الجيش اللبناني.. عن اي هيبة تتحدثون ؟

ما يحصل مع الجيش اللبناني في المخيمات الفلسطينية من الشمال الى الجنوب لا تتحمل تبعاته وحدها تلك التجمعات الفلسطينية. من شباب رشقوا مواقع الجيش بالحجارة واطلقوا قنابل المولوتوف على عناصره والياته على مداخل مخيماتهم ان في نهر البارد او عين الحلوة والرشيدية احتجاجاً على ما وصفوه “بالاجراءات الامنية المشددة” التي يتبعها الجيش على الخارجين والداخلين من والى المخيمات والتي توجت بحادثة قتل احد الشبان. من يتحمل المسؤولية بغياب هيبة البزة العسكرية للجيش اللبناني ليس الفلسطينيين وحدهم، فهؤلاء يتابعون بالصوت والصورة منذ اكثر من عام مسلسل الجيش واهل السياسة وحلقاته المتعددة في عكار وطرابلس وبيروت وغيرها من الاماكن الساخنة على كامل الاراضي اللبنانية.

من يتحمل مسؤولية ضرب ارادة الجيش وهيبة قيادته وضباطه وعناصره؟. ليس فقط شاب فلسطيني احتل مع رفاقه حاجزاً للجيش اللبناني على مدخل نهر البارد وقام بزرع العلم الفلسطيني كمن يحرر ارضاً محتلة، بل ان كل نواب الامة امثال خالد الضاهر ومعين المرعبي واحمد كبارة ممن لهم صولات وجولات في التهجم على المؤسسة العسكرية منذ اندلاع الاحداث السورية في العام الماضي. لم ننس بعد مطالبات الضاهر- المعربي للجيش بالخروج من عكار والشمال بعد حادثة مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه في ايار الفائت وهي حادثة ملتبسة في تفاصيلها وكيفية حدوثها.

اذا اي هيبة ستبقى لجندي لبناني لا يملك سلطة على ضبط الامن وبسط سيطرته على مناطق نزاع وتناحر ثابتة بين جبل محسن وباب التبانة. اي هيبة يمكن ان تبقى اذا ما كان امر دخول الجيش في مهمة الفصل بين المتقاتلين في طرابلس ينتظر قراراً من القيميين على المتقاتلين انفسهم، وعندما يأتي القرار يدخل الجيش وينتشر بين احياء لا يجد زعماءها و”قبضاياتها” من الذين باتت وجوههم واسلحتهم مألوفة على القنوات الاخبارية من حرج في الوقوف جنباً الى جنب مع دوريات الجيش والتقاط الصور مع الاليات العسكرية لحين انطلاق الجولة الاخرى.

 

اي هيبة تبقى لجيش وطننا اذا ما كان امر توقيف اي مخل بالامن وعابث بالاستقرار مهمة محفوفة بالمخاطر وبالتالي باتت تستلزم اتخاذ اجراءات احتياطية واحترازية معينة قبل الاقدام عليها، وهو ما ادى الى زيادة القيود الموضوعة على تحركات القوى الامنية ومخابرات الجيش بالتحديد في التعامل مع اي حالة شبيهة بالموقوف الاسلامي شادي المولوي، وما رافقها من عملية ضغط حققت مبتغاها باطلاق باقي الاسلاميين من سجن روميه، في ظل معادلة جديدة عنوانها “الاعتقال مقابل السلم الاهلي”.

اي هيبة يتحدث عنها البعض اذا ما كان امن بعض المناطق يرتبط بإطلاق سراح بعض الموقوفين واغلبهم من اللبنانيين ممن شاركوا لوجستياً او عسكرياً في معارك ضد الجيش في مخيم نهر البارد في الـ2007، وحينما اراد القضاء تصحيح خطأ اقترفه بتوقيفهم احتياطياً لاكثر من خمس سنوات، اقترف خطيئة ثانية بان اطلق سراح من تلطخت ايدي بعضهم بدماء اكثر من 170 شهيداً للجيش سقطوا في مخيم نهر البارد، واكثر من ذلك تكرم رئيس الحكومة بدفع كفالة اطلاقهم من حسابه الشخصي ونقلهم بسياراته الى منازلهم.

اذا هي هيبة افتقدها جيش، عايش وساير ومضى بين الغام السياسة وازماتها المتتالية، نجح في امتحانات السلم الاهلي في الوقت الذي راهن كثيرون على فشله، ولكنه في النهاية يبقى رهينة مناخ سياسي متقلب، يقوى بقوته ويضعف لضعفه، ولكن حذار من ضياعه.

السابق
عن باخرة أسلحة جديدة أبحرت من ليبيا متجهة الى لبنان !!
التالي
حزب الله يتجاهل معاناة ناسه: باسيل أولاً