بوتين لا يمانع رحيل الأسد

منذ عودة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الكرملين، بدأت تتكشف ملامح خطّة يجري العمل عليها سراً بين عواصم القرار الكبرى لإيجاد "تسوية معقولة" للأزمة السورية.
وفيما يُجمع العالم على استمرار دعم خطة المبعوث الدولي كوفي أنان في العلن على رغم أنّها ولدت ميتة ولم ولن تحقّق شيئاً من بنودها الستّة، فإنّ النقاش الجدي يدور حول الخطة السرية البديلة التي تحفظ المصالح الدولية والإقليمية بدل أن تضعها في مواجهة بعضها البعض.

وهذه الخطة كانت على طاولة المفاوضات بين الرئيس بوتين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأسبوع الماضي، ليستكمل البحث فيها بين بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما في 18 و19 حزيران الجاري.

أمّا أبرز عناوين الخطة فيمكن تلخيصها بالآتي:

1 – تفادي الحلّ العسكري، لأنّه قد يصيب كلّ الشرق الأوسط ويُعمّ الفوضى ويصبح الصراع الإقليمي كبيراً.

2 – الحؤول دون وصول الإسلاميين إلى السلطة في سوريا نتيجة المخاوف المشتركة الروسية – الغربية من أنّ كل الذين وصلوا إلى السلطة في البلاد الثائرة هم إسلاميون، ناهيك عن أنّ الأقليّة المسيحية وآخرين قلقون ويفضّلون الإبقاء على النظام مع أو بدون الرئيس الأسد.

3 – الاعتراف بحقّ روسيا في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا والشرق الأوسط. فكما يتواجد الأميركيون من خلال الأسطول الخامس في البحرين، لا يوجد سبب يمنع الروس من الوجود في طرطوس في سوريا.

4 – اعتماد النموذج اليمني الذي ينصّ على تخلي الرئيس الأسد عن السلطة ولكن من دون التأثير على النظام ككل.

ويدور النقاش الجديد-القديم حول وجود أشخاص في محيط الرئيس يمكن أن يديروا جانباً من المرحلة الموقتة، وحواراً وانفتاحاً سياسياً مع المعارضين، على رغم عدم وجود تشابه بين الأوضاع في اليمن وسوريا، ذلك أنّه من المعروف أنّ غالبية اليمنيين ثارت على الرئيس علي عبدالله صالح وظهر تحوّل عدد كبير من أصدقائه إلى أعداء له، كما حدث انقسام كامل في النخبة الحاكمة.

أمّا في سوريا، فلم يحدث شيء بعد من هذا القبيل، فالنخبة الحاكمة لا تزال متماسكة ولم تظهر انشقاقات واسعة في صفوف الجيش، إضافة إلى أنّ المعارضة اليمنية كانت منظّمة وتمثلت بشخصيات معروفة، ومنها من كان في السلطة فيما المعارضة السورية متعددة ومشرذمة وضعيفة.

ومع ذلك تتقدّم حظوظ السيناريو الليبي لسوريا سريعاً مع تأييد موسكو مناقشته والاتفاق حول شروط المرحلة الانتقالية.

في هذا الوقت تستمر حرب الاستنزاف في سوريا وتتزايد المخاوف من توسّعها وامتدادها إلى لبنان بعد وصول أولى شراراتها.  

السابق
مدافع!
التالي
الجمهورية: البنزين الى 32 ألف ليرة