زهرا: الفريق الآخر استعمل طاولة الحوار لتبديد مشاكله

أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث الى فضائية LBC، ان "الجيش اللبناني لم ينسحب من عكار، وانه لم يطلب ان يسحب الجيش من هناك، وردة الفعل الغاضبة على مقتل الشيخين تم احتواءها خلال ساعات، وقد كنا في طليعة الرافضين لردة الفعل هذه لانه لم يكن لدينا، وليس لدينا اليوم، ولن يكون لدينا رهان بديل على مؤسسة غير الجيش اللبناني لضبط الامن".

اضاف: "اننا وقبل ان تبدأ الازمة في سوريا، نادينا بضبط الحدود اللبنانية – السورية في الاتجاهين، وبعد بدء الاحداث في سوريا والحديث عن تهريب السلاح، دعونا الى تكليف الجيش بالتواجد على الحدود ومنع التهريب والتسلل في الاتجاهين".

وأكد ان "الكلام عن تهريب سلاح منظم من لبنان غير صحيح، وكل ما يجري هو عمليات تهريب صغيرة من قبل تجار صغار اعتاشوا طوال حياتهم من هذه المهنة".

وعن كلام الوزير السابق سليمان فرنجية لصحيفة يومية حول 5 بواخر سلاح، وصف كلامه بأنه "غير صحيح ومعطياته غير صحيحة"، وكشف ان "قوى حليفة لحزب الله انزلت مستوعبات اسلحة في الشمال، ولذلك اتخذ قرار بعدم السماح لبواخر تحمل مستوعبات بالتوجه الى موانئ الشمال".

ورأى ان "كل ما صدر عن طاولة الحوار لا علاقة له بالبند الوحيد الباقي للنقاش على الطاولة، والبيان الصادر هدفه تطمين الناس وانقاذ الموسم السياحي، وأكد ان الاستقرار من مسؤولية الحكومة اللبنانية التي اتهمها ب"أنها متواطئة وان كل ما يحصل هو نتيجة فشلها وعجزها، ولهذا نحن نطالب باستقالتها".

وذكر انه "قبل دعوة رئيس الجمهورية الى انعقاد طاولة الحوار، قامت قوى 14 اذار ببعض النشاط السياسي الذي انتهى ببيان عن لقاء في بيت الوسط، تكلمنا فيه عن ضرورة ذهاب هذه الحكومة بعد الحائط المسدود الذي وصلت اليه في كل سياساتها، وبعد ما رأيناه من تواطئ بعد الرسالة – الوثيقة التي قدمها مندوب سوريا الدائم في الامم المتحدة الجعفري، والتي اقتصرت الردود عليها بقليل من العتب من رئيس الحكومة وكلام اوضح من رئيس الجمهورية، ولكن دون رد رسمي من الحكومة اللبنانية".

اضاف: "ان اجتماع بيت الوسط خرج برؤية تقول انه يجب ان تستقيل هذه الحكومة وتشكيل اخرى حيادية تسير شؤون البلد وتشرف على الانتخابات النيابية، وتؤمن لها ظروف الشفافية، وبعد تشكيل هذه الحكومة يصبح من الطبيعي الدعوة الى الحوار الذي تواكبه هذه الحكومة برعاية فخامة الرئيس"، وقال: "بعد ساعتين فاجأتنا دعوة الرئيس الى الحوار، واربكتنا لانها دعوة كريمة من رئيس البلاد الذي نعرف نواياه الطيبة وحياديته واصراره على محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه".

وشبه جلسة الحوار بالاوراق الواردة في مطلع جلسة مجلس النواب حيث كل واحد يفتح على حسابه، في حين انها طاولة استثنائية لمواضيع استثنائية وهي وضعت جدول اعمال بقي منه الاستراتيجية الدفاعية والسلاح، وحزب الله ليس في وضع مقرر فيه الكلام عن سلاحه ووضعه على الطاولة، وذكر ان "القوات" قدمت تصورا لا يتضمن ان يعرف احد اين هوالسلاح، بل فقط تعطى الامرة للحكومة اللبنانية، بواسطة قيادة الجيش، فرفض الحزب مجرد مناقشته".

