طرابلس تحترق.. لمصلحة من ؟!

على وقع تقاطُع كل القراءات عند ربط معاودة إشعال الجبهة السنية ـ العلوية اي باب التبانة ـ جبل محسن بتطورات الوضع السوري والرغبة في توظيف "خط التماس" المذهبي في لعبة الضغط بالنار في اتجاهات عدة لبنانياً وعربياً واقليمياً، اعاد الجيش اللبناني انتشاره على الحدود الفاصلة بين منطقتي القتال تبعاً للخطة التي جرى وضعها ليل السبت في سرايا المدينة . وعـلمت "النهار" ان الاتصالات تمت مع الرئيس نبيه بري للمساعدة في ضبط الوضع شمالا، شارك فيها ايضا "حزب الله"، كما شملت القيادي في "الحزب العربي الديموقراطي" رفعت علي عيد، إذ تولى الحزب التنسيق معه وآخرين لضمان الجو السياسي المساند للاتفاق على وقف النار، في ما يؤكد ما ذهبت اليه قوى في المدينة من ان للحزب تأثيرا او تدخلا داعما لبعض المجموعات

أشارت "النهار" إلى أنها لم تهدأ في طرابلس على رغم كل التطمينات والاتصالات والاجراءات الامنية التي أكد أكثر من مسؤول أمني انها ستكون حاسمة وستتعامل مع كل خلل بجدية. فبعد الانتشار العسكري الواسع في منطقتي التبانة وجبل محسن واختفاء المظاهر المسلحة في المنطقتين، حصلت خروق مساء أمس أدت الى اصابة الدركي محمد السحمراني وأحمد خالد الذهب وشخصين آخرين برصاص قنص قرابة العاشرة ليلا. وهاجمت مجموعة شبان محلا وحطمت محتوياته قبل تفجير مقهى بعبوة، في ما يترجم عجز الدولة اللبنانية عن ضبط الوضع الشمالي الذي صار مرتبطا عضويا بما يجري في سوريا.

وقالت مراجع امنية معنية لـ"الجمهورية" إنّ عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي باشرت تنفيذ خطة محكمة للإطباق على المنطقة ومنع ايّ مجال للتسلّل الى مواقع متقابلة، نافيةً حديث البعض عن انسحاب الجيش اللبناني قبل توتّر الوضع بأيّام. وقالت إنّ الجيش لم يَخل المنطقة، وليس هناك من منطقة حكراً عليه فقط، فالقوّتان ستكونان جنباً الى جنب في بعل محسن وباب التبانة.

أشارت "السفير" إلى أنه مع سقوط حوالى 15قتيلاً و50 جريحاً جراء اشتباكات الايام الماضية، طفت على بحيرة الدماء أسئلة ملحة من نوع:

– هل تغلغلت الازمة السورية في شرايين طرابلس النازفة، أم ان فرصة تنقية هذه الشرايين من تداعيات الأزمة ما تزال قائمة؟
– هل "استحقتها" قيادات طرابلس هذه المرة، فجمدت "رخص" الحماية السياسية للمسلحين، أم ان مرجعية هؤلاء هي في مكان آخر؟
– من هي الجهة صاحبة المصلحة في إشعال طرابلس، والى أي مدى يصح القول إن جزءا من الرسائل الصاروخية كان موجها الى رئيس الحكومة لإحراجه في عقر داره وإخراجه؟
– هل سيستخدم الجيش القوة، متى لزم الامر، لفرض الامن وحماية الناس وهيبة المؤسسة العسكرية، أم ان دوره سيقتصر على الفصل بين المتقاتلين وليس قول الكلمة الفصل؟
– ومتى ستبدأ المعالجة الجذرية لجوهر المشكلة في طرابلس، المتمثلة في الحرمان المزمن والاهمال المتراكم، علماً ان مبلغ الـ100مليون دولار الذي اقرته الحكومة في جلستها الاخيرة ما يزال شيكاً بلا رصيد، في ظل أزمة الإنفاق المالي التي تحول حتى الآن دون قوننة الصرف؟
 

السابق
نصرالله: اللهم اشهد أني قد بلغت
التالي
الجميل: على حزب الله توضيح نواياه