الزعيم العربي… باراك أوباما

لا تعجب من العنوان أعلاه، فهذه هي الحقيقة، باراك أوباما زعيم عربي، ويتمتع بالصفات الكاملة، وغير المنقوصة للزعماء العرب في زماننا هذا!
أتعرف لماذا عزيزي القارئ، لأن من يشجب ويستنكر ويثرثر أمام وسائل الإعلام دون أن يفعل شيئا، ينتمي إلى الزعامات العربية التي اعتدنا منها سماع أنواع شتى من الكلمات الشاجبة وربما اللاعنة دون أن يوفوا بوعودهم بحماية المستضعفين في الأرض، ولو بخطوة واحدة تعيد إليهم ماء الحياء الذي افتقد منهم بعد أن ضاع بيت المقدس من بين أيديهم منذ الـ 64عاما!
لا فرق بين الرئيس الأميركي أوباما والزعماء العرب، فقد كاد أن يكون عربيا، قاب قوسين أو أقرب، لولا أن حالت اللغة عائقا دون انضمامه إلى بني يعرب!

مضحك أن ترى الرئيس أوباما، يتوعد ويهدد بالرد على انتهاكات حقوق الإنسان في بقاع العالم، خذ من فخامته أطنان من التصريحات الكثيرة والمتتالية دون أن ترى شيئا منها قد ترجم على الأرض!
كم هو تعيس الناخب الأميركي حين قاده حظه العاثر إلى التصويت للساسة الثرثارون، معتقدا أنهم أمل الأمة وبهم تنهض إلى المرتبة الأولى في المحافظة على قيمها الإنسانية، وإذا به يُصدم مما يراه من تناقض صريح وواضح في أفعالهم، التي خالفت ما وعدوا به قبل انتخابهم!

صحيح أن السياسة لعبة قذرة، وأن السياسة الأميركية تسلك هذا الطريق منذ ستة عقود من الزمن، وتسير حسب بوصلة مصالحها، سياسة تفتقر إلى القيم الأخلاقية، كالمتاجرة الفاضحة بالمبادئ والمثل العليا، والتي لطالما صمّ السياسيين في واشنطن آذان ناخبيهم بها على الدوام وزعمهم التمسك بها حتى ولو كلفهم ذلك غاليا!
ولو نظرت إلى ملفاتهم الواحد تلو الآخر، لوجدت الفضائح المخزية، من أكاذيب ورشاوى وانتهازية ووقاحة في تعاملاتهم، فهل نتوقع من هكذا ساسة دعما للمبادئ ورفعا للظلم عن الإنسانية؟!
العم سام لم يثبت قط أنه أهل للمصداقية والثقة، بل أثبت العكس، كاذب ومخادع، ولست أنا من يقول ذلك، وإنما تاريخه المليء بالسواد الكالح، والملفات التي يعف عن ذكرها مداد قلمي!   

السابق
حماس وإخوان مصر ينفيان اتهامات إسرائيلية بالوقوف وراء إطلاق صواريخ من سيناء
التالي
حزب الله يدرك أن نظام الأسد سيسقط قريبا !!