ليس مجرّد تمثال في حديقة AUST

لم يكن لقاء أول بين "المعلّم" والجامعة، بل علاقة رتّبت عليها التزاماً بما يمثل "المعلّم" من قيم وفكر وعمر يختزن أعمق التجارب الإنسانية وأصدقها وأوجعها.

علاقة تستلهم حضوره الكثيف الآسر. فالقامة الرسولية، الصادحة في سماء الكلمة، بلغ صوتها رسالة جامعة آمنت بدويّ صوت الكبار، يجترح منزلاً للصدى تأوي إليه أحلام الكبار والشباب.
علاقة شاءها الزمن الممتلئ بغسان تويني، فلم يكن ثمّة خيار بين الحضور البديهي والحضور الثابت، فكلاهما ظلّ "الكبير" والوجه الآخر والوحيد لقامة عالية سكنت بيت الذاكرة.

غسان تويني في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) ليس تمثالاً زُرع في "حديقة المبدعين" إلى جانب كبار تتكامل بهم حديقة الجامعة (جبران، مايكل دبغي، وسعيد عقل)، بل هو تجسيد لسرّ الإبداع اللبناني، أرادته رئيسة الجامعة هيام صقر انحناءة، وتحيّةً لعميد الصحافة الرسولية الذي صنع اسماً للعصر.

غسان تويني الطالع من صخر، صلابة وبقاءً. المنحوت في المستقبل والتاريخ، إشراقة فجر لكل نهار. الساكن وجدان الأقلام النقيّة، بصيرةً للحق والإيمان بالوطن، سنظلّ نعود إلى حكمته وقد لامست اليوم الحقيقة المطلقة في حضرة الغياب المدوّي، ونمرّ أمام تمثال له نُحت من رجائنا بغد يستلهم الكبار. وبسلامٍ لسلام روحه في جامعة تكرّمت بتكريم الكبار.
  

السابق
إطلاق الطبيب أبو حمد بكفالة 50 مليون ليرة فقط
التالي
مستوطنون يشعلون النار بمسجد في القدس