فرنجيه: المرحلة صعبة والايام المقبلة ستكون اصعب فتشبثوا بالعيش المشترك

دعا رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه، الى "الانفتاح على الاخر والحفاظ على صيغة العيش المشترك وترسيخها في المناطق اللبنانية كلها لان المؤامرة لا تميز بين فريق او ذاك وعلينا كمسيحيين ان نؤمن بالله وبكنيستنا وبارضنا لنستطيع الصمود والبقاء".

كلام فرنجيه جاء خلال مشاركته في احتفال وضع الحجر الاساس لمبنى الروضه والمسرح في مدرسة "الرهبنة اللبنانية المارونية" في دير مار جرجس – عشاش، بحضور الرئيس العام للرهبانية الاباتي طنوس نعمه، ومجلس المدبرين، ورئيس الدير الاب كليم التوني، والمونسنيور بطرس جبور ممثلا راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، ورؤساء اديار الرهبانية المارونية اللبنانية في المناطق الشمالية.

وحضر الاحتفال ايضا رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا طوني سليمان ورؤساء بلديات عشاش- خريستو نفاع، ارده- جورج نعوم، علما- ايليا عبيد، واعضاء المجالس البلدية، ورئيس رابطة مخاتير زغرتا الزاوية ميلاد دحدح مع الهيئة الادارية للرابطة والمخاتير في المنطقة، و عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار المرده المحامي شادي سعد، نقيبة اطباء الاسنان في الشمال الدكتورة راحيل الدويهي.

استهل الاحتفال بقداس الهي ترأسه الاباتي نعمه وعاونه الاب التوني والمدبر الاب كلود ندرا، وقد القى الاب التوني كلمة رحب فيها بالحضور لمشاركة الدير هذه الفرحة، ثم تناول تطور المدرسة ونموها فقال: "كان في المدرسة 200 تلميذ واليوم اصبح العدد 900. لذا قررنا زيادة مبنى الحضانة التي تضم حاليا 300 تلميذ والمسرح". وشكر الاب العام الذي "لا يتأخر عن تلبية مطالبنا"، والوزير فرنجيه "على لفتته الكريمة نحونا"، ورئيس الاتحاد على المشاريع والاعمال التي ينفذها الاتحاد في المنطقة والتي تغير بوابة زغرتا من جهة طريق عام الضنية- سير.

نعمه
ثم القى الاباتي نعمه عظة تناول فيها العلاقة التاريخية بين الرهبانية والرئيس سليمان فرنجيه وقال: "لقد امنت الرهبانية برسالتها في كل شبر من تراب هذا الوطن الغالي، فانتشرت من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن حدود البقاع الى شاطىء البحر على مدى الوطن، محققة رسالتها جامعة بين النسك والرسالة، لانها كما ارادها المؤسسسون "تتأقلم مع حاجة الشعب" مع حاجة ابناء الكنيسة وهذا ما جعلها تتواجد في هذه المنطقة بكثافة".

اضاف: "منذ سنة 1847 انشأت الرهبانية هذا الدير وهذه المدرسة. حيث واصل الرهبان عيش القيم التي تناقلوها تقليدا حيا في التربية والتعليم والعمل اليدوي والزراعة والحرف وفي نقل التقليد الماروني العريق الذي يرقى الى مار مارون وتلاميذه".

وقال :"نحن اليوم هنا معكم يا معالي الوزير الصديق لنؤكد ايضا على ما نتقاسمه واياكم من قناعات ومفاهيم، قد برهنتم دوما من خلالها على عراقة انتمائكم الى بيت لبناني زغرتاوي اصيل سكنت فيه المارونية بكل قيمها فكان فيه للشهادة عناوين تحاكي سير الشهداء الموارنة، وللوطن عرينا لا يدانيه عدو وللمرده حزبا نترقب منه نقلة نوعية في ما تقومون به يا معالي الوزير من كودرة علمية مبنية على الموضوعية وعلى اذكاء روح النقد البناء والمعرفة التي تبدد العصبيات وتفتح الافق على تعددية متعاونة لاجل الخير العام ومبنية على اسس تتخطى المصلحة لترتقي الى القيمة العامة".

واردف: "اليوم ونحن نحتفل بوضع حجر الاساس لبناء القاعة الجديدة والحضانة في هذه المدرسة، نحن ايها الاحباء لا نضع اساسا الا الاساس الذي بنيت عليه الكنيسة اي يسوع المسيح. فكل ما نقوم به ينطلق منه ويعود اليه. فكلما انشأنا مدرسة وانميناها ننمي مساحة القيم، مساحة التلاقي ومساحة الحياة. والرهبانية امنت بالعمل التربوي وامنته منذ كان الرهبان يعلمون تحت السنديانة الى يوم بنوا المدارس والجامعات".

