية التي تعمل بكدّ لإرضاء أصحابها ومنهم الجماهير المتلهّفة لمعرفة النتائج مسبقاً حول العالم، تتوجّه إلى المزيد من الحملات الإعلامية والعلاقات العامة، لأنّها وعلى رغم إصابتها العديد من توقّعاتها ما زالت غير مشهورة نسبيّاً.  

السابق
الجامعة العربية لروسيا: توقفي عن تزويد دمشق بالاسلحة
التالي
المخيّمات.. وهج النار