الشرق الأوسط: لبنان يتسلم من سوريا جثتين لمواطنين ويتهم الجيش السوري بقتل مصور الجديد

في وقت عاد فيه الهدوء إلى منطقة عرسال الحدودية في البقاع، بعد اشتباكات مسلحة بين جنود سوريين وسكان البلدة على خلفية مقتل محمد حسن حميد الذي تسلم لبنان جثته أمس وجثة الشاب عدنان المحمد الذي كان قد اختطف عند الحدود السورية اللبنانية منذ 26 أبريل (نيسان) الماضي، أحال النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا التحقيقات التي أجريت في الشمال في قضية مقتل المصور اللبناني في تلفزيون "الجديد" علي شعبان ومحاولة قتل زملائه إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.

وقد ادعى القاضي صقر على عناصر من الجيش السوري وعلى من يظهرهم التحقيق أنهم أقدموا في وادي خالد على قتل المصور شعبان وعلى فريق العمل الذي كان يرافقه، بإطلاق النار عليهم وقتل شعبان ومحاولة قتل الآخرين قصدا، وأحال الادعاء على قاضي التحقيق العسكري الأول. وفي هذا الإطار قال الدكتور شفيق المصري، الخبير في القانون الدولي، لـ"الشرق الأوسط" إن "هذا الادعاء هو اتهام قضائي جاء استنادا إلى عدد من الوقائع وعناصر إثبات كثيرة أظهرها التحقيق الذي استغرق أسابيع عدة، طبعا من دون أن يستطيع تحديد هوية العناصر المرتكبة". وأضاف: "بعد هذه الخطوة يأتي دور قيادة الجيش السورية لإجراء التحقيقات اللازمة وإرسال النتائج إلى المحقق العسكري أو قاضي التحقيق في لبنان من خلال اللجنة المشتركة وضمن أطر الاتفاقات الثنائية، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".

في المقابل، وتعليقا على أحداث عرسال الأخيرة، اعتبر رئيس كتلة المستقبل النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن "السكوت الرسمي عن الحوادث التي شهدتها بلدة عرسال البقاعية لم يعد جائزا بعد اليوم ولا يمكن القبول بأن تبقى أرض لبنان سائبة وحدوده نهبا للأطماع"، مطالبا الحكومة "بخطوات وإجراءات سريعة ومحسوسة في اتجاه السلطات السورية وفي اتجاه الجامعة العربية والأمم المتحدة، لأن هذا النأي بالنفس عما يجري على الحدود لا معنى له إلا الخضوع لرغبات النظام السوري وامتثالا لأوامره".

وقال السنيورة في بيان له: "نتيجة لتكرار الاعتداءات التي ينفذها عناصر من النظام السوري ضد الأراضي اللبنانية وآخرها في خراج بلدة عرسال فإنه بات من المنطقي التوجه إلى رئيس مجلس الوزراء والحكومة اللبنانية بالسؤال: هل تعتبرون بلدة عرسال بلدة لبنانية؟ وهل شبابها الذي يقتل بأيدي القوات السورية هم شباب لبنانيون أم أن عرسال باتت خارج لبنان وخارج الجمهورية؟".
وأشار إلى أن "هذا السكوت المدوي للحكومة اللبنانية عن اعتداءات النظام السوري على لبنان وسيادته هو الذي سمح بهذا التمادي المستمر والمتطاول على لبنان وقراه ومدنه وشبابه، وآخر الأمر كان التعدي الفاضح على بلدة عرسال وشبابها".

واعتبر السنيورة أن "هذا التقصير من قبل الحكومة يكاد يقارب حد التواطؤ مع سلطات النظام السوري على الأهالي الآمنين، وإلا ما هو تفسير هذا السكوت المريب عن كل الاعتداءات من الشمال إلى البقاع؟" في المقابل، وبعد الأحداث الدامية التي شهدها شمال لبنان، على خلفية الأحداث السورية، بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، شهدت ساحة التل في طرابلس اعتصاما لمنظمات المجتمع المدني استنكارا للأحداث التي حصلت في المدينة في الفترة الأخيرة، أكد خلالها رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال أن هذا الاعتصام يهدف لأن تكون طرابلس آمنة مستقرة، وأن جميع المشاركين في الاعتصام لا ينتمون إلى طرف سياسي دون آخر.

وأضاف: "لبنان يمر بأزمات سياسية كثيرة، إلا أن طرابلس كانت تدفع ثمنا باهظا، واليوم تعود الأحداث إلى الواجهة، وهذا ينعكس سلبا على المدينة واقتصادها، لذلك تداعت كل هيئات المجتمع المدني لتطلق صرخة مدوية بأن المواطنين في طرابلس يريدون الأمن والاستقرار، وهي صرخة مدوية أمام هذا الواقع"، مشيرا إلى أن الاعتصام هو وقفة جريئة أمام الفتنة المذهبية وصرخة مدوية أمام تباطؤ مشاريع التنمية في طرابلس وصرخة أمام تفقير الشعب الطرابلسي.
وتابع الغزال: "لن نقبل أن تكون طرابلس صاعق تفجير لحرب مذهبية، وأن تصبح سلامة المواطنين خاضعة للتراضي والتفاوض"، لافتا إلى أن المدينة بحاجة إلى مشاريع تنموية وليس إلى لعبة حديد ونار، مطالبا بمصالحة حقيقية ودائمة بين الجميع، وبأن يكون التعبير عن الخلاف بالطرق الديمقراطية، مؤكدا الثقة التامة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية.
  

السابق
الحياة: فرنسا وقطر تنصحان اللبنانيين بعدم السماح باللعب بمصالحهم وفيسترفيله في بيروت
التالي
خلافات جديدة