ما الفرق بين مرسي وشفيق؟

بعد أيام سيضطر الشعب المصري الى انتخاب رئيس للجمهورية من بين أحد المرشحين محمد مرسي الذي يمثل الاخوان المسلمين و شفيق أحد ذيول النظام القديم، ومن سيختار مرسي يبرر اختياره بخوفه من عودة النظام القديم بقناع جديد، ومن سيختار شفيق يبرر بخوفه من قيام الدولة الدينية وضياع الدولة المدنية.

والواقع أن كلا المرشحين يدعم حرية السوق المرتبطة بالرأسمالية العالمية، ونجاح أي منهما لن يقود مصر الى طريق التطور السياسي والاجتماعي المنشود وهو الهدف الرئيسي لثورة 25 يناير.
وستبقى مصر تدور في فلك النظام الرأسمالي العالمي والذي يعاني اليوم من أزمة اقتصادية بنيوية عميقة، وهذا من شأنه اعادة انتاج الفقر والبطالة اضافة الى قضايا الحريات والكرامة، كما أن ذلك يعني الابقاء على معاهدة كامب ديفيد مع العدو الصهيوني على الضد من رغبة الشعب المصري.
فشفيق سيدعم رجال المال والأعمال وسيسير تحت أمر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الداعيين لسياسة التقشف والخصخصة التي دمرت اقتصادات بلدان أوروبية وعربية.

كما أن كل الاتجاهات الاسلامية لا تؤمن بالنظام الاشتراكي أو سيطرة القطاع العام على الاقتصاد وتقديم الرعاية الاجتماعية، بل تؤمن بحرية السوق والاستثمار الرأسمالي، فالاخوان في مصر عارضوا من قبل تحديد سقف للايجارات على اعتبار أن «العقد شريعة المتعاقدين»، كما أن الاسلاميين في جميع الدول العربية يملكون أموالاً طائلة واستثمارات هائلة وعقارات ضخمة، وبذلك لن يعادوا الدول الرأسمالية الكبيرة ولن يفكروا في تقييد يد رجال الأعمال المحليين والشركات الأجنبية، وحسب المنتدى الاقتصادي العالمي فان حزب النهضة الاسلامي هو أكثر الأحزاب المؤيدة لاقتصاد السوق وهذا ينطبق على حزب الحرية والعدالة وبقية الأحزاب الاسلامية في الدول العربية.

وكما ذكرت «لومند ديبلوماتيك» التي تصدر عن جريدة القبس: «بأن الاسلاميين يعتقدون بأن الحكم يعني الهيمنة وممارسة السلطة بلا ضوابط، كما أن تنظيماتهم تعج بالمفاهيم والقيم أكثر من البرامج السياسية والتنموية».
لا توجد قناعة لدى المصريين بأن أحد هذين المرشحين سيحقق ما هدفت اليه الثورة وقدمت من أجله العديد من الشهداء، وسواء فاز شفيق أم مرسي فستظل مصر رهينة للنظام الرأسمالي العالمي، الذي سيضاعف نهبه لثرواتها واستغلال انسانها.

لم تحقق أي من الثورات العربية هدف التغيير الجذري، الذي ينقلها من نظام اقتصادي اجتماعي الى آخر، ولذا ستستمر الثورات وسيستمر السخط والغضب الجماهيريين، فالشعب المصري اليوم أكثر وعياً وتصميماً من 25 يناير 2011، ولم يعد يخشى آلة القتل والتنكيل ولن يرضخ لا لحكم الاسلاميين ولا لحكم العسكر.  

السابق
خلافات داخلية
التالي
نبحُ الكلابِ