وختم: "ايها الاحباء نحن نؤمن بان الرب يسوع هو كلمة الاب التي بها قال لنا الله كل شىء واعطانا بواسطتها كل شىء ونؤمن بان مواهب الروح القدس تفتح في عقولنا فسحة لنقبل نعمة العلم والمعرفة التي تجمع بين ما نكتسبه بالتعلم وبين ما نعطاه بالايمان. فالشكر للرب على كل عطاياه وعلى نور المعرفة. جعل الله منا جميعا شهود معرفته فنحمل بشراه الى اقاصي الارض ".

بعد القداس انتقل الجميع الى الباحة الخارجية للدير حيث بارك الاباتي نعمه المكان ثم ازيحت الستارة عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ للحدث التربوي الهام، وقال الاباتي نعمه: "ان مسيرة الرهبنة التربوية مستمرة وستزداد رسوخا في الشمال ونحن سنعمل ما بامكاننا لمساعدة الاهالي على البقاء في اراضيهم". فيما اشار الاب التوني الى "ان تلامذة المدرسة هم من ابناء قرى وبلدات رشعين، كفردلاقوس، بيادر رشعين، حرف ارده، ارده، بيت عبيد، علما، حوارة، زغرتا، كفرحبو والجوار.

فرنجية
بعد ازاحة الستارة انتقل الجميع الى صالون الدير، ثم كانت مأدبة عشاء القى خلالها رئيس "تيار المرده" كلمة قال فيها: "هذه المنطقة التي نحن فيها اليوم دفعت ثمنا غاليا، وعندما دفعت هذا الثمن لم يكن احد يميز بين هذا او ذاك وبين هذه الفئة او تلك لان المنطقة كلها كانت مستهدفة بكل شعبها وابنائها من اجل هويتهم المذهبية والطائفية، لذلك نتمنى عليكم وانتم تعيشون هنا في منطقة مختلطة ان ترسخوا وتثبتوا قوة العيش المشترك والانصهار الوطني وتركزوا على هذا التعايش. وليست عملية اعادة اعمار هذا الدير بعد استشهاد الرهبان فيه الا دليلا جديدا على تأكيد وترسيخ العيش المشترك والانصهار الوطني وتعزيز الانفتاح على الاخر وهذا ما نعمل له".

اضاف: "كثيرون من المسؤولين عندنا وعند غيرنا، هنا وهناك لهم مصلحة في عدم الوفاق لانهم بقدر ما يخيفون الناس بقدر ما يحققون الارباح السياسية، وهناك اناس ايضا مثل رئيس الدير الاب كليم الذي نشكره على هذه الدعوة، وكذلك قدس الاباتي الذي نشكره ايضا، يتحدثون عن مسيحيي الاطراف وعن ترسخهم في ارضهم وهذا ما نشكرهم عليه".

وقال فرنجية: "هناك مجموعات لها مصلحة بانتشار المسيحيين وهناك مجموعات ليس لها مصلحة بذلك. نحن يهمنا انتشار المسيحيين لاننا ابناء هذه الارض والمؤامرة لا تميز بين احد، لا في فريق 14 اذار ولا في فريق 8 اذار لانها تستهدف الجميع،المعارضة والموالاة، ولهذا علينا كلنا ان نحافظ على بعضنا وان نبقى مع بعضنا وان نحافظ على هذه المنطقة كما هي ومهما كانت المواقف. نحن مجبرون على الحفاظ على هذه المنطقة فهي اهلنا ونحن اهلها وبقدر ما تزدهر وتنمو بقدر ما نحافظ على بقاء الاهالي فيها وبقدر ما نستطيع الحفاظ على الاهالي في المنطقة بقدر ما نكون حققنا ما نصبو اليه ولهذا نحن مع الجميع وسنبقى الى جانب جميع اهالي هذه المنطقة مهما تقلبت الظروف. فالسياسة تأتي وتذهب اما التاريخ فواحد. كلنا لنا تاريخ واحد نتكلم عنه وعن ماثر اجدادنا وابطالنا ومن سبقنا، انهم رموزنا لم نكن نعرف من كان معهم او من كان ضدهم كلهم مروا بمرحلة تاريخية استطاعوا من خلالها بناء الوطن وبقي خلالها اهل الشمال في الشمال والمسيحيون في مناطقهم وبيوتهم، وعلينا اليوم التمثل بهم والحفاظ على البقاء في ارضنا وبيتنا لان المرحلة هي مرحلة بقاء وعلينا الترسخ في هذه المنطقة وعلينا الا نخاف ابدا".

وخلص الى "التأكيد أن المرحلة صعبة وان الايام المقبلة ستكون اصعب ولكن بقدر ما نؤمن بالله وبارضنا وبمنطقتنا وبكنيستنا وبمسيحيتنا بقدر ما نستطيع الصمود والبقاء".  

السابق
وقوع عدد من الجرحى في اشتباك خلال تشييع الفتى أحمد قاسم في مخيم نهر البارد
التالي
بحثاً عن تيار الكهرباء الوطني