السفير: سوريا ترفض مصطلح الحرب الأهلية.. والغرب يسوّقه

أثار استخدام مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو توصيف «الحرب الأهلية» على الأحداث في سوريا والذي رفضته دمشق كما المعارضة السورية، قبولا غربياً سريعاً تمثل في عدد من التصريحات التي تصدرتها باريس مجددة الدعوة إلى إدراج خطة كوفي أنان ضمن الفصل السابع.
لكن مؤشرات عديدة رجحت في الوقت نفسه، توجها أوروبيا وعربياً نحو مزيد من المرونة إزاء إصرار موسكو على إشراك إيران في مؤتمر دولي تعتزم عقده لحل الأزمة السورية.
ورسّخت موسكو أمس، خلال زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف طهران «حلفاً قويا» مع إيران، وشبه تطابق إزاء الملف السوري، بإعرابها عن تمسكها بمشاركة ايران وإعلانها عن المزيد من تفاصيل مبادرتها، فيما رفضت اتهامات واشنطن لها بتسليح النظام السوري. أما إيران فتحدثت عن مخططات عسكرية وإعلامية تحاك ضد سوريا، مؤكدة «جاهزية محور المقاومة».

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «ينبغي اللجوء الى الفصل السابع لجعل بنود خطة أنان إلزامية»، وأضاف «نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في اتخاذ هذا الإجراء سريعا». ويتيح الفصل السابع فرض إجراءات على بلد معين تحت طائلة العقوبات وصولا حتى الى استخدام القوة. وأضاف الوزير الفرنسي «سمعنا حتى الصين تعرب عن قلقها البالغ. ينبغي إذاً ان يتحرك مجلس الامن بسرعة قصوى ويدرج تحت الفصل السابع بنود خطة انان تحت طائلة عقوبات قوية جدا». واعتبر فابيوس ان الوضع في سوريا يمكن وصفه بأنه «حرب اهلية»، مجددا دعوته الى انهاء «نظام القتلة» برئاسة بشار الأسد.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين في كابول بأن «سوريا على حافة الانهيار او على حافة حرب أهلية طائفية دامية. وبالطبع هناك مجال للنقاش حول ماهية الحرب الاهلية الشاملة». وأضاف «وبالفعل هناك العديد من مواصفات الحرب الأهلية».

وقال هيغ إن من مصلحة روسيا دعم خطة السلام التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربي كوفي أنان. وأضاف «حتى لو تم منح الرئيس الأسد حرية ارتكاب جرائم فظيعة، فلن يعود الى السيطرة على الوضع في سوريا، وبالتالي فإنه ليس خيارا بين خطة أنان من جهة وتقوية نظام الأسد لنفسه من جهة اخرى». وتابع قائلا «انه خيار بين تطبيق خطة انان وزيادة الفوضى». كما جددت وزيرة الخارجية الاميركية دعوة روسيا لوقف إمداد سوريا بالأسلحة قائلة إن البلد «ينحدر باتجاه حرب أهلية».
ومن جهته، قال الأمين العام لحلف الـ«ناتو» اندرس فوغ راسموسن الذي يقوم بزيارة دبلوماسية الى أوستراليا انه ليس واثقا ما اذا كان من الممكن وصف الوضع بحرب أهلية «من وجهة نظر قانونية». وتابع «لكن من المؤكد ان الوضع في سوريا خطير جدا وشهدنا فظاعات ارتكبها النظام والقوات الموالية له» مؤكدا «أنني أدين بشدة هذه الأعمال».

وأكدت دمشق ان البلاد لا تشهد حربا اهلية بل تكافح «الارهاب»، وذلك ردا على تصريحات لمسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو. وذكر البيان ان سوريا «لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الارهاب ومواجهة القتل والخطف… وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة».
واعتبر بيان وزارة الخارجية السورية ان الحديث عن حرب أهلية في سوريا «لا ينسجم مع الواقع ويتناقض مع توجهات الشعب السوري» مؤكدا ان ما يجري في البلاد «حرب ضد مجموعات مسلحة اختارت الإرهاب طريقا للوصول إلى أهدافها وتآمرها على حاضر ومستقبل الشعب السوري».

ورفضت «الهيئة العامة للثورة السورية» وصف التدهور الامني في سوريا بأنه «حرب اهلية». واعتبرت الهيئة في بيان ان ما قاله لادسو «لا يعبر عن صورة الأحداث الجارية ولا يعبر عن الشعب السوري» وثورته «السلمية». وانتقدت الهيئة التصريح معتبرة انه «مساواة بين الضحية والجلاد وتجاهل لمجازر النظام الأسدي وطمس لمطالب الشعب السوري المشروعة بالحرية والكرامة».

المبادرة الروسية
وقال مصدر مطلع على أجواء زيارة لافروف طهران لـنا إن الضيف حمل رسالة مفادها أن «الرئيس بوتين خلافا لسابقه ديميتري ميدفيديف ينظر لإيران على أنها دولة إقليمية يمكن أن تشكل حليفا قويا لموسكو» مع تأكيد القيادة الروسية أنها «ليست مستعدة للتخلي عنها» في وجه الضغوط الغربية والأميركية المتزايدة ضدها أو الراغبة في عزلها.
وأكد لافروف إصرار موسكو على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي بشأن سوريا. وأكد في الوقت نفسه عدم مشاركة الجانب السوري في المرحلة الأولى من المباحثات. وأوضح لافروف قائلا «فكرتنا هي دعوة جميع اللاعبين الرئيسيين الى عقد مؤتمر دولي وفي حال انعقاده سيلتحق الجانب السوري في ما بعد. ومن المتوقع مشاركة حوالي 15 دولة، عليهم جميعاً تأكيد تأييدهم لخطة أنان وتنفيذها وذلك عن طريق استخدام كل لاعب دولي نفوذه مع الجهة السورية التي يمكن أن يؤثر عليها وإجبار جميع السوريين على إيقاف العنف كما هو منصوص عليه في بنود خطة كوفي أنان السلمية وقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة».
وردّ لافروف على اتهامات واشنطن لروسيا بتسليح سوريا وخاصة بالمروحيات القتالية، مؤكدا عدم اختراق بلاده لأية قوانين دولية، ومتهما واشنطن بتسليح أطراف «في المنطقة».

 

السابق
انفجار في عين الحلوة بسيارة الأحمد
التالي
النهار: جدل أميركي – روسي حول تسليح سوريا