الجمهورية: إجتماع بين ميقاتي و”حزب الله” و”التيّار” لتمرير التعيينات وقانون الإنتخاب

في إطار حشد التأييد الدولي لخطّة النقاط الستّ الخاصة بالأزمة السوريّة، توزّع الحراك الدولي على العاصمتين الأميركية والروسية، مصحوباً بسعي ديبلوماسيّ حثيث لدى روسيا والصين في محاولة لثنيهما عن موقفهما ممّا يجري.

ففي واشنطن، مشاورات بين المبعوث الدولي المشترك إلى سوريا كوفي أنان ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، للبحث في كيفية فرض ضغوط لتطبيق الخطة. وفي موسكو التي لم تستبعد إدخال تعديلات على خطة أنان لضمان تطبيقها من كافة الأطراف، مباحثات بين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية فريديرك هوف مع عدد من المسؤولين، إضافة الى مشاورات هاتفية تركية ـ صينية تخلّلها تعويل أنقرة الشديد على موقف بكين التي دعت فريقي النزاع في سوريا الى وقف العنف وتنفيذ خطة أنان، فيما ناشدت تركيا الأسد ترك منصبه.
نقاط اتّصال
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في ختام مشاورات روسيّة أميركية أمس في موسكو أنّ روسيا والولايات المتحدة توصّلتا الى "نقاط اتّصال" تتعلق بتسوية الأزمة السورية.
وكتب غاتيلوف على حسابه في موقع تويتر: "آمل في أن نتمكّن معاً من إيجاد طرق نحو حلّ سياسيّ للأزمة. ووجدنا خلال المناقشات كثيراً من نقاط الاتّصال". ولم يقدّم مزيدا من التفاصيل.
مصدر أميركي لـ"الجمهورية"
وقبيل لقاء أنان ـ كلينتون، اعتبر مصدر في الخارجية الأميركية أنّ إعداد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مشروع عقوبات جديدة على سوريا، هدفه هو محاولة وضع كافّة الاطراف المعنيّين بالأزمة السورية امام مسؤوليّاتهم. قائلاً لـ"الجمهورية" إنّ واشنطن تعلم أنّ مشروع القرار يحتاج الى موافقة روسيا حتى يتمّ تبنّيه في مجلس الأمن، لكنّنا نعتقد أنّ روسيا لا يمكنها تحمّل الضغوط الدولية التي تتزايد يوماً بعد يوم عليها، بعد المجازر شبه الدوريّة التي يرتكبها النظام السوري في بلاده. وتوقّع أن تشهد أروقة مجلس الأمن جولة جديدة من المواجهات والمماحكات بين القوى الكبرى، رافضاً في الوقت نفسه كشف ما بحثه هوف في موسكو.
وعُلم أنّ البعثتين البريطانية والفرنسية تعملان على صياغة مشروع قرار في مجلس الأمن ينصّ على فرض حظر أسلحة على سوريا، وحظر سفر وتجميد أرصدة لرموز النظام السوري. ونقلَ مراسل "الجمهورية" في واشنطن عن مصادر مجلس الأمن أنّ طرح مشروع القرار تحت الفصل السابع سيتمّ بالتوازي مع مفاوضات تجري مع موسكو حول مستقبل الانتقال السياسي في سوريا. وقالت المصادر إنّ التقدّم يجب أن يتمّ بالتوازي بين طرح مشروع القرار والاتفاق على تشكيل مجموعة الاتصال التي تضمّ إيران وتركيا والسعودية، الى جانب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وبحسب المصادر نفسها فإنّ مشروع القرار الغربي سيطرح على مجلس الأمن في خلال الأيام القليلة المقبلة.
تحضيرات الحوار ومذكّرة 14 آذار
وعشيّة انعقاد طاولة الحوار الاثنين المقبل، قالت مصادر بعبدا لـ"الجمهورية" إنّ الطاولة التي أعيد تركيبها أمس، في قاعة 22 تشرين الثاني في القصر الجمهوري، هي الطاولة ذاتها التي التأم حولها القادة أنفسهم للمرّة الأخيرة في 4 تشرين الثاني 2010 ولكن بغياب، هذه المرّة، كلّ من الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
والتحضيرات للحوار تناولها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع السفير السعودي علي عواض عسيري، الذي شدّد على "أنّ دور السعودية يقتصر على التشجيع على الحوار، فيما الخطوات المتبقية هي من مسؤولية الأشقّاء اللبنانيّين".
وأمس، أعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية عن تلقّي سليمان اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وعلمت "الجمهورية" أنّ الرئيس الفرنسي حاول الاتصال بالرئيس اللبناني الأربعاء الماضي أثناء وجوده في ابوظبي والدوحة، وجرى الاتفاق على تجديد الاتصال أمس الجمعة، وتمنّى ان يكون الاتصال على شكل "مكالمة علنيّة" ويُذاع موقفه على أثرها.
وجدّد هولاند تأييده الدعوة الى الحوار بين اللبنانيّين متمنّياً على جميع القياديين اللبنانيين المشاركة فيه، ملمّحاً إلى مضمون البيان الرسمي الذي صدر عن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس قبل أيام.
