واشنطن تقود خطة تصعيد جديدة ضد سورية لتعزيز موقعها التفاوضي

تحاول الإدارة الأميركية بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين والعرب اللجوء إلى كل أساليب الضغط المتاحة للتأثير في سورية قيادة وشعباً بعد فشل المحاولات السابقة والمتتالية لإضعاف النظام السوري وإرباكه.
وتسعى هذه الإدارة في الوقت الحالي إلى تركيز الضغط المباشر والميداني عبر محورين أساسيين هما: محور الحدود التركية ـ السورية ومحور الحدود التركية ـ اللبنانية. مع العلم أن محور الحدود الأردنية ـ السورية يبقى أحد محاور الضغط لكن بنسبة أقل.
وقد كشفت تقارير خاصة في الآونة الأخيرة عن دخول أكثر من مسؤول كبير في المعارضة السورية المسلحة وما يسمى بالجيش السوري الحر إلى الأراضي اللبنانية في مهمة متابعة المجموعات التابعة لها، والسعي إلى إقامة «منطقة عازلة» في شمال لبنان تشكل قاعدة انطلاق لشن هجمات مسلحة على الجيش والقوات النظامية السورية.
ويقول أحد التقارير إن مسؤولاً بارزاً في «الجيش الحر» زار أكثر من منطقة في الشمال، واجتمع مع مجموعات سورية مسلحة متواجدة هناك، وترافق ذلك مع حصول محاولات عديدة لتهريب السلاح والمسلحين إلى الأراضي السورية، وقد اشتبكت وحدات من الجيش السوري المنتشر على الحدود مع أكثر من مجموعة مسلحة وتمكنت من قتل وجرح عدد من العناصر والقبض على آخرين.
ووفق هذه التقارير فإن هناك محاولات جادة لإقامة منطقة عازلة تمتد لبضعة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، غير أن هذه المحاولات تواجه حتى الآن صعوبات عديدة لا سيما بسبب نجاح الجيش بشكل ملحوظ في القيام بتدابير أمنية لمكافحة إقامة أو انتشار مجموعات مسلحة منظمة داخل الأراضي اللبنانية ومنع تهريب السلاح والمسلحين بنسبة معينة إلى الأراضي السورية.
لكن مثل هذه المحاولات مستمرة ولم تتوقف، خصوصاً أن هناك معلومات مؤكدة حول تمويل مثل هذه المحاولات من قبل دول وجهات عديدة.
وتقول مصادر مطلعة إن بعض هذه التقارير قد وصل إلى الجهات الرسمية المسؤولة التي أبدت اهتماماً بها، وطلبت من الجهات المعنية المختصة متابعتها بدقة.
وتضيف بأن هذا الموضوع قد جرى بحثه بين المسؤولين، وأن الاجتماع الرئاسي الذي عقد في بعبدا قد تطرق إلى وضع الحدود مع سورية في الشمال والبقاع، وإلى سبل تعزيز دور وقدرة الجيش في مكافحة عمليات تهريب الأسلحة والمسلحين وتوفير كل الدعم له في مهمته.
وترى المصادر أن الحملة التي شنها بعض نواب ومسؤولي تيار «المستقبل» في الشمال على الجيش ترافقت مع المعلومات عن دخول مسؤولين من «الجيش الحر» إلى مناطق حدودية شمالية، وأنها كانت تهدف بشكل أو بآخر إلى إضعاف دور الجيش في المنطقة، ما يخدم خطة تحويلها إلى منطقة «أمن ذاتي» تمهيداً لجعلها بشكل مدروس «منطقة عازلة» لتوفير حرية الحركة للمجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية وتلك المجموعات الخارجية الداعمة لها.
ويقول مصدر سياسي بارز إن ما جرى ويجري في شمال لبنان هو نسخة طبق الأصل عما حصل في المناطق الحدودية التركية ـ السورية، حيث تنشط المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية في الأراضي السورية والتركية بدعم مباشر من السلطات التركية.
ويضيف المصدر إن هذا النشاط الإرهابي المسلح يترافق مع نشاط وعمليات إرهابية متصاعدة من قبل المجموعات الأخرى داخل المناطق السورية، حيث سجل أخيراً ارتكاب هذه المجموعات أكثر من مجزرة وفي غير منطقة وبلدة.
وفي اعتقاد المصدر ان هذا التصعيد الميداني ضد سورية يندرج في إطار الخطة التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين والعرب بهدف زيادة الضغوط على سورية قيادة وشعبا.
ويرى المصدر ان واشنطن تريد من هذا التصعيد السياسي والعسكري على سورية أن تعزز موقعها التفاوضي لا سيما أن موسكو وبكين جددتا في بيانهما المشترك بعد لقاء الرئيسين الروسي والصيني في الصين رفضهما القاطع لأي تدخل عسكري خارجي ضد سورية، وأكدتا دعمهما لوجهة نظر دمشق بشأن الحل السياسي الإصلاحي.
كما أن هذا التصعيد الأميركي ـ الأوروبي يأتي أيضاً قبل اجتماع موسكو في 18 الجاري المخصص لاستكمال التفاوض بين إيران والدول الست حول الملف النووي الإيراني، ويهدف إلى تعزيز الموقع التفاوضي لهذا التحالف في وجه طهران.  

السابق
قالوا «حوار» لتأسيس دولة!!!
التالي
الحوار في معادلة الفيتو والأطفال