النهار: جدل أميركي – روسي حول تسليح سوريا

مع تصاعد العمليات العسكرية واتساعها في سوريا، تراجعت حظوظ انقاذ خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، وبدت البلاد مهيأة اكثر لدخول مرحلة جديدة من الازمة وخصوصا مع اعلان ناشطين ان مقاتلي المعارضة يستعدون لتصعيد القتال ضد القوات النظامية مستفيدين من حصولهم على اسلحة جديدة مهربة ومن التقاط الانفاس في ظل وقف النار الهش الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان الماضي. ورفضت الحكومة السورية التي اعلنت "تطهير" مدينة الحفة في محافظة اللاذقية من مقاتلي المعارضة، التوصيف الذي أطلقه وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس على الوضع في سوريا بانه حرب اهلية وقالت ان ما يجري هو "كفاح لاستئصال آفة الارهاب"، ودعت المراقبين الدوليين الى زيارة المدينة بعدما كانوا منعوا من هذه الزيارة الثلثاء.
في غضون ذلك، أعلن "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان اعمال العنف والمعارك في سوريا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين اسفرت عن مقتل 50 شخصا بينهم 40 مدنياً.
واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي زار طهران ان مبيعات الاسلحة لسوريا لا تنتهك الاتفاقات الدولية، وقال ان واشنطن تبيع اسلحة "في المنطقة" بعدما كان ورد خطأ في الترجمة الفارسية لتصريحه بأن الولايات المتحدة تبيع المعارضة السورية أسلحة الامر الذي نفته الادارة الاميركية. وكررت موسكو تمسكها بخطة انان وباقتراح عقد مؤتمر دولي لمناقشة الازمة السورية.

الموقف الأميركي
ونفت الولايات المتحدة بشدة اتهامات روسيا بانها تزود المعارضة السورية أسلحة، وجددت مطالبتها موسكو بوقف تسليح النظام السوري الذي يستخدم هذه الاسلحة ضد المدنيين، في وقت قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون: "نعتقد ان الوضع في سوريا يسير في اتجاه الحرب الاهلية، وان الوقت قد حان للجميع في المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا وجميع أعضاء مجلس الامن لان يخاطبوا الاسد بصوت واحد وان يصروا على وقف العنف، وان يعملوا مع كوفي انان للتخطيط لعملية انتقالية".
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن الرئيس باراك اوباما سوف يناقش مع المسؤولين الروس خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى المقرر عقدها قريبا في المكسيك الوضع في سوريا. واسترعى الانتباه ان البيت الابيض تفادى وصف الوضع في سوريا بأنه يشكل حربا اهلية كما فعلت فرنسا ومسؤولون في الامم المتحدة، إذ قال كارني: "ليس مهما ان نشارك في مناظرة حول الاوصاف، ما نعلمه هو انه اذا لم نتحرك بسرعة في مجلس الامن وفي المحافل الاخرى ومن خلال مؤتمر اصدقاء الشعب السوري لمساعدة الشعب السوري لتحقيق العملية الانتقالية التي يستحقها، عندها من الممكن ان تدخل سوريا في حرب طائفية يمكن ان تعبر الحدود، ويمكن ان تثير اضطرابات في المنطقة وان تورط دولا اخرى في نزاع بالوكالة سيلحق الاضرار ليس فقط بدول المنطقة بل بالعالم".
وقالت كلينتون التي كانت تتحدث الى الصحافيين بعد لقائها نظيرها الهندي ان موسكو "تواصل" شحنات الاسلحة الى سوريا، "وحضضنا الحكومة الروسية مرارا على قطع هذه العلاقات العسكرية فورا". ولاحظت ان روسيا تقول دوما انها ليست متعلقة بالاسد وان لها مصالح حيوية تريد صونها في المنطقة، ورأت انه اذا واصلت موسكو دعمها لنظام الاسد "فانها ستضع كل هذه المصالح في خطر اذا لم تتحرك بطريقة بناءة أكثر".
واضافت: "أود ان أشدد على ان الولايات المتحدة لم تزود المعارضة السورية أسلحة. اطلاقا، وكل دعمنا انحصر في الدعم الطبي والانساني للمساعدة على تخفيف معاناة الشعب السوري، وقدمنا مساعدات من هذا النوع بقيمة 52 مليون دولار حتى الان". كما قدمت حكومتها معدات "غير قتالية الى المعارضة، تشمل اجهزة اتصال". وأكدت انها لا تريد الدخول في جدل علني مع لافروف "الذي أعمل معه في قضايا عدة دورياً، وأود أن أحضه على ان نلبي طلب انان وان نتعاون على تطبيق خطته، بما في ذلك اطار العملية الانتقالية" الى سلطة جديدة.
وبعدما ذكرت ان ادارة الرئيس اوباما تتعاون مع روسيا في قضايا خارجية عدة قالت: "نحن نختلف على سوريا، وهي ليست المسألة الوحيدة التي نختلف عليها، لكنها مسألة تتعلق بقتل الناس في كل يوم، وحيث العنف يتصاعد والحكومة تشن هجمات وحشية على المدنيين العزل بمن فيهم الاطفال. نحن نختلف معهم…”. وجددت مطالبة المجتمع الدولي بتوجيه رسالة واضحة الى الاسد بأن عليه المشاركة في انقاذ بلاده من الوقوع في عنف اكبر. وخلصت الى انها لا تزال تأمل في امكان قيام انان بتشكيل من الدول والمنظمات الدولية لاحراز تقدم. وفي هذا السياق أبدت قلقها على بعثة المراقبين الدوليين الذين تعرضوا للخطر ولهجمات الاسبوع الماضي.
ونفى الناطق باسم البيت الابيض ان تكون واشنطن زوّدت المعارضة السورية اسلحة مع رفضها تزويد نظام الاسد اسلحة لان ذلك يزيد قدراته على اللجوء الى العنف ضد شعبه، وكرر الدعوة الى اشاعة المناخ الذي يسمح بعملية انتقالية سياسية الى مرحلة جديدة، قائلاً انه "لا مكان للأسد في العملية الانتقالية… لأنه تخلى منذ زمن عن فرصته لان يكون جزءاً من العملية الانتقالية". واضاف: "ان التاريخ سيعتبر الاسد طاغياً وحشياً، وقاتلاً لشعبه، ولذلك لن يكون له مكان في المستقبل الذي يرغب فيه الشعب السوري ويستحقه".

لاجئون الى تركيا
* في اسطنبول، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية التركية طلب عدم ذكر اسمه ان نحو 2500 سوري فروا من اعمال العنف المستمرة في بلادهم ووصلوا الى تركيا خلال اليومين الاخيرين. وقال ان عدد النازحين السوريين الموجودين في مخيمات اقيمت في جنوب تركيا بلغ الاربعاء 29 الفا و500 شخص، وان نحو 1500 نازح وصلوا خصوصا خلال الساعات الـ24 الاخيرة.

راسموسن
* في سيدني، رأى الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان تدخلا عسكريا اجنبيا في سوريا "لن يكون الطريق الصحيح". وقال: "ليست هناك اي خطط حاليا" لشن عملية للحلف في سوريا. واعتبر ان فشل مجلس الامن في التوصل الى اتفاق لتشديد الضغط على دمشق "خطأ جسيم"، وان في وسع روسيا الاضطلاع بـ"دور اساسي" من اجل وقف العنف واعادة السلام الى سوريا.   

السابق
السفير: سوريا ترفض مصطلح الحرب الأهلية.. والغرب يسوّقه
التالي
سامي: لا نريد الغاء الآخر