السياحة إلى إقليم التفاح: رداءة طرقات وصعوبة مواصلات

يفتقر إقليم التفاح إلى شبكة مواصلات وأتوستراد يصل مناطق الإقليم بالمدن المجاورة، لتسهيل حركة السياحة والاصطياف. ويعاني زوار الإقليم وسائحوه من رداءة الطرقات التي تصل حبوش بجرجوع المؤدية خاصة إلى معلم "مليتا السياحي" الذي استقطب أكثر من مليون سائح حتى الآن، وكان الوزير غازي العريضي قد وعد بتعبيد الطرقات وتوسيعها في زيارة له إلى الإقليم منذ عدة أشهر.

منتجع سياحي وشاليهات في عربصاليم
رغم وعورة طرقاته وصعوبة المواصلات إليه يفتتح إقليم التفاح الموسم السياحي بمشروع جديد، وهو عبارة عن منتجع سياحي في عربصاليم يتألف المنتجع من عشرة شاليهات مجهزة تجهيزاً حديثاً مع مطعم واستراحة وحديقة. وسوف يتم افتتاحه قريباً لاستقبال أهل الإقليم وزواره وقد موّل المشروع الاتحاد الأوروبي بالاتفاق مع اتحاد بلديات الإقليم.
تستقبل بلدة عربصاليم زوارها وهي فاتحة قُرى الإقليم من جهة النبطية، ومن جهة نهر حبوش المنتزه الربيعي للمنطقة بعد تجمع مياه الشتاء في حوضه فيكثر رواده للتنزه على ضفافه الخضراء على طريق عربصاليم ينسجم مطعم ومسبح "الأكوابارك" مع الطبيعة الهادئة لمن ينشد الراحة والاستجمام، ولدى وصولك إلى أول البلدة بإمكانك زيارة المحمية أو الحديقة المزروعة بمختلف أنواع الأشجار (يمكن للزائر أن يلامس الجبل الرفيع لشدة قربه من المحمية) وهي ملاذ أهل البلد من حر الصيف للتمتع بهواء بارد. وفي وسط البلدة يمكن للزائر الوصول إلى نهري السد والخرخار اللذان ينبعان من نبع الطاسة في جرجوع. والخرخار نهر رقراق يعج بالزوار في فصل الصيف لوفرة مياهه وضفافه الواسعة الهادئة، التي تسمح بالتنزه بين أشجاره الصنوبرية، وأشجار الجوز والحور والصفصاف.

استراحة مجانية في الوادي الأخضر
أثناء تجوالك في بلدة عربصاليم بإمكانك مشاهدة "الجبل الرفيع" خلف البلدة يحتضنها من أول المشهدية إلى آخرها. من عربصاليم إلى الوادي الأخضر، حيث تمر فيه مياه نبع الطاسة لترقد بين أشجار الحور والصفصاف، وتشكل نهراً صغيراً جعل منه سكان البلدة مقصدهم في أيام الحر، والجدير ذكره أن أحد أبناء عربصاليم قام ببناء استراحة مجانية مجهزة بكافة وسائل الراحة يستفيد منها أهل البلدة وزوارها.
وبالاتجاه يميناً نحو جرجوع وعلى بعد أمتار قريبة تقبع استراحة ومطعم قطر الندي، خير مقصد لجمال الطبيعة أضافت عليها يد الإنسان سحراً خاصاً.
ولمزيد من السحر والانتعاش يمكنك مواصلة طريقك باتجاه قرية جرجوع الوادعة، اشتهرت جرجوع بمطاحنها ومعاصرها المتعددة تشرف على مناطق مترامية من الجنوب والجليل الأعلى في فلسطين. ويكفي أن تطل واجهتها الشرقية على مجرى نبع الطاسة، لتكثُر مطاحنها القديمة. ينسابُ النبع من وادي جرجوع ويغذي بالمياه معظم القرى المحيطة به معظمها في قضاء النبطية. وبإمكانك عزيزي الزائر الانسجام مع الطبيعة أكثر والاستمتاع بزيارتك إلى نبع الطاسة، حيث تتفجر العيون والينابيع لتشكل استراحة جميلة وسط الخضرة والماء. من أهمها: "استراحة المختار" المشهورة بمسبحها ومأكولاتها الشهية وجلستها المنعشة.
لمُحبِّي المغاور والآثار الصخرية القديمة يوجد موقع أثري بين حومين الفوقا وجارتها عربصاليم، تسمى "مغارة الدريدرية" تحوي آثاراً ونواويس وجراراً مدفنيَّة.

العين الفوقا تشفي من الأمراض
وكلما ارتفعت عن سطح البحر كلما ازداد المناخ اعتدالاً وانتعاشاً، فمن جرجوع إلى "عين بوسوار" (مساء جميل) كما يحلو للسائح الفرنسي أو يسميها Bonsoire ويكفي العابر فيها التوقف للاستمتاع بجمال الطبيعة، الذي ينقلك إلى عالم آخر من عيون الماء الموصوفة بمنافعها الطبية. وأهمها "العين الفوقا" حيث يتردد الناس إليها للشفاء من بعض الأمراض: الجلدية والعصبية والجهاز التنفسي وأمراض المفاصل. وأهم الآثار البارزة في عين بوسوار "شير الحمام" وهو من المعالم الطبيعية في البلدة كما يوجد فيها كهف طبيعي صعب المرتقى. نكمل سيرنا من عين بوسوار مباشرة إلى عاصمة الإقليم وعروسه "جباع الحلاوة" الحلوة بمناظرها الخلاّبة، حيث تنبسط أمامها جميع قرى الجنوب وشواطؤه.
تتميز جباع بمناخها المعتدل صيفاً، المائل نحو البرودة وبطبيعتها الخلاّبة شأن جميع قُرى الإقليم ومياهها الغزيرة، حيث يتعدى عدد الينابيع فيها عدد أيام السنة، أهمها: عين التينة، نبع المرجة، نبع القبي، عين أركيز، نبع زينب، نبع الوادي، البيسي.

