الأنوار: لفلفة الخلافات داخل الحكومة بعد الاتفاق على الانفاق المالي

اجواء القلق ظلت مخيمة على طرابلس امس مع حصول تراشق بالرصاص والقاء قنبلتين واستمرار مسلسل احراق المحلات، فيما اشاعت الحكومة اجواء ايجابية حول استمرارها في الحكم عبر صفقة بين مكوناتها تنطلق من حلحلة ملف الانفاق المالي وتراجع رئيسها عن انذاره.
وفيما سجل اجتماع ملفت ليل امس في قصر بعبدا بين الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري، انطلقت من السراي بعد اجتماع بين الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي اجواء تبشر بقرب حل مشكلة الانفاق المالي. فقد قال وزير المال: ان الاجواء ايجابية من حيث ايجاد مخرج للانفاق المالي العام الذي يحتاج الى قوننة في مجلس النواب.

مقايضة حكومية
وكشفت مصادر سياسية ان مختلف الفرقاء في الحكومة، توصلوا الى قرار قضى بالتوافق على ورقة تفاهم لانقاذ الحكومة، بتجاوز كل التعقيدات وابرزها الانفاق. وقالت ان صفقة التفاهم تقوم على مقايضة في اربعة بنود تتمثل بالانفاق، والتعيينات، وتسيير عدد من القوانين وابرزها الموازنة وقانون الانتخاب، اضافة الى مشاريع انمائية للمناطق وابرزها طرابلس.
وتابعت انه من المتوقع ان يقر الاتفاق غدا الخميس خلال جلسة مجلس الوزراء. على ان تأتي ترجمته على مراحل، اولها قد تكون باقرار سلفة ال 4900 مليار ليرة التي خفضت الى 3500 مليار بحذف فوائد الدين العام منها، وبذلك ترفع المسؤولية عن الحكومة وترمى على المجلس النيابي.
وذكرت معلومات ان التسوية المالية المرتقبة تقوم على اطلاق عجلة الصرف بسند قانوني، اي وفق قانون يرسل الى مجلس النواب. وفي حال عدم انعقاد المجلس بسبب فقدان النصاب فان رئيس الجمهورية سيكون جاهزا لتوقيع المرسوم.
ولفتت المعلومات الى ان جولات المفاوضات تتوالى قبل جلسة مجلس الوزراء غدا عبر وزير الطاقة جبران باسيل ووزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش ووزير الصحة علي حسن خليل مع اركان الحكم.
وكان العماد ميشال عون اعلن بعد اجتماع التكتل عصر امس: نحن أطلقنا مبادرة بين أركان الحكم يجري العمل عليها حاليا، وأعتقد أنها ستوصل إلى نتيجة. لذلك نحن الآن في مرحلة تشاور حتى نتوصل إلى حل، ونأمل أن تكون النهاية سعيدة، أما إذا لم تكن كذلك، فسيكون هناك مواضيع أخرى نعلنها في حينه.

توتر في طرابلس
هذه الاجواء المريحة التي اشاعتها قوى الحكومة في بيروت لم تنسحب على طرابلس التي عكّر هدوءها امس تراشق بين باب التبانة وجبل محسن ردّت على مصادره وحدات الجيش. كما عكره القاء قنبلتين ومسلسل عمليات الحرق الإنتقامية للمحال والمؤسسات التجارية، وجديدها امس إحراق غاليري رويال للمفروشات وافران الحموي في الميناء ومحل صبلوح قرب جامع التوبة في خان العسكر وآخر لبيع المواد الغذائية في القبة.
وقد استنكرت كتلة المستقبل النيابية في بيان امس بعض الممارسات المشبوهة والمكشوفة التي شهدتها المدينة من احراق لمحال هنا ومنازل هناك، فهذا عمل مرفوض ومدان بغض النظر عمن قام به، فمدينة طرابلس ستبقى مدينة التسامح والاعتدال برغم كل المحاولات لجرها الى الفتنة والاقتتال.
وقالت ان مدينة طرابلس بحاجة لاهتمام وعناية خاصة وزائدة من المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الحكومة في هذا الظرف وليس من المقبول تركها لمواجهة مصير يرسمه لها أعداء معروفون للمدينة وتراثها القائم على العيش الواحد والاعتدال.

تحذيرات من فتنة
بدوره حذر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار من ان طرابلس تعيش مأساة حقيقية، وقال في حديث الى موقع ناو ليبانون ان الاسوأ يكمن في ان ما تعيشه طرابلس على ارتباط بما يحصل في سوريا، وهذا ما نخشاه لأن الامر اذا ارتبط بالازمة السورية فهذا يعني ان المأساة ستتعاظم، والكارثة ستكون كبيرة على لبنان بشكل قد يتعذر ايقافه.
واضاف: هناك اطراف غريبة وارادة شريرة تريد احداث فتنة في البلد، ولذلك نحن ندعو المسؤولين الى التحلي بالحكمة وتحصين الامن والاستقرار، مشددا في الوقت عينه على ان ما يحصل في طرابلس ليس حربا مذهبية او فتنة طائفية، بل هو احتقان سياسي بين من يدعم النظام السوري ومن يدعم الثوار.
كما استنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان بشدة الاعتداءات على المؤسسات التجارية واحراق بعضها في طرابلس بهدف اثارة الفتنة الطائفية بين ابناء المنطقة الواحدة، في عمل اجرامي يحمل دلالات خطيرة ينبغي ان يتصدى لها ابناء طرابلس.
وطالب الجيش اللبناني بالحزم والشدة في بسط الامن وعدم السماح للمندسين والمشبوهين باثارة الفتن وتهديد السلم الاهلي في طرابلس وكل المناطق اللبنانية.
وعقد منسق عام طرابلس في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش مؤتمرا دان فيه استهداف متاجر مواطنين من ابناء طرابلس.  

السابق
الكتيبة الكورية تساند الجيش على اخماد حريق في صور
التالي
اليونيفيل دشنت نظام طاقة شمسية لمقرها في الناقورة