تحـرّك وزاري لمنع تكرار التحـرّش الجنسي في المدارس

بات ملف التحرش الجنسي بتلامذة في «مدرسة مار يوسف ـ عينطورة»، وفق معلومات توافرت لـ«السفير»، أمام النيابة العامة في جبل لبنان، بعدما اتخذ الأهالي والمدرسة ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور بصفته رئيساً لـ«المجلس الأعلى للطفولة»، ووزارة التربية صفة الإدعاء المباشر، على أستاذ مادة الفنون البلاستيكية (ب.ش) وإنزال أشد العقوبات بالمعتدي.
وكشفت المعلومات أن المدعى عليه تحرش بأربع تلميذات تراوحت أعمارهن بين السابعة والثامنة من العمر في الصف الرابع الأساسي، خلال حصة مادة الفنون. فكان يطلب منهن رفع ملابسهن، ومن ثم يُقدم على تصويرهن، حتى وصل به الأمر الى ملامستهن، بيديه.
أضافت المعلومات المتابعة للتحقيق الأولي، أنه لدى انكشاف أمر ب.ش. من إحدى التلميذات التي روت لذويها أن معلمها طلب منها رفع «مريولها» لتصويرها ومن ثم وضع يده على ساقها، ثارت ثورة أهل التلميذة، وتمّ إبلاغ الإدارة التي سارعت إلى التحقيق مع ب.ش.، الذي نفى التهم، ليكتشف بعد ذلك حقيقة تحرّشه بسبع تلميذات، فضل ذوو ثلاث منهن عدم الشكوى أو ذكر بناتهن في التحقيق.
وأشارت المعلومات، إلى أنه لدى التدقيق في كومبيوتر المتهم، لم يتم العثور على أي صور للتلميذات، وتوقعت أن يكون المعتدي عمد فور انكشاف أمره إلى تلف الصور، قبل طرده من المدرسة.
وسرت أنباء عن محاولة المعتدي الانتحار، وذكرت أنه أدخل المسـتشفى بعـد تعرّضه لحادث سير، وهو موجود الآن تحت حراسة قضائية وأمنية.

لجنة متابعة

بعد انتشار خبر التحرش، دعا أبو فاعور وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب ووزير العدل شكيب قرطباوي، إلى اجتماع، تم في أعقابه عقد مؤتمر صحافي بحضور رئيسة لجنة الطفل النيابية جيلبرت زوين، دعوا فيه إلى إنزال العقوبات بالمتحرشين جنسياً بالأطفال في المدارس.
وتم تكليف لجنة من الوزارات الثلاث واللجنة النيابية على ان تُحضر اقتراحات عملية، يتم تبنيها في اجتماع يعقد الاثنين المقبل.
وتمنى دياب أن «يتمّ خلال أسبوع وضع آلية لمعالجة هذه الحالات». وأكّد أبو فاعور وجوب «السعي لإيجاد الحل الجذري لهذه الأمور»، لافتاً إلى وجود خطة سيتم إقرارها الاثنين والعمل بموجبها». ودعا الأهالي الى «عدم ممارسة التستر على مثل هذه الحالات»، مطالباً المؤسسات «ألا تأخذ موقفاً دفاعياً».
واعتبر قرطباوي أن «الأولويّة في مكافحة هذه الجرائم هي رعاية الأهل ورقابتهم الواعية على أولادهم».

.. وتنسيق

دعا دياب الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار ممثلاً «اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة» ووفداً من «نقابة المعلمين» ضم جمال الحسامي ومجيد العيلي، المدير العام للتربية فادي يرق، ورئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر، وتناول البحث المعلومات المتعلقة بموضوع التحرش.
وأشار دياب إلى أن الوزارة أحالت ملف الدعوى إلى النيابة العامة التمييزية في محافظة جبل لبنان. وعبر عن انفتاح الوزارة على أي فكرة أو مساهمة من جانب «اتحاد المؤسسات التربوية» و«نقابة المعلمين» في الإطار المشار إليه.
وأكد الأب عازار أنّ هذا العمل مستنكَر وغير مقبول من الجميع، مشيراً إلى ضرورة إعطاء الوقت للقضاء كي تأخذ العدالة مجراها، لافتاً إلى التاريخ المشرف لهذه المدرسة الكاثوليكية العريقة منذ ما يزيد عن 175 سنة ووضع إمكانات الاتحاد بتصرف الوزير.
وفي تصريح له أكد نقيب المعلمين نعمه محفوض ثقته بالقضاء اللبناني وبالتحقيقات الجارية.
  

السابق
قصتي مع علي بن أبي طالب!
التالي
مصالحة فتحاوية بين اللينو والمقدح