وعرض لما جرى قبلا على طاولة الحوار، وكيف تشكلت لجنة تقنية من ضباط متقاعدين عن كل الافرقاء فلم يحضر مندوب حزب الله ولم يسموا حتى مندوبا عنهم".

وعن الازمة السورية قال: "ان 51% من الشعب السوري شاركوا في الانتخابات الاخيرة باعتراف النظام، بعد ان كانت النسبة 99% سابقا، وهي جرت في يوم عمل اجبر فيه كل الموظفين على المشاركة، وهذا يدل على مدى شعبية النظام الذي ركب اجهزته منذ 40 سنة وليس بالسهولة ان ينشق الجيش بسرعة ولكن السؤال: من اين وجد الجيش الحر؟ ويبقى الاهم ان لدى هذا النظام معدل عشرات القتلى يوميا ويوميا هناك استعادة للاشتباكات في كل المناطق؟

ورأى ان الرهان على عودة الثنائية القطبية مجاف للواقع، لان روسيا وضعت شروطها في مرحلة الانتخابات في الولايات المتحدة وفرنسا وانشغال الغرب، وهناك كلام عن حل على الطريقة اليمنية وانتقال سلمي للسلطة، وقال: "اننا نتعاطف مع اي شعب يتوق الى الحرية والديمقراطية، والنظام السوري يواجه شعبه بالقتل والقمع وهو قام بواجباته معنا على مدى 40 سنة".

وعن الدعوة الى مؤتمر تأسيسي، رأى انه عندما يتحدث البعض عنه وكأنه يتكلم عن شيء غير قائم في الاساس او ان هناك شيئا صار متهالكا وهناك حاجة لهدمه والتأسيس على انقاضه، ونحن نظرتنا للبنان ما بعد الطائف، اي الجمهورية الثانية، انها قائمة بالاسس الدستورية والقانونية ومبدأ الشراكة والتوازن والمناصفة، ويبقى ان نزيل من امامها عائق الدويلة التي تمنع قيام الدولة، الذي هو سلاح حزب الله، وليس الحزب الذي هو مكون اساسي لبناني لا يمكن تجاوزه".

اضاف: "اننا لم نستطع ان نرى في الدعوة للتأسيس الا نوعا من انكار وجود هذا الموجود، وهو الامر الذي نرفضه لاننا لسنا مستعدين لاعادة النظر في موضوع الشراكة والتوازن والمناصفة، ونحن نتصدى لمشروع المثالثة بالتمسك باتفاق الطائف القائم على الشركة الاسلامية – المسيحية ووقف العد لان لبنان تجربة يجب ان تستمر".

وختم: "ليس هناك امر يمكن ان نجلس ونتحاور فيه مع حزب الله، الا موضوع مرجعية الدولة"، وسأل: "لماذا يحاولون ان يفرضوا علينا الجلوس على الطاولة والتأسيس من جديد في ظل وجود السلاح؟ هذا ما نرفضه ونراهن على حقنا وفي النهاية لا يصح الا الصحيح".

وفي حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، اعتبر النائب زهرا ان "بيانا لمجلس الوزراء كان يمكن أن يكون أشد وقعا من هذا البيان الذي صدر عن طاولة الحوار، فالجلسة لم تتأخر لتظهر حقيقتها على اللبنانيين اذ ان البيان لم يتطرق الى السلاح وهو أحد البنود الرئيسة والأولية"، مشددا على انه "لا يجوز المزح الى هذا الحد مع اللبنانيين وتأسيسا على اليوم لا نتوقع ان تكون الجلسة المقبلة للحوار في 25 الحالي مجدية".

