احياء شبح الحرب في البلقان

هز الرئيس الصربي الجديد توميسلاف نيكوليتش البلقان برفضه تسمية المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في سريبرينيتسا في البوسنة في 1995 «ابادة»، واثار مخاوف من عودة الخطاب القومي المتشدد الى المنطقة التي ما زالت تعاني من آثار الحروب في يوغوسلافيا السابقة.
وفي مقابلة بثها تلفزيون مونتينيغرو قبل ساعات من ادائه القسم الخميس الماضي، قال نيكوليتش ان مقتل نحو ثمانية آلاف مسلم بوسني في سريبرينيتسا «لم يكن ابادة»، معترفا في الوقت نفسه بانها «جريمة حرب كبرى».
واثارت هذه الملاحظة شكوكا في المنطقة في جدية قطيعته مع ماضيه القومي المتشدد. وعبر الزعيم البوسني المسلم بكر عزت بيغوفيتش عن استيائه الشديد من هذه التصريحات التي اعتبرها «مصدر توتر جديد» في المنطقة.
وقالت الناشطة الصربية لحقوق الانسان ناتاسا كانديتش ان «نيكوليتش يبرهن على انه لم يفهم واجب رئيس دولة تتطلع لان تصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي». وكانت صربيا منحت في مارس وضع مرشح للانضمام الى الاتحاد.
واضافت كانديتش: «يجب قبل كل شيء الاعتراف باحكام المحاكم الدولية التي أوضحت من دون لبس ان ابادة وقعت في سريبرينتسا». وقبل ان يؤسس حزبا له في 2008، كان نيكوليتش حليفا للزعيم اليوغوسلافي الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش ومساعدا للقومي المتطرف فويسلاف سيسيلي الذي يحاكم حاليا بتهمة ارتكاب جرائم حرب امام محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة.
واكد نيكوليتش بعد ذلك انه اصبح قوميا محافظا مؤيدا للوحدة الاوروبية.

وقالت المحللة الصربية البوسنية تانيا تونبيتش ان «هذه المنطقة ما زالت مسكونة باشباح الماضي وستلاحق نيكوليتش مثل ظل له». ويمكن ان تقوم صعوبات في وجه المصالحة الهشة بين الاعداء السابقين في البلقان، التي بنيت تدريجيا خلال الولاية الرئاسية التي استمرت ثمانية اعوام لبوريس تاديتش المؤيد للوحدة الاوروبية.
وكان تاديتش تجنب استخدام كلمة «ابادة» وقدم اعتذارات الى ضحايا سريبرينيتسا عند زيارتها في 2005 في ذكرى المجزرة التي تعد الفصل الاكثر دموية في حرب البوسنة (1992-1995).
كما شارك في احياء ذكرى المجزرة في 2010.

وقبل ايام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في صربيا، اثار نيكوليتش استياء في كرواتيا لتصريحات حول النزاع الصربي – الكرواتي (1991-1995) ادلى به لصحيفة المانية.
ورد الرئيس الكرواتي ايفو يوسيبوفيتش بالقول ان «من يرغب في ان يكون له شركاء في اوروبا عليه التخلي الى الابد عن فكرة ان الحدود لم ترسم نهائيا»، ملمحا بذلك الى نظرية «صربيا الكبرى» التي كان نيكوليتش يدافع عنها.
وفي كوسوفو، بقي التوتر كبيرا منذ الاعلان من جانب واحد عن استقلاله عن صربيا في 2008، وهو استقلال ترفض الاعتراف به بلغراد والاقلية الصربية في هذه المنطقة ذات الغالبية الالبانية وكانت جزءا من صربيا في الماضي.
واثار انتخاب نيكوليتش قلق كوسوفو.

ونيكوليتش كان نائبا لرئيس الوزراء في عهد ميلوشيفيتش خلال حملة القصف التي شنها حلف شمال الاطلسي في 1999 لوقف العنف الذي تمارسه القوات الصربية ضد الانفصاليين الالبان في كوسوفو.
وقال المحلل الكوسوفي ارديان اريفاج «نخشى تشددا في السياسة الصربية حيال كوسوفو».  

السابق
هل أصبح أوباما نسخة من بوش؟
التالي
قصتي مع علي بن أبي طالب!