الشرق الأوسط: السفير السعودي: دور المملكة يقتصر على “تشجيع” الحوار

جدد السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري التأكيد على أن دور المملكة العربية السعودية "يقتصر على تشجيع الحوار" بين الفرقاء اللبنانيين، فيما "الخطوات المتبقية هي من مسؤولية الأشقاء اللبنانيين". وأكد أن "توقيت الحوار ومواضيع النقاش ومواقف القوى السياسية من المشاركة فيه أو عدمها تتعلق بالأشقّاء اللبنانيين دون سواهم، لأنها شؤون داخلية بحتة تحرص المملكة على عدم التدخل بها".
وذكر العسيري، بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بأن "كلام خادم الحرمين الشريفين واضح في هذا المجال بقوله إن الجهود مهما وصل مداها ستظل قاصرة، إن لم تستجب كل الأطراف اللبنانية الفاعلة لها وتغلب مصلحة الوطن اللبناني أولا على ما عداه"، موضحا أن "خادم الحرمين الشريفين ينطلق في تشجيع الحوار اللبناني من دافع الأخوة والحرص على هذا البلد ومحبة شعبه، وقد عبر عن هذه المشاعر للرئيس سليمان كونه رأس الدولة ويمثل الموقع الذي يجمع كل أبناء هذا الوطن ورمز الدستور والسيادة".
وفي موازاة مواصلة الرئيس سليمان التحضير لاجتماع هيئة الحوار الوطني، المقرر انعقادها بعد غد الاثنين، أكدت مصادر القصر الرئاسي لـ"الشرق الأوسط" أن "الحوار قائم في موعده بعد غد والتحضيرات في دوائر القصر الجمهوري تجري على قدم وساق"، داحضة بذلك صحة ما تردد عن إمكانية تأجيل الحوار في حال عدم مشاركة قوى "14 آذار"، بعد إعلان حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع مقاطعة جلسات الحوار واعتبارها بمثابة "إضاعة للوقت".
وكشفت مصادر القصر الرئاسي أن "وفدا من قوى 14 آذار سيلتقي الرئيس سليمان في بعبدا اليوم، ويبحث معه في الحوار". وقال النائب في تيار المستقبل الدكتور أحمد فتفت إن قوى "14 آذار" ستوضح للرئيس سليمان أنها "تؤيد الحوار وأنّ هذه هي مقومات نجاحه"، لافتًا إلى أنه "بناء على النقاش مع الرئيس سليمان ستحدد قوى 14 آذار مجتمعة ما إذا كانت ستشارك في جلسة الحوار أم لا، مع التشديد على أنّ موضوع السلاح خارج الشرعية هو البند الوحيد المطروح على طاولة الحوار".
وأعرب فتفت عن أسفه لكون "تجارب الحوار السابقة لم تكن فاشلة فقط بل شهدت ابتزازا ومحاولة استغلال للحوار وتحديدا من حزب الله لتمرير أجندات معينة، مبديا خشيته من أن يكون حزب الله بحاجة إلى هذا الحوار لتمرير الوقت الصعب عليه نتيجة ما يحدث في سوريا والضغوط الإقليمية".
وكانت مصادر مقربة من جعجع أكدت لـ"الشرق الأوسط" أن "التنسيق قائم ومتواصل مع فرقاء 14 آذار وأن حسابات كل طرف لا تفسد للودّ قضية"، معربة عن اعتقادها بأن "الحوار حول السلاح معدوم النتائج، كون حزب الله لم يقدم بعد استراتيجيته الدفاعية ويصر على مواقفه قبل حصول اللقاء".
وقالت المصادر إن "رفض المشاركة في جلسة الحوار لا يعني بأي شكل من الأشكال مقاطعة مبدأ الحوار، لكنها لن تشارك في جلسات من دون جدوى تهدف لإضاعة الوقت والتغطية على موبقات هذه الحكومة، مع التقدير الكامل لرئيس الجمهورية ومساعيه". واعتبرت أن "الحكومة الراهنة فشلت في السياسة والاقتصاد وأساءت للبنانيين وكراماتهم وهي تهدد الأمن الوطني، والحل الأمثل هو برحيل هذه الحكومة لحماية الاستقرار في لبنان وتشكيل حكومة حيادية"، مؤكدة أن "الحلول الأخرى ليست إلا صورا تذكارية لا أكثر ولا أقل".
من ناحيته، قال رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد أن "من مصلحة الجميع في لبنان الجلوس إلى طاولة الحوار لحل المشاكل كافة، والنأي بالبلد عما يحدث في سوريا"، مجددا موقف حزب الله بـ"مدّ يده للحوار على أساس أنه من مصلحة الجميع الجلوس إلى طاولة الحوار لتطرح خلالها مشاكل البلد وإيجاد حلول لها". وانتقد "من يخرج بين الفينة والفينة ليرفض الحوار وقانون الانتخابات النسبية وحتى حكومة الوحدة الوطنية في ظل وجود سلاح المقاومة". وسأل: "من المستفيد من إلغاء المقاومة وسحب سلاحها؟ هل هناك فريق من اللبنانيين يتولى ملاحقة هذا الهدف الإسرائيلي بأن يوفّر عليه حربًا جديدة لنزع سلاح المقاومة؟".  

السابق
الحياة: هولاند بحث مع سليمان في دعوته الى الحوار
التالي
حوري: سنجهد لتحقيق المقرارت التي لم تنفذ في جلسات الحوار السابقة