عفاريت الشوارع

أعرف معرفة يقينية.. بأنّ عموم الناس من الذين يقودون السيارات.. أو من الناس المُشاة على الطرقات.. وكذلك الناس القابعين في منازلهم.. يشتمون معظم سائقي الدرّاجات.. لأنّ هؤلاء لا يقودون درّاجاتهم وفق قوانين السير.. فجميع السائقين للسيارات العمومية أو الخاصة.. لهم قصص مع سائقي الدرّاجات.. إنّهم عفاريت الشوارع الذين يفاجئون السائقين بحضورهم.. كما يُرهبون مشاة حتى على مواقع إشارات المرور.. هم لا يحترمون الإشارات.. ولا يحترمون المارّة.. بل يشتمون الرجل أو المرأة من العجائز الذين يقطعون الشارع في وقت حضورهم.. كأنّهم سيبقون شباباً!

للمشاة حكايات وحكايات مع أصحاب الدرّاجات.. بحضورهم فجأة أو بمرورهم المتعرّج بين السيارات.. حتى أنّ المارة ومن مختلف الأعمار كانوا.. ترتجف قلوبهم عندما «يُضرب فرام» صاحب الدرّاجة.. صارخاً بقلة أدب: انتبهي مرة ثانية.. أو أنّ سائق الدرّاجة يمشي متعرّجاً حول الشخص الذي يمر.. مُحدِثاً له خفقان قلب.. وكم من قصة رُوِيَتْ لنا مع الدرّاجين..

أماالناس القابعون في منازلهم.. فإنّ أصحاب الدرّاجات من الدرجة الرفيعة كأحد أبناء الأغنياء أو المسؤولين.. فإنّه عادة ما يزعج السكان بصوت درّاجته.. وكأنّه طائرة تُغير في الشارع.. متناسياً أنّه يمكن أنْ يكون هناك نيامٌ أو مرضى في المنازل.. تزعجهم أصوات هذه الآليات.. إلا أنّ الغريب من هذه الفئة أنّ واحداً يركب دراجة لم أتبيّن ليلاً نوعها.. إلا أنّها عالية ويجلس عليها بكل شموخ… يمر الساعة 12 ليلاً والساعة الواحدة والساعة الثانية بعد منتصف الليل.. ويزعق بعواء آليته مُحيّياً حبيبته له في الشارع.. إنّه عفريت الليل .. ملعون الوالدين من كل سكان الحي.. ليته يتأدَّب ويُعبِّر عن حبّه بوسيلة أجمل!

 

السابق
فاطمة تنهي حلقاتها الاخيرة
التالي
سمكة داخل رئة طفل