الاخبار: تيار المستقبل إلى الحوار بعد فشل تأجيله

أكدت مصادر رفيعة المستوى في «قوى 14 آذار» وفي كتلة «المستقبل» النيابية أن هذه القوى ستشارك في جلسة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان يوم 11 حزيران الجاري في بعبدا. وقالت مصادر «المستقبل» لـنا إن رفض المشاركة في الحوار بات غير ممكن لأن التشجيع عليه لا يقتصر على الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، فسفراء معظم الدول الغربية وتركيا نصحوا بالاستجابة لطلب رئيس الجمهورية. أضافت مصادر معارضة إن مسعى تأجيل الحوار يصطدم برفض سعودي وبإصرار من سليمان على التئام الطاولة البيضاوية في التاريخ المحدد. وبناءً على ذلك، سيشارك الرئيس فؤاد السنيورة بصفته مدعواً، وكممثل عن الرئيس سعد الحريري. أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فحسم أمره لناحية عدم المشاركة شخصياً، لكنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيقاطع أو أن النائب جورج عدوان سيمثّله.

ولفتت مصادر مستقبلية إلى أن «قوى 14 آذار» تداولت طوال يوم أمس بمسودة من المذكرة التي ستقدمها إلى رئيس الجمهورية، والتي ستتضمن «ثبتاً للوقائع» التي جرت منذ بدء جلسات التشاور في عام 2006، مروراً بحرب تموز في ذاك العام، والانتقال من وصف الحكومة حينذاك بحكومة المقاومة السياسية إلى اتهامها بالعمالة. وبعدها، حصل اعتصام «قوى 8 آذار» والاغتيالات السياسية، وصولاً إلى 7 أيار وما تلاها». كذلك ستعرض المذكرة مسار المحكمة الدولية، وصدور قرار اتهامي عنها، و«تعامل حزب الله مع المتهمين كقديسين». كما ستذكّر المعارضة «بالبنود التي اتفق عليها في طاولة الحوار، والتي لم يُنفّذ منها سوى بند العلاقات الدبلوماسية بين لبنان سوريا»، إضافة إلى ما جرى بعد الانتخابات النيابية «عندما مددنا يدنا فووجهنا بالانقلاب الذي أدى إلى تأليف الحكومة الحالية بقوة السلاح».

وبحسب مصادر بارزة في المعارضة، فإن «هذه الوقائع التي تحولت إلى قواعد للحوار، ستوضع في عهدة رئيس الجمهورية ليحدد كيفية التعامل معها. كذلك ستؤكد المعارضة في وثيقتها التي ستسلم إلى رئيس الجمهورية خلال ساعات، تمسكها بالحوار، وبمطلب إسقاط الحكومة، «كونها تمثل آخر مظهر من مظاهر الظلم الذي لحق بنا».
موضوع الحوار عرضه الرئيس سليمان خلال زيارتيه القصيرتين لكل من أبو ظبي والدوحة، حيث التقى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وبحث سليمان مع خليفة القرار المتعلق بحظر سفر الرعايا الإماراتيين الى لبنان والسبل الكفيلة بالعودة عنه. وتمنى أن تحظى القرارات التي طاولت بعض اللبنانيين «بالتقويم المتكامل، بما يتوافق مع الحقوق والواجبات التي ترعاها قوانين الإمارات وأنظمتها».
من جهته، أبدى خليفة الاستعداد للتجاوب مع ما يطلبه لبنان وما يعزز هذه العلاقة القائمة. في غضون ذلك، جدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلمة تلاها نيابة عنه الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي، خلال رعايته احتفالاً لمناسبة اليوبيل الذهبي للمجلس الوطني للبحوث العلمية في السرايا، أن الحوار فرصة «أمام القيادات اللبنانية، تشكل الإطار الجامع الذي يمكن من خلاله طرح المواضيع المختلف عليها بحرية وموضوعية ومسؤولية، وصولاً الى حلول».
ورأى البطريرك الماروني بشارة الراعي، خلال زيارة رعوية لجونية، أن الحوار الذي دعا إليه الرئيس سليمان «هو للجلوس الى الطاولة والقراءة بشجاعة لما نعانيه من أجل إيجاد الحل».

من جهته، أبدى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال، استغرابه من «خوف جماعة 14 آذار من الحوار وارتعابهم منه»، مشيراً إلى أنهم «كانوا يقولون: لماذا لا يقبل الطرف الآخر بالحوار؟ لكن عندما طرح رئيس الجمهورية الحوار وطاولة الحوار، ثم طرح الأمين العام فكرة المؤتمر الوطني الواسع للحوار، رفضوا لأن الحوار يحشرهم في الزاوية، ويضعهم أمام مسؤولية إقناع الطرف الآخر، وتقديم الأدلة والمشاركة والتعاون لإقامة لبنان بشكل مشترك».
ملفات عالقة
في الشأن الحكومي، تواصلت الاجتماعات في السرايا أمس لإنجاز التفاهم على تفعيل الحكومة. وفي هذا السياق، التقى الرئيس ميقاتي الوزراء: محمد الصفدي وجبران باسيل وعلي حسن خليل ومحمد فنيش.
وأوضحت مصادر رئاسة الحكومة أن الاجتماعات لم تنه كل الملفات العالقة، وما بحث أمس تركز فقط على الشق المالي الذي سيستكمل بحثه في جلسة مجلس الوزراء اليوم. أما الملفات الأخرى كالتعيينات والأمن والعلاقة بين مكونات الحكومة فلا تزال قيد البحث.
وعلى صعيد ملف المخطوفين، أفادت المصادر بأن الاتصالات مع السلطات التركية مستمرة، ولكن لا صحة لما أشيع عن طلب تركي لتهدئة الوضع في لبنان، مؤكدة أن الحكومة أساساً تقوم بهذا الأمر، وأشارت إلى أنه لا جديد على صعيد قضية المخطوفين.

بري: دفع عجلة الدولة

وعزّزت أجواء نواب لقاء الأربعاء مع رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، الانطباع التفاؤلي لجهة معالجة الملفات المطروحة، إذ نقل هؤلاء عن بري إشارته الى أنه خلال الاجتماع الرئاسي الطويل، الذي عقد ليل أول من أمس في بعبدا، مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، تم تأكيد التفاهم من أجل دفع عجلة عمل الدولة على جميع الصعد، ومنها معالجة قضية الإنفاق في الإطار القانوني مع تأكيد الإسراع في إنجاز مشروع الموازنة الذي يشكل أساس التفاهم على هذا الموضوع. كما جرى التفاهم في الاجتماع على العمل لإنجاز ملف التعيينات.

قلق دولي من قضية المخطوفين

على صعيد آخر، كثّف المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي لقاءاته مع «حزب الله»، إذ زار أمس كلاً من وزير الدولة للتنمية الإدارية محمد فنيش ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب عمار الموسوي. وأوضح بلامبلي بعد لقائه فنيش أن البحث تناول المواضيع المتعلقة بجنوب لبنان والتطورات الأخيرة، بما فيها التطورات في شمال لبنان. وأوضح أن البحث تطرق إلى عمل الحكومة وقضية اللبنانيين المخطوفين في سوريا.  

السابق
ارسلان: نواجه أزمة نظام حقيقية
التالي
شيرل كرو مصابة بورم في الدماغ