السفير: “الأشباح” تطارد أمن طرابلس: قتيل و3 جرحى

كلما خطت طرابلس خطوة في اتجاه عودتها الى حياتها الطبيعية، جاءت يد خفية لتسحبها مجددا الى دائرة التوتر والقلق، وفي هذا السياق، كادت أعمال القنص التي حصلت، أمس، بين التبانة وجبل محسن، وأدت الى مقتل مدني وجرح ثلاثة آخرين، ان تعيد المدينة الى اجواء القتال الذي شهدته في الفترة الاخيرة، لولا تدخل وحدات الجيش اللبناني، التي تولـّت الرد على مصادر النار، وكثفت إجراءاتها الامنية في أحياء "التماس" منعا لتفاقم الوضع مجددا.
وأرخى هذا الوضع جوا من الحذر في ارجاء المدينة، وذلك على مسافة ساعات قليلة من انطلاق جلسة "هيئة الحوار الوطني" يوم الاثنين المقبل في القصر الجمهوري، بحضور جميع أعضائها، باستثناء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي بدا عالقا بين فخ المقاطعة، وما يمكن أن ينجم عنه من تداعيات سلبية، من جهة، وبين فخ المشاركة، وما يمكن أن يترتب عليه من التزامات، من جهة ثانية.
وقال أحد أعضاء وفد "قوى 14 آذار"، الذي سيسلم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، اليوم، "المبادرة الانقاذية"، قبل عرضها في مؤتمر صحافي أمام الرأي العام، ان جعجع متوجس أمنيا من المشاركة شخصيا "مثله مثل سعد الحريري"، الذي لن يشارك وسيكون ممثلا بالرئيس فؤاد السنيورة المدعو أصلا للمشاركة بصفته رئيس كتلة نيابية.
ولم يستبعد القيادي المسيحي المعارض مشاركة "القوات" لاحقا، إذا تمت تلبية شروط "فريق 14 آذار"، من خلال شخصية يسميها جعجع، في ضوء ما سماه "المخاطر الأمنية التي تضاعفت بعد تعرض رئيس "القوات" لمحاولة الاغتيال الأخيرة".
غير أن اقتراحا كهذا قد يؤدي الى تطيير الحوار برمته، لسببين، أولهما رفض رئيس الجمهورية تعديل صيغة الحضور التي اعتمدت منذ دعوته الأولى للحوار قبل أربع سنوات، وثانيهما، رفض "فريق 8 آذار"، أي تعديل من هذا النوع، وقال رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية لـ"السفير": "إذا أراد سمير جعجع أن يرسل ممثلاً له "لدواع أمنية"، نحن نرسل ممثلين أيضاً. فمن لا يريد المشاركة لا يرسل ممثلاً، وأنا لست مضطراً للجلوس مع ممثل لسمير جعجع".
أضاف فرنجية: "نفهم ظروف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وهو قد سمى منذ البداية رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" محمد رعد لتمثيله، وبموافقة الجميع، ولكن لا يمكن أن نتفهم ظروف غيره". وأعاد فرنجية التأكيد أن "من يريد أن يغيب فهذا حقه.. ولكن لا يمكن أن يرسل ممثلاً عنه".
وفي سياق متصل، تلقى الرئيس سليمان جرعة دعم سعودية للحوار نقلها اليه، أمس، السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري، الذي كرر ما سبق وأكده الملك عبدالله بن عبد العزيز لرئيس الجمهورية، لجهة الحرص على لبنان والتشجيع على الحوار "وتغليب مصلحة الوطن اللبناني أولاً على ما عداها". كما تلقى سليمان، أمس، اتصالا من نظيره الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند الذي أكد اهمية الحوار "في المساهمة بإبقاء الاستقرار قائما على الساحة الداخلية اللبنانية".
م
ن جهة ثانية، اجرت قوى الاكثرية امس، تقييما للمرحلة الاولى من "التفاهم السياسي ـ المالي"، الذي التزمت به لتفعيل العمل الحكومي، ولهذه الغاية، انعقد في السرايا الحكومية، اجتماع، ضم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء محمد فنيش وجبران باسيل وعلي حسن خليل.
وقالت مصادر وزارية لـ"السفير" ان البحث تناول المراحل التالية للتفاهم والمواقيت التي ستتظهر فيها سائر الملفات، حيث ان الأولوية الراهنة مركزة على إنجاز الموازنة العامة في القريب العاجل، مع معالجة بعض القضايا التفصيلية في الملف المالي، على ان تليها تباعا التعيينات، وكذلك المشاريع الحيوية الاخرى، ولا سيما منها احالة مشروع قانون الانتخابات الى المجلس النيابي في فترة قريبة، لكي يتخذ مجلس النواب القرار المناسب في شأنه.
واستبعدت المصادر الوزارية ان يتم طرح موضوع تعيين رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبوع المقبل، الا انها رجحت احتمال ان تكون التشكيلات الدبلوماسية اول غيث التعيينات، وهو الامر الذي لم يؤكده او ينفه وزير الخارجية عدنان منصور الذي رفض تحديد موعد، مكتفيا بالقول لـ"السفير": "التشكيلات جاهزة للصدور، وقريبا إن شاء الله".   

السابق
النهار : إشارات “إيجابية جداً” في قضية المخطوفين
التالي
المستقبل: “حزب القوات” ينضم إلى طاولة الحوار “إذا طرأت إيجابيات”