ودعا الى دعم خطوات رئيس الجمهورية في قيادته للحوار والتوجّهات التي تشجّع على النأي بالنفس عن تطوّرات المنطقة ولا سيما الوضع في سوريا، باعتبار أنّ هذه السياسة هي التي تعزّز الهدوء والاستقرار في لبنان، وبقدر ما يحيّد نفسه ويبتعد عن حرائق المنطقة ينعم بالهدوء.
وفي التاسعة والنصف صباح اليوم، يزور وفد قياديّ من قوى 14 آذار برئاسة رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل، قصر بعبدا لتسليم سليمان مذكّرة هذه القوى. وعُلم أنّ الوفد سيضمّ بالإضافة الى الجميّل كلّاً من الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، والنوّاب: جورج عدوان، امين وهبه، هادي حبيش، جان اوغاسبيان، ميشال فرعون وسمير الجسر.
وعشيّة زيارته بعبدا، استقبل السنيورة في مكتبه قائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث جرى البحث في الأوضاع في لبنان.
وتعقد قوى 14 آذار مؤتمراً صحافيّاً في العاشرة والنصف صباح اليوم، في مقرّ الأمانة العامة، لإطلاع الرأي العام اللبناني على مضمون هذه المذكّرة.
في هذا الوقت، كرّر"حزب الله" موقفه أنّ "من مصلحة الجميع في لبنان الجلوس الى طاولة الحوار لحلّ المشكلات كافّة، والنأي بالبلد عمّا يحدث في سوريا"، واعتبر على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "أنّ لكلّ طرف شأنه في النأي عن المشاركة في الحوار، لكنّ ذلك لا يعبّر عن نوايا سليمة تجاه البلد"، موضحاً "أنّ الدعوة لضرورة أن يجتمع الجميع ليس من موقع أنّنا بحاجة للحوار أو من باب عجز لدينا، بل من أجل أن ننأى بلبنان عن أن يكون في آتون الأزمة السورية وأن يراجع الجميع كلّ الخيارات والأفكار المتاحة".
إهتزاز أمنيّ شمالاً
وفي الوقت الذي انصرفت الحكومة الى استكمال تعويم نفسها، ظلّت عاجزة عن ضبط الساحة الأمنية شمالاً، بدليل الاهتزاز الامني على محور باب التبانة جبل محسن الذي تخلّله أعمال قنص وإحراق سيّارات ومنازل، قبل ان يتمكّن الجيش اللبناني من ضبط الوضع، بعدما ردّ على مصادر النيران وسيّر دوريات له، ما أدّى الى انكفاء الظهور المسلح.
وعلمت "الجمهورية" أنّه سقط أمس قتيل وجريحان نتيجة إطلاق رصاص قنص على طول شارع سوريا، فضلاً عن سقوط قنبلة يدوية في بعل الدراويش وقذيفة "انيرغا" في الملّولة في التبّانة.
وتحدّثت معلومات عن خطف مسلّحين لمواطن على طريق زحلة تحمل سيارته لوحة سوريّة.
لازمة النأي
إزاء ذلك، كرّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لازمة وجوب النأي "بأنفسنا عمّا يجري حولنا وخصوصاً عمّا يجري في سوريا"، معتبراً أنّه "إذا كان العمل السياسي يجيز اتّخاذ المواقف مهما تباعدت أو تباينت، فإنّ المواطنية والانتماء لا يجيزان مطلقاً جرّ لبنان الى قلب الأزمات كي يحقّق بعض السياسيّين مرادهم. وأكّد أنّ "المعارضة يجب أن تكون بنّاءة، والحكومات تأتي وتذهب ولكنّ الدولة هي الاساس، وعلينا جميعاً التمسك بمفهوم الدولة لأنّها الملجأ لنا جميعا، ولا يجوز النيل من الدولة لتغيير أيّ حكومة".
إجتماع في السراي
وفي إطار تفعيل العمل الحكومي، عقد في السراي الحكومي امس، اجتماع حضره ميقاتي واللجنة الوزارية الثلاثية المؤلّفة من الوزراء محمد فنيش، جبران باسيل وعلي حسن خليل، في حضور وزير المال محمد الصفدي، لاستكمال مناقشة بنود الاتفاق الحكومي حول الانطلاقة الجديدة للحكومة.
وقد بدأ المجتمعون ببحث ملفّات التعيينات والامن وقانون الانتخابات، بعد أن انتهوا من بحث الملف المالي.
وفي معلومات لـ"الجمهورية" أنّه تمّ خلال الاجتماع مناقشة الأمور التقنية المتعلقة بموازنة العام 2012، وأكّدت مصادر المجتمعين لـ"الجمهورية" أنّه بعدما تمّ الاتّفاق على الجانب السياسي العام للملفّات، بدأ الوزراء خوض التفاصيل التقنية. وفي هذا الإطار، جاء اجتماع الأمس لترجمة قرار جلسات العمل المفتوحة للّجنة الوزارية المكلّفة معالجة الملفّات العالقة الكبيرة وأبرزها: التعيينات وقانون الانتخابات.
كذلك تمّ التطرّق الى تفاصيل الموازنة، سواء لناحية الإيرادات أو النفقات وتوزيع الضرائب وإمكانية زيادتها في بعض الأبواب التي تحتاجها الإيرادات. لكن لم يتمّ اتّخاذ قرار نهائي بشأن الضرائب، على أن يستكمل النقاش في اجتماع آخر الأربعاء المقبل. ?  

السابق
الأخبار: الأكثرية الوزارية ترفض رفع الـ TVA إلى 12%
التالي
الحياة: هولاند بحث مع سليمان في دعوته الى الحوار