هل آن اوان السياحة في قلعة دوبية المجهولة !؟

للمرّة الأولى منذ تاريخها المنظور، تشهد قلعة "دوبيه" الأثرية في بلدة شقرا في قضاء بنت جبيل، اهتماماً رسمياً، بعد الزيارة التي قام بها وزير الثقافة اللبناني غابي ليون، مطلع الشهر الفائت (حزيران)، برفقة النائب حسن فضل الله الى القلعة الصليبية التي تعرَضت للاهمال والسرقة منذ عشرات السنين.

وهي قلعة صليبية، وثمّة مؤشّرات تدلّ على أنها رومانية بنيت على أنقاضها قلعة صليبية في القرن الحادي عشر، ويبلغ طولها 125 متراً وعرضها 80 متراً، يجاورها خندق كبير، ويحيط بها وادٍ من جهاتها الثلاث ما عدا الجنوبية. لها ربض من غربها يعرف بالزنار بطول 70 متراً وعرض حوالى 40 متراً، تحتوي على ثلاث طبقات، والثالثة مهدمة بفعل الاعتداءات "الإسرائيلية" سنة 1972، كما تحتوي على حوالى 30 غرفة وحجرة، وفيها بئر تعرف بالمشنقة، وخارجها خزان كبير حفر في الصخر الأصم.

 
ليون الذي حضر افتتاح مكتبة بنت جبيل العامة الجديدة، قصد القلعة، برفقة النائب حسن فضل الله وحضور رئيس بلدية شقرا ودوبيه رضا عاشور، وجال في أرجائها واعداً بادخالها على الخريطة السياحية للبنان والعمل قدر المستطاع على اعادة ترميم القلعة سواء على نفقة الوزارة أو أي جهة مانحة. وكان السفير الفرنسي قد جال منذ اسابيع في أرجاء القلعة، بعد اهتمام لافت من السفارة، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار في لبنان. هذه القلعة الصليبية، تخضع هذه الأيام لدراسة طوبوغرافية من فريق عمل متخصّص تابع للمركز الفرنسي لأبحاث الشرق الذي لجأ بحسب مسؤول الفريق الباحث سيريل الى "رسم خريطة القلعة الهندسية بعد مسح طوبوغرافي وابراز تاريخ بناء القلعة ومراحله المختلفة، فتوصلنا الى معرفة بناء القلعة من القديم الى الأقدم، والذي يعود البارز منه الى العهد الصليبي"، ويؤكد سيريل أن "جزءاً مهماً من القلعة الموجودة حالياً يعود الى أيام المماليك على عهد الظاهر بيبرس، اضافة الى جود آثار رومانية، وقد حصلنا على وثائق يعود تاريخها الى العام 1636م تبرز أن هذه القلعة هي المكان الذي تم فيه اعتقال يونس الحصن بعد سقوط الأمير فخر الدين". ويوضح مسؤول المواقع الأثرية في مديرية الأثار في جنوب لبنان علي بدوي أن "الهدف الأولي لفريق العمل الفرنسي انجاز الخرائط لايضاح التفاصيل الحقيقية لبناء القلعة تمهيداً لوضع خطة هندسية لترميمها واعادة بناء ما تهدم منها، ورغم عدم وجود وثائق تاريخية تبرز التاريخ الحقيقي لبناء القلعة، الاّ أن الفريق الباحث سيعمل جاهداً للبحث عن وثائق للقلعة في فرنسا، وستعمل مديرية الآثار على الحفاظ على خصوصية هذه القلعة ومحيطها الطبيعي".

لقد ذكرت دوبيه في كتاب "خطط جبل عامل" للمؤرخ الراحل السيد محسن الأمين، وكتب عنها "دوبيه قلعة قديمة لها ربض من غربها يسمّى الزنّار، جددها آل علي الصغير في عهد ناصيف النصار وسكنوها، ومن أرضها قطعة تسمى مرج السّت، إلى اليوم، من جهة حولا. وكان للقلعة استعمال في تاريخ لبنان المعاصر، فهي كانت مقر مراد النصار على عهد أخيه ناصيف النصار وبعده كانت مقر ولده قاسم المراد. وفيها اختبأ الأمير يونس المعني وولديه ملحم وحمدان من وجه الكجك أحمد باشا والي صيدا، لما زحف بعساكره لمحاربة أخيه فخر الدين الذي فرّ إلى قلعة شقيف تيرون وذلك سنة 1044".

السابق
الحياة: جلسة الحوار المقبلة تنتظر أجوبة عن سلاح المقاومة
التالي
ما لم يُقل على طاولة حوار بعبدا