وقال: "كل ما تم إنجازه في هذا الحوار هو نقل مسؤولية المشاكل من الحكومة الى طاولة الحوار، وقد استعمل الفريق الآخر هذه الطاولة لتبديد مشاكله وتوزيعها على كل الأفرقاء من الموالاة والمعارضة وللأسف أنه نجح في ذلك".

ولفت الى ان "سمير جعجع استقبل نحو 15 سفيرا من الدول الأوروبية والعربية يوم اتخاذ قرار عدم المشاركة في الحوار وكان موضوعهم جميعا هو التشديد على مشاركة "القوات اللبنانية" بالحوار وكان قرارنا صعبا جدا ولكننا بقينا صريحين مع أنفسنا".

واضاف: "نبقي على علاقتنا مع الرئيس ميشال سليمان ولكننا كنا نتمنى عليه لو راجع قوى "14 آذار" في المشاركة بطاولة الحوار قبل الدعوة اليها"، مؤكدا ان "الرئيس نجيب ميقاتي يسعى بكل ما في وسعه للبقاء في السلطة ورفع المسؤولية عنه في كل المشاكل التي تواجهه وتواجه حكومته"، ورأى انه "على ميقاتي ان يقتنع انه ينتحر وينحر البلاد معه وللأسف انه تم تمييع المشكلة الأساسية في الحوار اليوم وهي استمرار الحكومة وتواطئها مع القوى المهدمة لأساسات الدولة".

وتابع: "ليس لدينا رهان غير الجيش اللبناني، وأؤكد ان وسائل "14 آذار" هي اعتماد الديمقراطية والسلم والسياسة للسعي الى تدعيم الدولة والوثيقة الإنقاذية المقدمة الى الرئيس سليمان من قبلنا، ورغم كل أخطائنا حققنا خطوات وتغييرات تاريخية بترسيخ عقيدة لبنان أولا".

من ناحية أخرى، أكد انه في ما خص علاقة "القوات اللبنانية" بالبطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي، "فنحن في مرحلة اعادة تطبيع العلاقة بيننا وصاحب الغبطة لم يكن مصرا على وجهة النظر التي اختلفنا معه عليها، ولسنا نحن من يتبنى القطيعة مع مرجعيته الدينية"، مشددا على ان البطريرك "لا يلزم الأطراف المسيحية السياسية برأيه والموقف السياسي يبقى مختلفا عن الموقف الإرشادي والديني".

وعن الوضع السوري ودعم "القوات اللبنانية" للثورات العربية وخصوصا في سوريا، قال: "نحن نسعى لأن تتحقق الديمقراطية ولسنا نحن من يقرر من يحكم سوريا، فاذا التحق سليمان فرنجية مثلا بحاكم مستبد في فترة معينة من الزمن لتقوية نفسه، فهذا لا يعني انه هو من اختار الأسد ليحكم سوريا"، مؤكدا انه "عندما تتحرك الشعوب لتحقيق الديقراطية فلا يمكن ان ترجع الى الوراء، واذا حكم المسلمون في الفترة الاولى من تغيير الحكم، فلأنهم اكثر تنظيما من التيارات الأخرى، والشعب الحر لن يسمح لهم باعادته الى العقود الظلامية".

كما أعلن ان "القوات اللبنانية" ستعلن خلال يومين عن مرشحها في الكورة خلفا للنائب الراحل فريد حبيب، وسيكون من صفوفها وسيختار ضمن الآلية الديمقراطية الحزبية بعد استكمال نقل الآراء من المنطقة والتباحث في ملفه، مشددا على ان "وضعنا مريح جدا وسنحظى بدعم كامل من مناصري "14 آذار" في المنطقة".   

السابق
وهاب: “النسبية” ستمر في مجلس الوزراء
التالي
حنا غريب: الامتحانات الرسمية انطلقت وانطلقت معها مقاطعة تصحيح تلك الامتحانات