الاخبار: إقرار إنفاق الـ 2012 وإشادة أميركيّة بالحكومة

تلقّت الحكومة أمس جرعة دعم أميركية ترافقت مع ثناء على إعلان بعبدا والمهمات التي يتولاها الجيش وإشادة بالتعاون مع مصرف لبنان، في وقت أقرّ فيه مجلس الوزراء سلفة إنفاق عام 2012، فضلاً عن التقدم على صعيد التعيينات الإدارية

انعكس التفاهم الحكومي انفراجاً على أزمة الإنفاق، حيث وافق مجلس الوزراء خلال جلسة قصيرة انعقدت في قصر بعبدا أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، على إعطاء وزارة المال سلفة خزينة بقيمة 10394 مليار ليرة لبنانية لتغطية إنفاق عام 2012 ومشروع قانون بفتح اعتماد إضافي لتغطية هذا الإنفاق، إضافة إلى الإنفاق الملحوظ في الموازنات الملحقة بحيث يصبح المجموع 11561 مليار ليرة.
كذلك وافق المجلس لوزارة الداخلية والبلديات على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للانتخابات الفرعية في الكورة المقررة في الخامس عشر من تموز المقبل.
وبسبب سفر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى البرازيل الأسبوع المقبل، تقرر عقد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء بعد ظهر يوم الأربعاء في 27 حزيران الجاري في القصر الجمهوري لبحث مشروع الموازنة، على أن يستكمل البحث في الفترة الفاصلة في بنود التفاهم الحكومي.
وكان ملف الموازنة بحث في الاجتماع الوزاري الذي انعقد في السرايا الكبيرة وضمّ ميقاتي والوزراء علي حسن خليل ومحمد فنيش وجبران وباسيل وانضم إليه الوزيران غازي العريضي ووائل أبو فاعور. كذلك فتح المجتمعون ملف التعيينات، الأمر الذي اعتبرته أوساط حكومية إشارة إيجابية إلى حلحلة العقد التي تؤخر إنجازها.
وبالرغم من قصر مدة الجلسة واقتصارها على القرارين المالي والانتخابي، عرض الرئيس سليمان لموضوع الحوار والشؤون الأمنية والاقتصادية. ووصف إعلان بعبدا بأنه مهم جداً، معتبراً أن أبرز ما تضمنه «أنه لم يعد في مقدور أحد اتهام الآخر بأنه يدخل لبنان في محور معين وتلقّي أوامر منه، وفي المقابل لا أحد يودّ إنشاء منطقة عازلة لتهريب السلاح والمسلحين»، مضيفاً أنه «في حال نفذنا هاتين النقطتين نكون قد أنزلنا عن كاهلنا متاعب الشتائم والكلام المهين والتخوين المتبادل». وأعلن أنه «نظراً للحوادث الأمنية المتكررة، بما فيها حجز حريات المواطنين، ثم الإفراج عنهم، قام الجيش بتركيز نقطتين على الحدود وبسط سلطة الدولة».
بدوره أطلع ميقاتي المجلس على مضمون الاتصال الهاتفي الذي تلقّاه من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، مشيراً إلى أنها «أكدت دعم الحكومة ودعم الخطوات التي اتخذت في جلسات الحوار»، حسبما قال وزير الإعلام وليد الداعوق بعد الجلسة.
ولم تقتصر جرعة الدعم الأميركية على الحكومة، بل شملت أيضاً الجيش والقطاع المصرفي، إذ أثنت كلينتون «على المهمات التي يتولاها الجيش اللبناني»، مشيدة «بالتعاون القائم بين مصرف لبنان ووزارة الخزانة الأميركية».
بدوره، عبّر ميقاتي عن «شكره للوزيرة كلينتون على اتصالها»، مؤكداً «ضرورة وأهمية التعاون بين بلدينا، خصوصاً استمرار الدعم اللوجستي للجيش اللبناني». على خط آخر، ردّت أوساط الرئيس ميقاتي على حملة «قوى 14 آذار» على موقف رئيس الحكومة الذي وصف فيه سلاح المقاومة لمواجهة إسرائيل بأنه مقدس. وأكدت الأوساط أن ميقاتي لا يخجل بأي موقف داعم للمقاومة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، وتمنّت على «قوى 14 آذار»، «خصوصاً تيار «المستقبل»، تنشيط ذاكرتهم لأنهم نسوا، على ما يبدو، أن أول من أسهم في تشريع سلاح المقاومة دولياً هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري».

الفاتيكان يؤكد زيارة البابا

وتزامن الدعم الأميركي مع تبديد الفاتيكان اللغط الذي حصل بشأن إمكان إلغاء زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان في شهر أيلول المقبل، ربطاً بالأحداث السورية. فقد أكد المتحدث باسم الكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي أن الزيارة ما زالت مقررة وتجري التحضيرات لها بنشاط، بالرغم من الأزمة السورية. وقال: «الكرسي الرسولي يقوم بكل ما يجب لكي تتم الزيارة كما هو مقرر، من 14 إلى 16 أيلول»، مشيراً إلى «أن المستقبل ليس بين أيدينا».
من جهة أخرى، دعا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار إلى قمة إسلامية ـــ مسيحية بعنوان «كيف يصنع المسلمون والمسيحيون السلام»، في قاعة الرئيس رفيق الحريري التابعة لمسجد محمد الأمين في ساحة الشهداء، العاشرة قبل ظهر الاثنين المقبل. ويشارك في القمة البطريرك الماروني بشارة الراعي، وفد يمثل الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان برئاسة الكاردينال توران، وفد من الكنيسة الإنجيلية يرأسه رئيس أساقفة الولايات المتحدة الأميركية المطران جان شين، ووفد الطائفة الشيعية برئاسة الشيخ محمد تسخيري، ودار الفتوى في طرابلس ولبنان بالتنسيق مع الأزهر الشريف.

سيدا: لا علاقة لنا بخطف اللبنانيين

من جهة أخرى، وفي موضوع المخطوفين اللبنانيين في حلب، أكد رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا أن «لا علاقة لنا بالخاطفين، لكننا حاولنا المساعدة من خلال بعض القنوات». ورأى في حديث إلى محطة «ال. بي. سي.» أن «هناك تصريحات من حزب الله عقّدت موضوع إطلاق سراحهم»، داعياً إلى إطلاق سراحهم «لأنها محنة إنسانيّة».  

السابق
الراي: أهالي المخطوفين اللبنانيين طالبوا الصليب الأحمر بنقل رسائل منهم
التالي
سلفية تونس وثورتها