أزمة الطاقة تتفاقم

لن يتعلّموا، في التيار الوطني الحر. إنهم ماضون في الخطأ الذي ما أوصلهم ولن يوصلهم، إلاّ إلى المزيد من الخيبات، ولا نقول الخسائر.

منذ ما قبل تشكيل هذه الحكومة كان لنا موقف. ثم ازددنا إقتناعاً بعد تشكيلها. وكنّا أول من كتب هنا: إنّ الحقائب العشر لن تساوي شيئاً على صعيد التنفيذ.

إن وزارة الأشغال لدى الوزير غازي العريضي ووزارة الشؤون الإجتماعية لدى الوزير وائل أبو فاعور (مع إيماني بشموليتهما في التنفيذ) تخدمان وليد جنبلاط أكثر بكثير من الحقائب العشر التي يتولاها وزراء التيار الوطني الحر في خدمة تيارهم والجنرال عون.

والعكس صحيح: فإن الوزارات العشر تتسبّب بخسائر فادحة. خصوصاً وزارة الطاقة. والمشكلة في هذه الوزارة ليست مرتبطة فقط بما طرأ على الأسواق العالمية من تقلب في أسعار هذه المادة الاستراتيجيّة، بل أيضاً في موقف الحلفاء وغير الحلفاء داخل الحكومة الذين يتركون الوزير التياري وحيداً في مواجهة المعارضة الشرسة التي يقودها ضدّه «المستقبل» وسائر أطياف فريق 14 آذار. بل إن الحلفاء كثيراً ما يأذنون بالتظاهرات في مناطقهم (طريق المطار مثلاً).

وكذلك سائر أطياف الحكومة وقد شارك وزراء ونواب جنبلاطيون في تظاهرة تعرّضت لوزير الطاقة بالصوت والصورة في عاليه.

نقول هذا مع تأكيدنا على أنّ الوزير الذي يتولى حقيبة الطاقة منذ سنوات قد أخفق: فإما عليه أنْ يحقق برنامجه – الذي لا شكّ في أهميته – أو أن يستقيل… أمّا أن يبقى يشكو من دون أي نتيجة فهذا أمرٌ غير مقبول، بل إنه يراكم الخسائر على التيار الوطني الحرّ. وأخطر أنواع تلك الشكوى هي من «الحلفاء». ما يطرح السؤال، تلقائياً، عن جدوى هذا التحالف.

يضاف إلى ذلك فشل اعلامي ذريع. فبالرغم من أنّ الوزير يتحدّث للإعلام بنسبة مرتفعة وتكاد لقاءاته مع وسائط الإعلام المختلفة ان تكون يومية… فمع ذلك لم يستطع أن يصل إلى الرأي العام. بدليل أنّ إرتفاع صفيحة النفط (والمشتقات) مئة أو مئتي ليرة كان يطن ويرن في التلفزيونات والإذاعات والصحف أيضاً، بينما تراجع السعر نحو ستة آلاف ليرة منذ أسابيع لم يلقَ أي صدى! وهذا فشل فوق فشل.

ولو شئنا أن نخوض في هذا المجال لما توقفنا، إذ لدينا الكثير لنقوله. ولكننا لم نكف، عن الكلام في هذه الزاوية، بحيث تعب منّا القارىء، ونحن ندعو التيار إلى خطوة فاصلة ترتكز الى الآتي:

أوّلاً – تحديد موقف واضح من «العلاقة» مع الحلفاء الذين يلتقيهم التيار أسبوعياً، لقاء الوزراء الثلاثة «أمل» و»الحزب» و»التيار» فيتفقون على أمور محددة توافقية، سرعان ما تسقط أمام جدار الواقع… وآخر مثال التباين من قضية مياومي شركة الكهرباء الذي أدى إلى خيبة تيارية كبيرة.

ثانياً – الإستقالة المدوّية وترك الحكومة في مهب الترنح.

أما آن للتيار الوطني الحر أن يطرح على نفسه السؤال الآتي: هل إن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قدّمت لنا أو أخذت منّا؟

الجواب يعرفه لبنان كله، إلاّ التيار ربّـما!
  

السابق
إليسا 2012 خلال 48 ساعة
التالي
فلوكس: الراجل من الإسلاميين يكلمني!