الشرق الأوسط: منسق الأمم المتحدة تفقد عرسال وشدد على وقف الخروقات السورية للأراضي اللبنانية

استدعت التطورات الأمنية المتلاحقة على حدود لبنان مع سوريا، لا سيما بمنطقة عرسال، تحركا من المنسق المقيم لنشاطات الأمم المتحدة في لبنان روبرت واتكنز، الذي زار أمس بلدة عرسال الحدودية، واطلع ميدانيا على المواقع التي كانت عرضة لخروقات الجيش السوري على مدى الأشهر الماضية والتي تزايدت وتيرتها في الأيام الأخيرة قتلا وخطفا وجرحا طاول عشرات المواطنين اللبنانيين.

وتفقد واتكنز أمس بلدة عرسال وقام بجولة على الحدود مع سوريا، واستمع إلى شروحات الأهالي وشكاواهم، وبعد الجولة عقد مؤتمرا صحافيا في دار بلدية عرسال تحدث فيه عن جولته إلى المنطقة والتي شملت أيضا زحلة والجديدة وبعلبك، وتناول الخروقات على الحدود اللبنانية – السورية، فقال "تتابع الأمم المتحدة عن قرب التطورات الحاصلة في البلدة (عرسال)، وخصوصا على الحدود مع سوريا، ونعمل للحد من هذه الخروقات ومساعدة لبنان في هذا الموضوع".
وإذ نقل "استنكار الأمم المتحدة لعمليات الخطف والأحداث الأمنية التي جرت في المنطقة". شدد المسؤول الأممي على "ضرورة ضبط الحدود وترسيمها". بعدها جال واتكنز على مراكز النازحين السوريين في عرسال والتقى العائلات واطلع على مشاكلهم عن كثب، وأكد "العمل على تأمين المساعدات اللازمة للاجئين السوريين نعمل من غذاء وصحة".

أضاف واتكنز "لا نتوقع انتهاء الأزمة السورية قريبا، والأمم المتحدة حريصة على مساعدة السلطات اللبنانية لتأمين الحاجات الإنسانية للنازحين".
وعلق عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح على زيارة واتكنز إلى عرسال، فرأى أن "الخروقات السورية المتكررة والتي أدت إلى استشهاد مواطنين وخطف وجرح آخرين، أثارت على ما يبدو قلق الأمم المتحدة التي أوفدت ممثلها لدى لبنان لاستطلاع الوضع".

وأوضح الجراح في اتصال مع "الشرق الأوسط"، أنه "بعد ترويج مزاعم النظام السوري بوجود أعداد كبيرة من عناصر الجيش السوري الحر في جرود عرسال، جاءت زيارة المسؤول الدولي لتدحض كل هذه المزاعم". وقال "نحن سعداء بمجيء ممثل الأمم المتحدة إلى المنطقة لإطلاع المجتمع الدولي على حقيقة الأمور"، معتبرا أن "الأمم المتحدة الآن في مرحلة استكشاف وجمع المعلومات حول ما يجري على حدود لبنان مع سوريا"، مؤكدا أن "هناك استهدافا متعمدا لبلدة عرسال لكونها حاضنا أساسيا للنازحين السوريين، إن لم يكن هناك مشروع أكبر وهو حلم الدولة العلوية التي يعمل نظام بشار الأسد على إقامتها، وهو يحتاج إلى الربط الجغرافي بينها وبين منطقة بعلبك الهرمل ويعتبر عرسال نقطة تعيق هذا المشروع".

إلى ذلك، وجه عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، استجوابا إلى الحكومة اللبنانية عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، بسبب "إصرار الحكومة اللبنانية على سياسة النأي بالنفس عن مصالح اللبنانيين واقتصادهم على الرغم من تكاثر اعتداءات الجيش السوري على السيادة اللبنانية اقتحاما وخطفا وقتلا وتدميرا".
ولفت إلى أنه "عرض بشكل مقتضب لما تتعرض له الأراضي اللبنانية من اعتداءات مسلحة تنطلق من الأراضي السورية وترافق ذلك مع اتهام لبنان وتنظيمات سياسية، أمام مراجع دولية، بإيواء منظمات إرهابية والتدخل في الشأن السوري دون أن يرف جفن للحكومة اللبنانية التي تنأى بدورها عن الحقيقة وعن مصالح وسيادة لبنان"، مطالبا رئيس الحكومة بـ"تحديد الإجراءات للتنسيق بين وزرائه لتقييم موحد حول موضوع (القاعدة) في لبنان وما اتخذ لحماية المناطق اللبنانية كافة، وتحديد الإجراءات التي طلبها من وزير خارجيته عدنان منصور للرد على السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري"، مشددا على "تحديد ما إذا كان هناك تسريب تقارير عن أجهزة لبنانية لدول أجنبية وكيفية منعها، وتحديد الإجراءات لتوثيق الاعتداءات التي حصلت من الأراضي السورية على اللبنانيين وممتلكاتهم وأسباب تأخر وزير الخارجية بإبلاغ الأمم المتحدة بها، إضافة إلى تحديد الإجراءات التي اقترحت لحماية الأراضي اللبنانية والمواطنين اللبنانيين من الاعتداءات المذكورة".  

السابق
الحياة: اعلان بعبدا ينأى بنفسه عن مقاربة السلاح بحثا عن صيغة لتنظيم الاختلاف
التالي
اللواء: كلينتون تبلغ ميقاتي دعم الإجراءات المصرفية وتشريع الإنفاق المالي قبل نهاية الشهر والتيار العوني يهدّد حلفاءه بدفع الثمن عن قانون المياومين!