الحمام التركي في جباع يفتتح قريباً
وأكثر ما يسرّ الناظر الأحراج الكثيفة والأشجار المتنوعة وخصوصاً الجوز المنتشر بين منازلها، ويعتبر هذا المناخ وتنوع الأشجار الصنوبرية مصحاً طبيعياً لمرضى الربو والجهاز التنفسي. وتعتبر جباع من أهم مناطق الاصطياف نظراً لقربها من المدن الساحلية وتمتعها بمناخ جاف معتدل، وقد اشتهرت بمقاهيها وفنادقها ومنتزهاتها أشهرها كازينو فوار جباع ومطعم واستراحة نبع القبي.
من الآثار المهمة في جباع الحمام التركي حيث قام اتحاد بلديات الإقليم بترميمه وإعادة تأهيله للاستعمال العصري. والحمام مجاور للمبنى الجديد لاتحاد البلديات في الإقليم، ومن آثارها أيضاً جامع بناه الشهيد الثاني زين الدين الجبعي وقد بني على أنقاضه جامع آخر حديث وسط البلدة. ومن حلاوة جباع وصفائها إلى مزاريب العسل في عين قانا فقد اشتهرت هذه البلدة فيما مضى بخلايا النحل الطبيعية وكان العسل يقطر منها سائلاً على الصخور.
وحفاظاً على الثروة المائية والينابيع قام الاتحاد بتأهيل وتجميل مصادر الينابيع في عين بوسوار، حومين الفوقا، وحومين التحتا، عين بوسوار كفرفيلا. في صربا الفنان شربل فارس "واحة الدقاق" وهي تجمع بين المنتزه والمعرض التشكيلي الدائم وهو مؤلف من عدة كهوف وصالات تراثية مركبة وجدران من صخور وبئر. ومن الآثار القديمة في صربا معصرة زيتون أثرية قام اتحاد بلديات إقليم التفاح بترميمها وتأهيلها. ويلاحظ الزائر لواديها السحيق، كثافة الأشجار والغابات وفي كعب الوادي يوجد كهف قديم، يتصيد فيه رواد الوادي.

مليتا سياحة حديثة
يشرف مَعلم مليتا السياحي على بلدات إقليم التفاح وتلة سجد تحيط به بلدات: جرجوع، مليخ، اللويزة، جباع وعين بوسوار من المعالم السياحية الحديثة في لبنان. هو متحف لمعدات حربية تحكي قصة المقاومة والاحتلال. وتحوي مليتا: "الهاوية" وهي عمل مشهدي تركيبي يمتدّ على مساحة مفتوحة تزيد على 3500 م2، تم تشكيله من بعض المدرعات والأسلحة التي غنمتها المقاومة.
و"المسار" كناية عن منطقة حرجية وعرة، ويستعرض مشاهد لوضعيات قتالية مختلفة للمقاومين. و"المغارة": هي إحدى النقاط التي أنشأتها المقاومة داخل مليتا للتحصّن فيها قبالة المواقع الإسرائيلية المعادية. و"ميدان التحرير": هي مساحة مفتوحة للتجمع والاستراحة، انتشرت على جنباتها نماذج مختلفة من أسلحة استخدمتها المقاومة.
وتشتهر بلدات إقليم التفاح جميعها بالمطاحن القديمة ومعاصر الزيت لكثرة المياه وانتشار أشجار الزيتون. إضافة إلى كثرة المغاور وينابيع المياه والأنهر لطبيعتها الصخرية. ومنها بلدات كفرملكي وكفرفيلا وحومين الفوقا.
ومن المواقع المهمة في إقليم التفاح التي تذكِّر بغطرسة الاحتلال وعظمة المقاومين فواقع: عرمتى وسجد وبئر كلاب، وتلة الرادار وتلة مليتا وجبل الرفيع وتلة جبل صافي وفي رأسه مقام للنبي صافي.
يشكو المستثمرون في قطاع السياحة في إقليم التفاح من رداءة الطرقات وسوء المواصلات بالتالي فإن إنشاء المرافق والمؤسسات يتطلب أمرين: الأول تحسين شبكة المواصلات والبنى التحتية، كي تشجع وتحفظ القطاع الخاص على إنشاء الفنادق والمنتزهات. ويجب أن تتلازم رغبة المستثمرين مع اهتمام الدولة بإحياء هذه المنطقة وتقديم المستلزمات الضرورية لها، ورغم إنشاء المنتجعات والمنتزهات يبقى هاجس الخوف من الفشل حاضراً نتيجة رداءة الطرقات المؤدية إليها، وعلى هذا الأساس يُناشد أهالي إقليم التفاح النواب الحاليين العمل على إنشاء شبكة مواصلات وإصلاح البنى التحتية.
  

السابق
مناورة عسكرية إسرائيلية لحرب جديدة على لبنان
التالي
طريق جديد في مسار المواقع الإلكترونية الإخبارية