الشرق الأوسط: اشتباكات بين القوات السورية ومسلحين لبنانيين بعد مقتل مزارع في بلدة عرسال

انتقل الحدث الأمني فجأة من مدينة طرابلس في شمال لبنان إلى البقاع، وتحديدا بلدة عرسال الواقعة على الحدود السورية، التي شهدت أمس اشتباكات هي الأولى من نوعها منذ بدء الأزمة السورية بين القوات النظامية السورية ومسلحين لبنانيين.
وقال سكان محليون إن قوّة من الجيش السوري توغلت عند الساعة الثالثة من فجر أمس داخل الأراضي اللبنانية في جرود (سهول) بلدة عرسال، وأطلقت النار على عدد من اللبنانيين الذين كانوا موجودين داخل أرضهم الزراعية، فقتلت الشاب محمد حسين حميد وجرحت ثلاثة آخرين، وعملت على سحب جثة القتيل (اللبناني) إلى الداخل السوري، وتبع ذلك تدخل من أهالي البلدة الذين حاولوا استعادة جثة الشاب، مما تسبب في اشتباكات دارت بين الجنود السوريين وبعض شباب بلدة عرسال استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية لساعات قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويحكم سيطرته على الأرض.

وأوضح مصدر أمني أن "الجيش اللبناني دخل صباحا إلى منطقة الاشتباكات وانتشر فيها، وبدأ تحقيقاته لمعرفة أسباب الحادث وخلفياته، وفتح قنوات الاتصال مع الجانب السوري لاستعادة جثة القتيل اللبناني". وأكد المصدر لـ"الشرق الأوسط" أن "وحدات من المغاوير واللواء السادس انتشرت في المنطقة وبدأت في تسيير دوريات على الحدود، كما أقام الجيش نقاط مراقبة، مما جعل الهدوء يخيم على المنطقة التي كانت مسرحا لتبادل إطلاق النار".
واعتبر نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي أن "هذا الحادث هو حلقة في سلسة الاعتداءات السورية التي ترتفع وتيرتها يوما بعد يوم، والتي جعلت من عمليات القتل واستباحة دماء أبناء عرسال والاعتداء عليهم وعلى أرزاقهم عادة مألوفة".
وأكد الفليطي لـ"الشرق الأوسط" أن "قوة من الجيش السوري توغلت فجرا (أمس) نحو خمسة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، ووصلت إلى خربة داود التابعة لعرسال، وأطلقت النار على مواطنين كانوا داخل أراضيهم ويقطفون محاصيلهم الزراعية، مما أدى إلى إصابة أربعة بينهم محمد حميد، الذي خطفه الجيش السوري مع سيارته التي سحبت بواسطة دبابة سورية. وإثر عودتهم إلى الأراضي السورية أقدموا على تصفيته والاحتفاظ بجثته وإحراق سيارته".

ولفت إلى أن "هناك تركيبة إعلامية بدأ يحضّر لها التلفزيون السوري وقناة (الدنيا) بالاتفاق مع تلفزيون (المنار) التابع لحزب الله ومحطة الـ(o.t.v) التابعة للعماد ميشال عون، للترويج لأن القتيل والجرحى كانوا يهربون السلاح إلى سوريا". واعتبر الفليطي أن "هناك مخططا يستهدف كل المناطق اللبنانية الحدودية التي تؤوي نازحين وتتعاطف مع الشعب السوري"، مبديا أسفه لأن "الدولة تكون غائبة دائما وتحضر بعد أن يقع الحادث"، مجددا تأكيده أن "نواب المنطقة لا يمثلون أهالي عرسال لأنهم مجرّد أبواق للمخابرات السورية".

في هذا الوقت، أوضح أحد وجهاء عرسال، الذي رفض ذكر اسمه، أن "أهالي عرسال لم يفتحوا مواجهة أو اشتباكات مع الجيش السوري ولا يريدون ذلك"، وقال لـ"الشرق الأوسط" إن "بعض شباب البلدة حاولوا استعادة جثة الشاب الذي خطفه وقتله الجيش السوري، وحاولوا منع الجيش السوري من خطف الجرحى الباقين، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار"، مشيرا إلى أن "هذا الخرق ربما يكون الخمسين لأراضي عرسال.. وهذه الخروق لا تخلو من خطف أو قتل أو إصابة مواطنين أو إحراق منازل وإتلاف ممتلكات".
أما رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، فأوضح أن "ما حصل هو اعتداء من قبل الجيش السوري على لبنان، وفي كل أسبوع يحصل مثل هذا الأمر". وقال "تسلمنا الجرحى اللبنانيين، أما جثة القتيل فما زالت مع الجيش السوري، ونحن نطالب الحكومة (اللبنانية) بأن تحمينا، لا سيما أن الوضع بات غير محتمل". وأضاف "لا نريد أن نصطدم مع دولة أو مع نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد فليتركونا بحالنا".
وفي سياق متصل، أفادت معلومات بأن "الاستخبارات السورية أوقفت رئيس بلدية الرامة (في وادي خالد) خالد السويدان لدى دخوله سوريا عند نقطة الأمن العام".  

السابق
الحياة: اشتباك بين الجيش السوري وشبان من عرسال البقاعية بعد مقتل أحدهم
التالي
الأنوار: انتقاد من داخل الحكومة لعملية التفاهم وعدم استبعاد المقايضة