الجميل: على حزب الله توضيح نواياه

يوم الجمعة الماضي، طرح السيّد حسن نصرالله، للمرة الاولى، فكرة عقد مؤتمر وطني تأسيسي يشكّل مدخلا لولوج خيار «الدولة القوية». وما كاد نصرالله ينهي كلامه حتى بادرت أصوات من داخل «تيار المستقبل» و«قوى 14 آذار» بالقصف على ما اعتبرته «نسفا للدستور والطائف وإطاحة بالمناصفة لحساب المثالثة».
لكن لسامي الجميل مقاربة مختلفة. يوضح الجميل لنا أنه منذ انتخابه، لم يكفّ عن المطالبة بضرورة عقد مؤتمر وطني عام، «لكن مقومات نجاح هذا المؤتمر تفترض الأخذ في الاعتبار كل هواجس اللبنانيين وتأمين أجواء وطنية مريحة لانعقاده، وليس الشعور بان ثمة من يمارس منطق التخويف وفرض الشروط واستغلال المؤتمر لنوايا سيئة».

يضيف الجميل أن «الترجمة العملية للاقتراح ترتكز على نوايا «حزب الله». هل يريدون الالتزام فعلا بسقف الدولة والقانون والمساواة مع الآخر؟ المدخل الطبيعي للمؤتمر هو حلّ مسألة السلاح، لكن حتى الساعة للحزب قواعد لعبة اخرى تقوم على التمسّك بمشروعية سلاحه». يرى الجميل أن السيّد نصرالله «كبّ كلمة ومشى»، لكنه لم يوضح مضمون فكرته. نحن لدينا ما نطرحه على طاولة النقاش. الحياد، اللامركزية الادارية الموسّعة، الدولة المدنية. لكن هم ماذا يريدون؟ ما رأي الحزب في المناصفة؟ هل يبقى سلاحه ابديا»؟

وماذا عن بعض الحلفاء الذين يحرصون على تثبيت هذه «العلامة السوداء» في سجل أدائه، يجيب انه تصرّف وفق قناعاته. انا صادق مع نفسي و«قدّ كلمتي». هذا اهم شي عندي، «أما من هو زعلان، فعلى مهله يرضى».
يتقاطع «خيط» القناعات عند سامي الجميل، مع سياسة «استيعاب» تحفظات الحلفاء. هكذا «يتفهّم» نائب المتن جيدا الموقف الرفضي الذي اعلنه سمير جعجع لـ«طاولة الحوار». وفق تصوّره «قد لا نصل الى نتيجة من الحوار، لكن الكل يجمع ان الجمر تحت الرماد، ومن اسبوعين فقط كدنا نلامس الحرب الاهلية و«اقفال مناطق»، وتجدّد الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن هو سبب اضافي للتمسّك بالحوار».

يضيف «مع تفهّمي لمنطق جعجع ارى ان مجرد الجلوس على طاولة واحدة، ينعكس ايجابا على الارض، حتى لو لم تنفّذ مقرّرات الحوار السابقة. لا بد من ترميم الواقع القائم واسترداد هيبة الدولة. اهمية هذا الحوار انه غير مشروط، والدعوة صادرة عن رئيس الجمهورية».

يرى الجميل ان سلاح الشمال «هو ردّة فعل على السلاح الاخر. هذا لا يعني اطلاقا انني ابرّره. لا بل انا ضده، لكن السلاح يجرّ السلاح». يصف ما حدث بعد اطلاق سراح شادي المولوي بـ«الفضيحة» «بغض النظر عن حيثيات التوقيف ثم الافراج عنه، فان الشاب عند خروجه اطلق النار ابتهاجا امام الكاميرات والشهود وبحضور وزراء، واقل ما كان يمكن ان يحصل هو إصدار مذكرة توقيف بحقه. اصلا اذا لم يكن مدانا لماذا جرى توقيفه، واذا كان متورطا فعلا لماذا تمّ الافراج عنه. هذا ضرب لهيبة القضاء والدولة».

وماذا عن تصرّف الوزير محمد الصفدي ولقاء رئيس الحكومة بمتهم بارتباطه بتنظيم ارهابي، يعتقد الجميل «ان ميقاتي كان خائفا من الفوضى وتصرّف على هذا الاساس، وعندما تخاف الدولة تصبح رهينة الاحداث وغير قادرة على السيطرة عليها، وهذا تماما ما قاد البلد سابقا الى حرب العام 1975». «فورة السلاح» تدفع الجميل الى التذكير بالاولويات: نزع سلاح «حزب الله»، ونزع السلاح داخل المخيمات (وليس فقط تنظيمه) وخارجها وكل السلاح المنتشر في المناطق، مؤكدا «ان سلاح «حزب الله» طائفي، وهو يوصل الى السلاح المذهبي».

في الايام الاولى لمتابعته حادثة المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في سوريا، شعر الجميل بانه في «عصفورية». حكومة ووزراء ونواب يصرّحون ويجزمون بقرب وصول المخطوفين فيما تبيّن لاحقا ان احدا لا يعرف مكانهم». اخطر من ذلك، يرى الجميل «ان ما حصل هو ربط للازمة السورية بلبنان وانتقالها الى هنا». لا يتبنى منسّق «اللجنة المركزية» في «حزب الكتائب» بيان المجموعة الخاطفة الذي تحدث عن وجود «5 ضباط من «حزب الله» ضمن المخطوفين»، لكنه يشير الى انه «في حال تبيّن صحة هذا الامر، فهذا يعني ان هناك مشكلة كبيرة. حيث ان الفريق الذي يتهم المعارضة الـيوم بتهريب السلاح الى الداخل السوري والمشاركة في القتال، لديه عناصر تعمل مع النظام وتقاتل الى جانبه».

انتخابيا، وردا على الاجواء المروّجة لتقارب محتمل في الانتخابات المقبلة بين «الكتائب» و«التيار الوطني الحر» على حساب «القوات»، يوضح الجميل «لا تحالفات انتخابية بل سياسية، وطالما ليس هناك اتفاق سياسي لا مجال للتحالف الانتخابي. لكن هذا لا يمنع العلاقة الجيدة مع جميع القوى السياسية لاننا نؤمن بمنطق الحوار».   

السابق
طرابلس تحترق.. لمصلحة من ؟!
التالي
لو يدفع ميقاتي ورفاقه الضرائب؟